|
سألنى وسألته
(الحلقة الثانية)
للدكتور حامد طاهر
ــــــــــــــــ
سألنى :
ـــ أيهما تفضل : حياة المدينة أم حياة الريف ؟
ـــ حياة الريف فى الماضى كانت أفضل
وخاصة عندما يصنع الخبز فى فرن البيت
واللبن يحلب مباشرة من البقرة
والخضروات تقطف فى نفس اليوم من الغيط
وكبار السن يقصّون علينا فى المساء
حكايات تحلق بنا فى عوالم سحرية ..
ـــ والآن ؟
ـــ أصبح الريف مع الأسف
نسخة طبق الأصل من حياة المدينة !
ـــــــــــــــــــــــ
سألته :
ـــ كيف كانت طفولتك ؟
ـــ على أسوأ ما تكون ..
فدخل الأسرة قليل
وما يلزمنى من الملابس الجديدة لا يتوافر
واللعب التى كنت أتمناها لم أحصل عليها أبدا
وعند أدنى خطأ منى
يتم ضربى ، وحبسى فى المنزل
ـــ ياه .. يعنى كانت الحياة سوداء إلى هذا الحد ؟!
ـــ باستثناء طاقة نور وحيدة
عندما كانت تبتسم لى بنت الجيران !
ــــــــــــــــــــ
سألنى :
ـــ هل قمت بتعزيته ؟
ـــ حاولت .. لكننى لم أستطع
ـــ ولماذا ؟
ـــ حين ذهبت إليه
وجدته يجلس وسط جماعة من أصحابه
وهم يمرحون ، ويتضاحكون
فكيف أعزيه فى فقيد
لم يحترق قلبه على فراقه !
ـــــــــــــــ
سألته :
ـــ لماذا قطعت علاقتك معه ؟
ـــ وجدته أنانيا بشكل لا يوصف
ـــ كيف ؟
ـــ يحرص على أن يأخذ من صاحبه كل شىء ،
ولا يعطى أى شىء !
ـــ لعله معذور
ـــ على الإطلاق ، إنه مقتدر ،
بل هو غنى
لكنه يتقن تصنّع الفقر
حتى يقنع الآخرين أنه كذلك !
ــــــــــــــــــ
سألنى :
ـــ هل رأيتها بعد الطلاق ؟
ـــ ازدادت حسنا ، وفاضت حيوية
ـــ ياه .. يعنى كانت فعلا مظلومة معه !
ـــ دعنى أقولها لك بصراحة :
المرأة كالوردة
إن لم تتعاهدها بالرعاية
ذبلت ، وجفت أوراقها ،
وتسقطت من الإهمال !
ـــــــــــــــــــ
سألته :
ـــ أين ستقضى الصيف هذا العام ؟
ـــ فى المنزل
ـــ ولماذا لا تذهب إلى أحد المنتجعات ؟
ـــ أولا التكاليف عالية
والرحلة طويلة ومرهقة
ولا تخلو االمتعة من بعض الأمراض
ثم إن أسبوعا أو عشرة أيام لا تكفى أبدا
للتخلص من حرارة الصيف الطويل ..
ــــــــــــــــــ
سألنى :
ـــ ما الذى يجعل الموظف عندنا
يتكاسل فى عمله ؟
ـــ لأنه بعد أن يتم تعيينه
يدرك أن فصْله من العمل .. شبه مستحيل
ـــ يعتى أنت ترى أنه لا بد أن يعمل
وسيف الفصل فوق رقبته ؟!
ـــ مع الأسف .. هذا هو القانون
المعمول به فى كل بلاد العالم
التى حققت التقدم
ـــــــــــــــــ
سألته :
ـــ ما رأيك فى مكافحة الفساد ؟
ـــ أمر لازم وضرورى
ولا تصلح الأحوال إلا بالقضاء عليه
ـــ لكنه منتشر كالسرطان فى المجتمع والأفراد
ـــ وإذن لا بد من العقاب الرادع
الذى يصل فى الصين إلى عقوبة الإعدام !
ـــــــــــــــــــــــــــ
 |
