قصيدة اللحظات النادرة |
كتبها Administrator |
الثلاثاء, 24 يناير 2012 16:26 |
مدخـل فى العمر لحظة ، تظل دائماً بل مثيلْ تجىء فى الصبا ، وقد تجىء فى منتصف العمر ، وقد تجىء قبل ساعة الرحيلْ يكون فيها النور أقوى ، والنسيمْ أندى ، وصفحة المياه أنقى ، والنخيلْ مختلفاً عن ذلك النخيلْ تكون فيها الأمنياتْ دانيةً . . كأنها فاكهة الجنهْ يكون فيها الخطو أجنحهْ وهبّة الرياح . . أغنياتْ فى العمر لحظة . . تمر فجأةً ، ولا تطيلْ تنقلنا من واقع منكفئ بخيلْ لعالمٍ مزدهر جميلْ ساعتها ، نحسّ أننا نعيش خارج الزمنْ وأن كل ما مضى بنا من المحنْ ما كان يستحق دمعة نريقها ، ولا جنازة نقيمها ، ولا كفنْ ! فى العمر لحظةٌ . . غريبة عن الساعات والدقائقْ تُطلعنا على صفائنا ، قوتنا ، أحلامنا التى تؤول فى نهاية المدى . . إلى حقائقْ 1 في الغربة حين يطول فى جزائر النوى اغترابنا ونلتقى بسائر الأجناس واللغات والبشرْ ويصبح الإنسان مجبراً على تحية ، أو ابتسامهْ مكتئباً . . لكنه يغالب السآمهْ وكلما خطا . . تعثرتْ خطاه بالفخاخ ، والخنادقْ ولم يعدْ هناك مَنْ يصادقْ يعود نحو نفسه . . فى لحظةٍ ، صافيةٍ ، مهادنهْ ويستعيد أهله ، رفاقه . . وموطنهْ يسامح الذين آلموهْ يمدّ كفّه لمن تجنّبوهُ ، مقسماً إذا رجعْ أن يرتمى على صدورهم . . لكى يقبّلوهْ 2 في الحب حين يفيض القلب نحو مَنْ يحب بالمشاعرْ ويستحيل نبضُه إلى مطارق تزلزل الكيانْ يريد أن يبوح .. لا يسعفه اللسان ! حينئذٍ . . تجىء لحظة تهفو لها العينانْ فترسلان نظرة . . لا يستطيع رصدَها الزمان تناجيان . . وترغبان . . وتحلمان . . وعندما تقترب الشفاه . . تقطران كل ما لديهما . . من الحنين والحنان 3 فى التوبة حين يكون المرء قد قضى حياته . . معربداً وانتهك الأعرافَ ، لا يخاف وازعاً بيومه ، ولا غداً وغاب فى منعطفات الشر ، هائماً وقاصداً وصار كلما أتى خطيئةً سعى لغيرها ، وكلما انتهى ابتدا . . تجىء لحظة ، رهيفهْ يحسّ أن قلبه يدق فى خشوعْ وأن روحه تذوب مثلما الشموع ساعتها . . يُحس أن الله يستدعيهْ فيرتمى على التراب ساجداً . . وروعة النداء تحتويهْ ! ختام فى العمر لحظة . . تجىء مرة ولا تجئ مرتينْ متى ؟ وكيف ؟ ليس يعرف الجميع وقتها . . وأين ؟ لكنها حين تجىء . . تغمر المكانَ ومضةٌ هائلة ، كأنها انفجار شمسْ وتبتدى بها حياهْ جديدة ، على بساط أخضر جميلْ تنساب حوله المياه ويسمق النخيلْ !
|
آخر تحديث الثلاثاء, 28 أبريل 2015 21:57 |