عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
نوعان من الأصدقاء صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 12 أبريل 2019 19:59

نوعان من الأصدقاء


هيأت الظروف أن يكون لى نوعان من الأصدقاء : نوع فقير أو ممن يطلق عليهم الآن من محدودى الدخل ، ونوع غنى ، وبالتالى ينبغى أن نطلق عليهم أصحاب الدخل غير المحدود . طبعا أصدقاء النوع الأول كثيرون ، وأنا أحب الجلوس معهم فى أى وقت ، لأننى أجد فيهم الكثير من البساطة فى الحديث ، والعفوية فى التصرف . وأهم ما يميز هؤلاء أنهم إذا فرحوا ضحكوا من قلوبهم ، وإذا حزنوا بكوا على الفور . الأمور فى عيونهم واضحة . ولديهم مبادئ ثابتة يتمسكون بها . ولعلها هى التى تحميهم من الوقوع فى الخطأ ، وتحفظهم من ارتكاب الجرائم . إنهم يعانون ، ولكنهم يجدون أن المعاناة هى سنة الحياة . عندما يأتى وقت الطعام ، يقوم أحدهم فيعد المائدة من الفول والطعمية والجبن والطماطم والجرجير ، وإذا كان الحال ميسورا أحضروا بطيخة ، أو كيلو عنب . يأكلون بشهية ، ولا يشكون أبدا من عسر الهضم
أما مجموعة أصدقاء الدخل غير المحدود فهم قلة ، وأنا لا ألتقى بهم إلا على فترات متباعدة . وللحق أقول : إننى أحب الجلوس معهم ، بل وأسعى لذلك ، لكنهم دائما مشغولون : فلان مسافر للخارج ، وفلان يستكمل الشاليه فى الساحل الشمالى . وفلان منهمك فى مشروع ( المول ) الذى يبنيه على أطراف العاصمة .. لا نلتقى أبدا فى النهار ، وإنما بعد التاسعة أو العاشرة مساء . والمكان كافيتريا أحد الفنادق الكبرى . وهم ودودون جدا ، لكنهم عند الضرورة متحفظون . تشعر أنك لا ينبغى أن تتجاوز معهم حدودا معينة ، ربما حتى لا تطلب منهم شيئا . يتحدثون بالملايين ، وعندما يأتى الجرسون يدققون كثيرا فى نوعية الطعام ، والسلطات . لكل منهم مرضه الذى يفرض عليه رجيما معينا . وهم بالكامل يشكون من عسر الهضم ، وتعب القولون . وبعضهم يعانى من النقرس . أفضل شئ أقضى به السهرة معهم هو تناول زجاجة مياه معدنية ، أظل أشرب منها وأنا أستمع لأحاديثهم ، وعندما تقرب السهرة على الانتهاء يقولون : لابد أن نكثر يا جماعة من هذا اللقاء ، الذى يخرجنا من الهم الى نحن فيه !

حاولت مرارا أن أقارن بين كمية الحزن والقلق التى لدى أصدقائى من النوع الأول والنوع الثانى فلم أستطع . وأخيرا قلت لنفسى : مادمت أصادق هؤلاء وأولئك ، فلماذا لا آخذ العبرة منهم جميعا . وذات يوم قلت لنفسى : وأين أنا من هذين الصنفين ؟ هل أنا من أصحاب الدخل المحدود ، أم من أصحاب الدخل غير المحدود ؟ ومن العجيب أننى وجدتنى لا أنتمى إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء . وحمدت الله كثيرا

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy