|
شتاء الجسد أم شتاء القلب
للدكتور حامد طاهر
ـــــــــــــ
( شتاء الجسد )
حين تهبط درجة الحرارة
فيشعر الإنسان ببرودة جسده
وتتجمد أطراف أصابعه
وترتعش الضلوع فى صدره
ولا يكاد يحس بأطراف قدميه
ومهما وضع على نفسه
من الملابس والبطاطين
لا يشعر إلا ببرودتها المتزايدة
ومهما احتسى من مشروبات ساخنة
أو تناول من أطعمة حارّة
فإنه يظل مرتعشا ، ومرتجفا ،
ومتكوما على ذاته
وإذا حاول أن يشاهد التلفزيون
لم يجد به سوى برامج الحوار المملّة
وإن فكر أن يسجل بعض خواطره
لم تقو أنامله على تقليب الصفحات ،
أو تحريك القلم !
وحين يصغى للخارج
لم يسمع سوى عواء الريح
التى تعلو من وقت لآخر
فتكاد تكسر زجاج النافذة ..
ـــــــــــــ
(شتاء القلب )
أن ينسحب الإنسان فجأة من محيطه
ولا يطيق رؤية ما تعوّد عليه
ويملّ صحبة الأصدقاء
ولا يجد فى نفسه الرغبة
لأى محادثة تليفونية
وتتوالى على ذاكرته المرهقة
وجوه كل من هجروه ،
أو خانوه !
وحين يستحضر مواقف بعض حبيباته
يشعربالحسرة والأسى
على من تزوجت ، أوانفصلت ،
أوهربت مع حبيب آخر لها ..
وحين يستعرض أحوال أقاربه
يجدهم جميعا مشغولين بمشاريعهم الخاصة ،
أو بمشكلاتهم المزمنة
وحين يتجول بعينيه فى جدران غرفته
تتوقفان على ساعة الحائط
التى أصبحت دقاتها أعلى
من اليوم الذى اشتراها فيه !
وفى الخارج .. بعض الأصوات الهائمة
لقطيع شياه ، وكلاب نابحة
وهى تختلط بدقات قلبه
التى لم تعد هى الأخرى منتظمة
كما فى الماضى ..
ـــــــــــــــــــــ
 |
