المطار |
كتبها Administrator |
الجمعة, 26 يوليو 2019 13:22 |
المطار
كنا .. إذا أتى القطار بالأحبابْ نصطف عند البابْ أحضاننا تضمهم .. تحملهم أهدابْ ! وحينما يودعوننا ولا يكون غير أن نحتمل الفراقْ تحوطهم عيوننا لآخر الرصيفْ منديلنا المبتل بالدموعْ يعلو مندّيا لهم سخونة الهواءْ .. مرفرفا على رؤوسهم لآخر المدى ! وفى طريق العودة المنفردهْ كنا نحدّث الحقول عن حنينا لهمْ ونسأل الطيور .. أن تبثّ شوقنا لهمْ وفى ليالى الوحدة المفتقدهْ .. كنا نناشد النجوم ، نشتكى إلى القمرْ لعله عن وجدنا .. يخبرهمْ ! ** ** واليوم فى المطار حيث ممرّ الأمن ، والحواجزْ تبعدنا عن احتضانهمْ لا نستطيع أن نقول ما نريده لهم نلمحهم يهرولون .. منشغلين بالحقائب .. منهمكين فى الأختامْ وفجأة يلوّحون ويختفون .. دونما كلامْ ! ** * فى صالة المطارْ يرتجف الفؤاد رهبةً وبردا وعادة يطول الانتظارْ ولا يفيد الشاى ، والحلوى .. ولا الجرائد المختلفةْ ! أراقب اللوحة فى انكسارْ الطائرات مسرعهْ قادمة .. ومقلعهْ وأسأل المضيفة التى بلون الثلجْ ـــ متى تجئ الطائرهْ ؟ فتنحنى على جهازها الصغير قائلهْ : ـــ تأخيرْ ! ** ** ألمحهم .. من صالة الوصول يعبرونْ لصالة الجمرك يدلفونْ يروننى .. أقسم أنهم محطّمون ! وعندما أصحبهم لخارج المطارْ يكون ضوء الفجر قد أطلّ ، والمؤذن الوديع يوقظ السكونْ .. وهم من الإرهاق .. نائمونْ !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |