السيناريو الذى حوله |
كتبها Administrator |
الجمعة, 31 يناير 2020 18:00 |
25- السيناريو الذى حوله
منذ كان فى العاشرة من عمره . اكتشفه أحد المخرجين وهو فى المدرسة ، وأسند إليه دوراً فى فيلم ، جعله محط أنظار المخرجين ، فصاروا يطلبونه لأدوار مماثلة . كبر وأصبح نجماً . كثرت حوله المعجبات ، فتعددت مغامراته، وملأت أخباره الصحف والمجلات . أما أصدقاؤه المقربون فكانوا كلهم من الوسط الفنى. لم تكن تدور أحاديثهم إلا عن الفيلم الماضى ، والاستعداد للفيلم الجديد . .
جاءه سيناريو لفيلم عن إحدى الشخصيات التاريخية . فيلسوف دفع حياته ثمناً لآرائه التى رفضها مجتمعه رفضا قاطعا كيف ؟ وما هى حقيقة هذه الآراء ؟ لم يجد فى السيناريو كل ما أراد معرفته . استعان ببعض المراجع . ستة أو سبعة كتب ضخمة إلى جانب مؤلفات المفكر . أغلق على نفسه باب الحجرة ، وراح يقرأ اعتذر عن مقابلة الأصدقاء فى موعدهم اليومى واستمهل المخرج بعض الوقت ليستوعب الشخصية على نحو أعمق . . ولأول مرة ، انفتح أمامه عالم كان يجهله تماماً المفك كان رايه صحيحا ، والمجتمع كله هو الذى كان على خطأ والعجيب أنهم اتهموه بالخبل والجنون \ثم بالخيانة العظمى ، وأخيراً أقدموا على إعدامه وإحراق كتبه ، لكنهم بعد أكثر من مائة عام تبينوا أنهم أخطأوا ، وأن الرجل كان يريد لهم الصلاح . فأعادوا نشر كتبه، وأقاموا له تمثالاً فى نفس الميدان الذى أعدم فيه. . *** ماذا فعل ؟ وماذا قدم للناس ؟ وهل ما ينطق به أمام الكاميرا يوازى ما يفعلونه فى حياتهم ؟ إنه مجرد دمية يحركها كل من المؤلف والمخرج مثلما يشاء . أين أراؤه الخاصة ، وأين أفكاره ؟ إنه لم يعلنها قط ، وحتى فى الأحاديث الصحفية يكون هناك من ينقحون كلامه ، بهدف المحافظة على اسمه الفنى ؟ هكذا مضت حياته هباء ، وسوف يمضى الباقى منها . . مجرد خيالات على حائط يراها الناس فى الظلام ، ثم يخرجون بعدها لممارسة حياتهم فى النور . استعجله المخرج كثيراً لكنه ظل يعتذر ، وأخيراً قدم اعتذاره النهائى عن الفيلم قائلاً: إنه بحاجة إلى فترة ينفرد فيها بنفسه ، لكى يراجع أموراً كثيرة فى حياته ! ***
25- السيناريو الذى حوله
منذ كان فى العاشرة من عمره . اكتشفه أحد المخرجين وهو فى المدرسة ، وأسند إليه دوراً فى فيلم ، جعله محط أنظار المخرجين ، فصاروا يطلبونه لأدوار مماثلة . كبر وأصبح نجماً . كثرت حوله المعجبات ، فتعددت مغامراته، وملأت أخباره الصحف والمجلات . أما أصدقاؤه المقربون فكانوا كلهم من الوسط الفنى. لم تكن تدور أحاديثهم إلا عن الفيلم الماضى ، والاستعداد للفيلم الجديد . .
جاءه سيناريو لفيلم عن إحدى الشخصيات التاريخية . فيلسوف دفع حياته ثمناً لآرائه التى رفضها مجتمعه رفضا قاطعا كيف ؟ وما هى حقيقة هذه الآراء ؟ لم يجد فى السيناريو كل ما أراد معرفته . استعان ببعض المراجع . ستة أو سبعة كتب ضخمة إلى جانب مؤلفات المفكر . أغلق على نفسه باب الحجرة ، وراح يقرأ اعتذر عن مقابلة الأصدقاء فى موعدهم اليومى واستمهل المخرج بعض الوقت ليستوعب الشخصية على نحو أعمق . . ولأول مرة ، انفتح أمامه عالم كان يجهله تماماً المفك كان رايه صحيحا ، والمجتمع كله هو الذى كان على خطأ والعجيب أنهم اتهموه بالخبل والجنون \ثم بالخيانة العظمى ، وأخيراً أقدموا على إعدامه وإحراق كتبه ، لكنهم بعد أكثر من مائة عام تبينوا أنهم أخطأوا ، وأن الرجل كان يريد لهم الصلاح . فأعادوا نشر كتبه، وأقاموا له تمثالاً فى نفس الميدان الذى أعدم فيه. . *** ماذا فعل ؟ وماذا قدم للناس ؟ وهل ما ينطق به أمام الكاميرا يوازى ما يفعلونه فى حياتهم ؟ إنه مجرد دمية يحركها كل من المؤلف والمخرج مثلما يشاء . أين أراؤه الخاصة ، وأين أفكاره ؟ إنه لم يعلنها قط ، وحتى فى الأحاديث الصحفية يكون هناك من ينقحون كلامه ، بهدف المحافظة على اسمه الفنى ؟ هكذا مضت حياته هباء ، وسوف يمضى الباقى منها . . مجرد خيالات على حائط يراها الناس فى الظلام ، ثم يخرجون بعدها لممارسة حياتهم فى النور . استعجله المخرج كثيراً لكنه ظل يعتذر ، وأخيراً قدم اعتذاره النهائى عن الفيلم قائلاً: إنه بحاجة إلى فترة ينفرد فيها بنفسه ، لكى يراجع أموراً كثيرة فى حياته ! ***
|