أخطاء المقاومة |
كتبها Administrator |
السبت, 28 مارس 2020 17:39 |
أخطاء المقاومة
أخطاء المقاومة من الثابت فى سجلات الحرية أنه ما تعرض شعب للاستعمار إلا وكان عليه أن يبذل الكثير من التضحيات لكى يحصل على استقلاله المشرف ويطهر أرضه من غاصبها اللعين ، وأن طريق الكفاح ضد الاستعمار يحتاج إلى جهود كل أفراد الشعب وليس فقط طائفة منه ، كما أن نوعيات الجهود ينبغى أن تتعدد وأن تتكامل حتى تصل إلى الهدف المنشود . والمشكلة فى مأساة فلسطين التى مر على فكرة إنشائها قرن من الزمان ، ونصف قرن من الواقع الأليم ، أن شعبها ، الذى هو قطعة منا، قد تصور فى لحظة من اللحظات أن المستعمر سوف يمنحه الأرض التى اغتصبها بدون مقابل ، وأنه سوف يحصل عليها فوق مائدة تتوسطها باقة من الورود ، وحولها بعض زجاجات المياه المثلجة ! صحيح أن الكفاح المسلح ينبغى أن يواكبه جهد دبلوماسى وسياسى وإعلامى ، لكن أكبر الأخطاء التى وقعت ، وينبغى عدم تكرارها ، أن يلقى المناضل سلاحه ويجلس على مائدة المفاوضات . لقد كان الأجدر أن يستمر الكفاح المسلح على الأرض، بينما يتفاوض المفاوضون ، ويتحاور الدبلوماسيين ، ويندد الإعلاميون ، وهكذا كان ينبغى ألا يستقل بالقضية فريق واحد ، وإنما كان من الضرورى وجود فريقين ، يعمل كل منهما فى مجاله ، والواقع أن المستعمر قد وجدها فرصة نادرة حين رأى نفسه يجلس مع مقاتلى الأمس وقد تجردوا من سلاحهم ، لذلك فقد سهل عليه أن يعزز على الأرض مواقعه ، ويفرض على المفاوضين شروطه . خطأ آخر فى المقاومة الفلسطينية ، أطرحه فى صيغة سؤال مباشر ؟ أين صوت أبناء فلسطين الذين خرجوا منها منذ سنة 1948 ، وتفرقوا فى بلاد العالم كله؟ ماذا فعلوا للقضية ؟ وهل حقاً يرغبون فى العودة ؟ وإذا لم يكن فى نيتهم ذلك ، فما الذى يمكن أن يقدموه للمناضلين فى الداخل من وسائل الدعم المادى والأدبى والإعلامى ؟ فى رأيى أن الجميع ينتظر حلاً سحرياً يتم على أيدى طائفة واحدة ، تهرق دمائها على الأرض من أجل فلسطين ، ثم عندما تنتصر يأتى الباقون لينعموا بما حققته تلك الطائفة ! كلا يا سادة ، فليس الكفاح من أجل الوطن (فرض كفاية) ، يسقط عن الغالبية إذا ما قامت به طائفة ، وإنما هو (فرض عين) يجب على الجميع وبدون استثناء ، وحسب طاقة كل فرد ، وتبعاً لإمكانياته . إننى أتابع مع الملايين على شاشة التلفزيون المظاهرات التى تتجمع أحياناً حول البيت الأبيض الأمريكى فى شكل جالية يكون لها مطلب ، ويدهشنى مدى الهزال فى أعداد الفلسطينيين الذين يقومون بهذا العمل ، وعلى فترات متباعدة . وهكذا فإن من يعيشون فى الخارج لا يكاد يسمع لهم صوت فى العالم ، بينما كان يمكنهم تقديم الكثير من أجل مساعدة أخوتهم داخل فلسطين . |