بنت القيصر |
كتبها Administrator |
الثلاثاء, 25 نوفمبر 2014 16:29 |
بنت القيصر بقلم: يوكورانوف ترجمها من الروسية ا .د. حامد طاهر في فناء أحد القصور المهجورة , كانت هناك بئر محفوزة , استوطنت فيها ضفدعة , كانت تجلس هناك لأيام طويلة , في ظل حافة البئر , وعندما يقترب شخص ما , تسرع إلى الجانب الآخر منه , مختبئة تحت دلو قديم.
وفي أحد الأيام , اتجه الصبى ( كوليا ) ناحية البئر , للحصول على الماء . ولاحظ أن شيئًا ما قد اسرع ناحية الدلو . ارتعد في البداية , لكنه أمسك بعد ذلك حجرًا , وراح يقترب بهدوء من الدلو , ثم قلبه بيده , ورأي على الأرض ضفدعة , لم يكن لها مكان تجري إليه , فانكفأت على الأرض عاجزة , وهي تحملق إلى كوليا بعينين كبيرتين حزينتين . .
مد كوليا يده إلى الضفدعة . وفجأة تذكر إحدى الأقاصيص القديمة , التي يقولون فيها إن (إيفان) ابن القيصر أنقذ ابنة القيصر الشابة , التي كان قد حوّلها (كاشي) الشرير إلى ضفدعة . ومسّ كوليا المكان بهدوء ثم قال: - لا تخافي . . وتوقف مدة قصيرة , ثم سأل: - أأنت ابنة القيصر ؟ نظرت الضفدعة إليه بعينين سوداوين مستديرتين , وهو يقول ذلك , وبسرعة حركت حوصلتها الضعيفة أسفل الذقن , كما لو أنها تحاول جاهدة أن تقول شيئًا . وسأل كوليا: - ومتى تحولت ؟ فحركت الضفدعة مرة أخرى حوصلتها الضعيفة . لكن كوليا أضاف: - لا يهم . اسكتي وسوف أعرف هذا عندما تحدثينني عن كل شيء فيما بعد . أما الآن , فعيشي كما أنت في البئر . ألقى كوليا بالحجر من يده . وملأ الماء من البئر . ثم استدار ليذهب إلى البيت . لكنه وقف متسمرًا . في ذلك المكان نفسه , حيث كانت تجلس الضفدعة , ظهرت أمامه فتاة , كانت أقصر منه قليلًا: بيضاء , جميلة , في ثوب قصير أحمر, وبيدها دلو . وبسرعة راح كوليا ينظر حول الفتاة على الأرض. لم تكن الضفدعة هناك . وسأل كوليا : - من أنت ؟ وكيف ظهرت فجأة ؟ - متى ؟ - متى ؟ الآن ؟ - لا . . انا فقط غيرت ملابسي في الطريق . - لا يهم هذا . . غيّرت بنفسك . واستطرد , كأنما يحدث نفسه: - أي شيء يحدث لنا الآن ؟ وأجابت الفتاة: - لا شيء . . ساعدني على رفع الماء من البئر . تحوّل كوليا إلى الجانب الآخر من البئر , وسأل: - أخبريني . . أي شيء تكون ابنة القيصر ؟ - لا أدري . وحملت الفتاة الماء , واتجهت إلى المنحنى . . وصاح كوليا: - إلى أين تتجهين الآن ؟ أجابت الفتاة : - للبيت . . إننا نسكن هنا . . قريبًا . . لقد انتقلنا اليوم , ومن الضروري أن نغسل أرضية المنزل . وببطئ , ابتعدت خلف شجرة خوخ . وبدون عناية , كان الماء يتناثر من دلوها على الأرض ! |