القصيدة النونية |
كتبها Administrator |
الجمعة, 26 يوليو 2019 13:54 |
القصيدة النونية
يتظاهرونْ .. يتظاهرون بأنهم متماسكونْ لكنهم .. يتساقطونْ ! .. ويحاولونْ أن يوهموك بأنهم يتأملونْ لكنهم متوترونْ مقل موزعة العيونْ وخواطر لا تستقر بها الظنونْ * * لا يهدأون مع النهار .. وفى المساء مؤرَّقونْ يتساءلونْ : ماذا يخّبّه الظلامُ ؟ وكيف يغفو النائمونْ ؟ ولمن يشعُّ النجمُ – حين يشعّ – مَنْ هذا الذى يطأ السكونْ ؟ * * وإلى المدى .. يتصنّتونْ وقْعَ الندى ، وتسلّلَ الحشرات ، والعشبَ الوليد ، لكل همس ... يُنصتونْ حتى مناجاة الطيور، ووشوشات الياسمينْ هم دائماً متيقظونْ ولكل خطو قادم .. متوثبونْ ! * * ويحدثونك صوتُهم عال ، وفى أعماقهم لا يصدقونْ لكنهم يتميزونْ غضبا .. إذا شعروا بأنك لا تصدّقهم ، وأنهمو عليك يموِّهونْ مأساةُ عمرك : أن تُصدّق ، أو تهونْ ! وتظلّ تدفعُهم ، وهم فى قلب دارك يدفعونْ حتى يحطمك الصراعُ ، فلستَ أقوى من غزاة ، دائماً يتكاثرونْ ! * * متداخلونْ فى كل دائرة ، تراهم يبرزونَ ، فيمنحون ، ويمنعونْ وإذا قربت وجدتهم يتباعدونْ وان ابتعدت فانهم لا يبعدونْ أبدا وراءك ، من أمامك يهدرون ، ويصرخونْ وتريد أن تشكو.. تفضفض ، تستجير ، ومن تكونْ ؟ هم دائما متوقعونْ يئدون فى الصدر الكلام ، يجمّدون الدمع فى بؤر العيونْ ** متوجسون ! نصبوا متاريس الدفاع ، واحكموا باب الحصون وتجالسوا متساندين ، يراقبون ويرصدون ! لا شيء فوق الأرض يشغلهم سواك ..
فانت همهم الدفين ولربما احتملوا الإهانة من جميع العالمين لكنهم يتطلبونك أن تكون لهم .. إمام الطائعين تعطى لهم حر الولاء ، وأنت فى يدهم سجين ! ** وتقول ماذنبى ؟ كأنك لست متهما ، وفى قسمات وجهك مايدين !! أنت الذى تأسى لمرأى البائسين ، وتستجيب لكل منكسر حزين ويرق قلبك حين تسمع شهقة المتمزقين وإذا قسا وجه الزمان .. تظل ترجو أن يلين تقضى حياتك آملا .. أن يرفع الموتى رؤسهمو ، وتنتظر انفجار الصامتين ! ** هم يحسبون عليك آلاما تكتمها ،
وليس لها أنين ويقدرون بأن فى أعماقك الخرساء ، بركانا تغذيه الشجون ** وبرغم أنك بين قبضتهم ضعيف .. مستكين فإذا نظرت لهم .. وما أقسى مواجهة العيون ! رايتهم يتظاهرونْ يتظاهرون بأنهم متماسكونْ لكنهم .. يتساقطونْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|