مذكرات المشاهير فى الميزان |
كتبها Administrator |
الجمعة, 20 ديسمبر 2019 14:35 |
مذكرات المشاهير فى الميزان فى السنوات الأخيرة من العمر ، تستحب مراجعة الإنسان لنفسه، بل لعلها تصبح واجبة . ومن المقرر أن هذه المراجعة تتطلب الاعتراف . والاعتراف نوعان : فمنه ما يكون شخصيا وسريا ، ومنه ما يكون اجتماعيا وعلنيا . وإذا كان الكثيرون منا يمارسون الاعتراف الشخصى الذى يدور بين الإنسان ونفسه ، فإن قلة قليلة من ( الشجعان طبعا ) هم الذين يقدمون عليه بصورة علنية . وتتمثل صعوبة الاعتراف فى أنه يجبر الإنسان على استرجاع ما مضى من أفعاله وأقواله وربما أيضا نواياه ، ثم يطرحها شفاهة أو كتابة على الناس حتى يتبين منها ماذا أخطأ فيه ، ومتى أصاب . وهنا يأتى الخوف والحساسية من أحكام الآخرين على الشخص ، والتى قد تقتصر على الخطأ دون الصواب ، أو التى تغلّب أحدهما على الآخر ، تبعا لوجهات النظر المتعددة ، وأمزجتهم االمتباينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الاعتراف الصادق ـــ فضلا عن أنه يريح نفس صاحبه ويخلصه من عذاب الضمير ـــ فإنه يضيء للأجيال من بعده طريقا ، واضح المعالم يكاد يمتد أمامهم بدون عثرات أو مطبات ، لماذا ؟ لأن الإنسان فى كل زمان ومكان يظل هو ذلك الكائن البشرى ، الذى يجمع المتناقضات ، فيه توجد القوة والضعف ، والشدة واللين ، والتماسك والانهيار . ويمكننى أن أتساءل هنا ، بل أسأل : من منا يستطيع أن يؤكد خلوه من بعض النقائص ، وأقلها الغيرة والحسد ، وأعظمها النفاق وإلحاق الأذى بالآخرين ؟ ! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهكذا فإن المحاولة (الفاشلة) لتحسين الشخص صورته وتلميع شخصيته فى أمثال تلك المذكرات لن تكون سوى محاولة نفخ فى الهواء ، وهى كما تنتج التكذيب وعدم التصديق ، فقد تثير السخرية ، وتأتى بنتيجة معاكسة تماما لما تمناها صاحب المذكرات . أما الاعترافات الصادقة والنابعة من القلب دون ادعاء أو مبالغة فهى الأجدر بأن تصبح جزءا من التاريخ وإضافة قيمة لأحداثه ، بل إنها تتجاوز ذلك لتساعد الأجيال الجديدة على مواجهة عقبات حياتهم الواقعية بمزيد من الثقة فى النفس ، وعدم التمسك بنماذج أولئك المشاهير على أنهم كانوا مبرّأين من أى عيب. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولعل من الأفضل أن نرجع فى هذا الصدد إلى القرآن الكريم لكى نقف منه على بعض الأوصاف التى نسبها للإنسان ، ومنها أنه: ـــ ضعيف (سورة النساء ، الآية72) فهل يأتى بعد ذلك من يزعم أنه مبرّأ من ألأخطاء والخطايا البشرية ، ويصور لنا نفسه فى صورة ملاك طاهر بريء ، وهو يدرك فى أعماقه أنه قد مارس الخداع مرتين :الأولى مع نفسه ، والثانية مع المجتمع كله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مذكرات المشاهير فى الميزان فى السنوات الأخيرة من العمر ، تستحب مراجعة الإنسان لنفسه، بل لعلها تصبح واجبة . ومن المقرر أن هذه المراجعة تتطلب الاعتراف . والاعتراف نوعان : فمنه ما يكون شخصيا وسريا ، ومنه ما يكون اجتماعيا وعلنيا . وإذا كان الكثيرون منا يمارسون الاعتراف الشخصى الذى يدور بين الإنسان ونفسه ، فإن قلة قليلة من ( الشجعان طبعا ) هم الذين يقدمون عليه بصورة علنية . وتتمثل صعوبة الاعتراف فى أنه يجبر الإنسان على استرجاع ما مضى من أفعاله وأقواله وربما أيضا نواياه ، ثم يطرحها شفاهة أو كتابة على الناس حتى يتبين منها ماذا أخطأ فيه ، ومتى أصاب . وهنا يأتى الخوف والحساسية من أحكام الآخرين على الشخص ، والتى قد تقتصر على الخطأ دون الصواب ، أو التى تغلّب أحدهما على الآخر ، تبعا لوجهات النظر المتعددة ، وأمزجتهم االمتباينة **
أما الاعتراف الصادق ـــ فضلا عن أنه يريح نفس صاحبه ويخلصه من عذاب الضمير ـــ فإنه يضيء للأجيال من بعده طريقا ، واضح المعالم يكاد يمتد أمامهم بدون عثرات أو مطبات ، لماذا ؟ لأن الإنسان فى كل زمان ومكان يظل هو ذلك الكائن البشرى ، الذى يجمع المتناقضات ، فيه توجد القوة والضعف ، والشدة واللين ، والتماسك والانهيار . ويمكننى أن أتساءل هنا ، بل أسأل : من منا يستطيع أن يؤكد خلوه من بعض النقائص ، وأقلها الغيرة والحسد ، وأعظمها النفاق وإلحاق الأذى بالآخرين ؟!
وهكذا فإن المحاولة (الفاشلة) لتحسين الشخص صورته وتلميع شخصيته فى أمثال تلك المذكرات لن تكون سوى محاولة نفخ فى الهواء ، وهى كما تنتج التكذيب وعدم التصديق ، فقد تثير السخرية ، وتأتى بنتيجة معاكسة تماما لما تمناها صاحب المذكرات . أما الاعترافات الصادقة والنابعة من القلب دون ادعاء أو مبالغة فهى الأجدر بأن تصبح جزءا من التاريخ وإضافة قيمة لأحداثه ، بل إنها تتجاوز ذلك لتساعد الأجيال الجديدة على مواجهة عقبات حياتهم الواقعية بمزيد من الثقة فى النفس ، وعدم التمسك بنماذج أولئك المشاهير على أنهم كانوا مبرّأين من أى عيب.
ولعل من الأفضل أن نرجع فى هذا الصدد إلى القرآن الكريم لكى نقف منه على بعض الأوصاف التى نسبها للإنسان ، ومنها أنه: ـــ ضعيف (سورة النساء ، الآية72( |
آخر تحديث الجمعة, 20 ديسمبر 2019 14:42 |