|
رسالة من الغربة
إلى والدىّ ..
للدكتور حامد طاهر
ـــــــــــــــــ
والدى العزيز ..
أمى الغالية ..
أنا آسف جدا لعدم الكتابة إليكما من مدة
وكان السبب هو انتقالى إلى عمل جديد
مستوا ه أفضل ، وراتبه أعلى
لكنه يتطلب مزيدا من الوقت والجهد
وأنا لا أبخل بهما عليه
لأنه أتاح لى شراء سيارة جديدة
كما استأجرت شقة أوسع
وبالنسبة إلى الزملاء فهم متعاونون
وليسوا شرسين كزملاء العمل السابق
ولا شك أن هذا كله بفضل دعواتكم لى
ربنا يمنحكم الصحة ويطيل فى أعماركم !
ــــــــــــــ
الجو هنا بارد جدا
ودرجة الحرارة تحت الصفر
والجليد الذى يشبه القطن المندوف
يتساقط بدون توقف ..
وبالطبع هذا يذكرنى بجو مصر
الصافى طوال العام
أما الشمس التى تظهر عندكم كل يوم
فلم أرها على الإطلاق منذ أتيت
ورغم ذلك ،
فإن أمور الحياة منتظمة
والناس لا يشتكون هنا من المواصلات
أو أماكن العمل ، أو السوبر ماركت ،
أم المستشفيات ، أوصالات الرقص ..
وبالمناسبة
لقد تعرفت مؤخرا على فتاة
جميلة جدا ، ورقيقة
ويبدو أننى سأرتبط بها
لأن لديها الكثير من صفات أمى الحبيبة
وطبعا لن يحدث شىء
إلا بعد أن تتعرفوا عليها
وتقولوا رأيكم فيها .
ـــــــــــــــــ
بالأمس فقط رأيتكم فى الحلم
كنتما تجلسان فى الشرفة
وتتناولان قهوة العصر
وكنت أقف بجانبكما
وأنتما تبتسمان لى
اعتبرت ذلك علامة رضا كما عنى
وقد ظلت حلاوة الحلم فى ذهنى طوال اليوم
حتى وأنا أكتب الآن إليكما !
ــــــــــــــ
كيف حال الروماتزم معك يا أمى الغالية ؟
وحياتى عندك .. لا ترهقى نفسك كثيرا فى المطبخ
وأنت يا أبى العزيز ..
ما أخبار خشونة الركب ؟
لقد قرأت هنا مقالا علميا
عن قرب اكتشاف علاج حاسم لها
وحين يطرح فى الصيدليات سأرسله إليك
وبالنسبة للشيكات ، هل تصلكم بانتظام ؟
أرجوألا تجدوا صعوبة فى صرفها من البنك .
ـــــــــــــــــــــــ
وفى الختا م ، سلامى إلى كل الأقارب
والجيران الذين يسألون عنى
وخاصة سميرة أم ضفيرة سوداء
والتى أتمنى لها كل السعادة
مع من تكون من نصيبه !
ــــــــــــــــــــ
 |
