وقال محاورا المتنبى |
كتبها Administrator |
الثلاثاء, 25 نوفمبر 2014 15:34 |
وقال محاورا المتنبى : قصـــدت دارك والأفــكــــار تـــزدحــــم وحـــول دارك مــرعـى ، كـلـه غنـــم (1) فــقـلت : أيــن أميـــر الشـعـر قـاطـــبة (والسيف والرمح والقرطاس والقلم) ؟ قـــــالوا : تـرحل عن قوم ، وقـد قدروا ألا يـفـــارق ، قلت : الراحـلـون هـم (2) قــــالوا : حزيـــن بقلب الــدار منهــزم فــقـلت : ألـقــاه عـل الحــزن يـنـهـــزم وقـــد أســـليه عـــما يســتجـيـش بـــه فــرحـــب الأهــل ، واستعـفى لى الخدم فــقـلت : مــــالك يـــا أغلى جواهرنــــا ومـــن تنـــازع فيــه العـرب والعجــم ؟ فــاهتز من وقع قولى ، واستـوى فرحـا وقــــال : حــقا تـغـنى شعــرى الأمم ؟! فـــقـلت : إنــــك لــم تـــذكر بقـــافـلـــة إلا وأصـغـــى لك الركبـــــان والبـهــــم فـــقـال : لكـــن كافـــورا تــلاعب بـــى وسيـــف دولتـنـا أصـغـى لـمـن نـقـموا لـــم يعطــيانى على مـــا كنــت منتظـرا إمــــــارة ، أسـتـــوى فـيــها وأحـتـــكم فــقـلت : مــــالك والحكم الــذى خــلقت لـــه الذئــــاب ، وأنـت النـــاى والنــغم أفنيت عمرك فى مـــدح اللئــــام ، ومــا جـنـيــت إلا ســــرابا مـلـــــؤه عــــــدم هــدرت شعــــرك فـــى مـــدح ومفخـرة مــا المـدح والفخر إلا الحـرص والورم فــقـال : تعـســـا لعـصـر كــان منحـدرا وكـــــان يبـهــــرنى الآكــــــام والقــمم فـــإن مـدحت مـدحت الرمــــز فــى ملك وإن هــجـوت ، فــقـصـر كــــلـه رمـــم لـكـنــهـم – والضــنا – كـانـوا جبــابرة الحـقـــد يمـلــــؤهم ، والغــل ، والنـهم فـــهـل لعـتـبـك أن يــرضى بـمعــذرتـى هـتـفـت : عـفـــوا لأنت الشـاعر العــلم إن كــــان لـومـى عـنـيـفــا .. إنـه مـقة (قــــد ضمن الـــدر ، إلا أنــه كـلم !) (3) ( 1 ) صاغ النباحى هذه القصيدة على غرار قصيدة المتنبى الشهيرة : واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمى ، وحالى عنده سقم ( 2 ) يقول المتنبى فى قصيدته : إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ألا تفارقهم ، فالراحلون هم ( 3 ) البيت الأخير مأخوذ من قول المتنبى فى نفس القصيدة : هذا عتابك إلا أنه مقة قد ضمن الدر إلا أنه كلم والمقة : الحب . انظر : اللسان . |