السقوط من الجنة

تركتَ عيوننا تبصرْ

فأغريت الفروع السود أن تخضرّ

وتنبض في الثرى الغافي عروقُ النهرْ

وقلتَ لنا :

«إذا فاض الهوى .. بوحوا »

فمزّقنا ضلوع الصدرْ

وحاولنا ..

فلم نقدرْ !!

* *

لماذا قدّمت كفَّاكَ حَبَّ القمح للعصفورْ

لماذا شع من شفتيكَ هذا النورْ

لماذا كنتَ أهدأ ما يكون البحرُ.. حين كسرتُ مجدافي

وخضت إليكَ ..

أحملُ في حنايا الصدر لهفةَ جائعٍ، عطشانْ

براعمُ .. لم تكن خضراءَ: أنت رويتها بالعطفْ !

وحين تبسَّمتْ ..

مزقتَ بسمتها بحد السيفْ !

* *

لماذا كنت تتركني أقول الشعرْ

ويومَ طرقتُ بابك صدّني سورٌ، عميق الصخرْ

جعلتَ لسانيَ المشلول يلعن «لعبة الأقدارْ »

تركتَ أصابع الأحزان تخنق في يدي الأوتارْ

رجعتُ كأنني عود من الصبَّارْ

تدافعني رياح الليل

تقذف بي لألف طِوارْ !!

* *

أحاولُ أن أصيح اليومَ :

«كيفَ تركتني، ومضيتْ؟ !»

فتجمد صرختي، وأحسّ في رئتيّ طعم الموتْ

وأبسَم في الوجوه، لعلني أبدو بلا أحزانْ

ولكن الأسى يطفو ..

فيمسحُ هذه الألوانْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ