عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الحقائق الكبرى فى القرآن صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأربعاء, 08 فبراير 2017 23:52

الحقائق الكبرى فى القرآن

للدكتور حامد طاهر


سبق أن صنّفت كتابا بعنوان (قوانين القرآن) جمعت فيه ــ على قدر الطاقة ــ كل الآيات التى تتضمن القوانين الإلهية التى أنزلها الله تعالى إلى البشر جميعا لكى يستفيدوا منها سواء فى مجال المعرفة الإنسانية أو فى مجالات تسخيرالطبيعة ، وكلا الأمرين لو تدبره الناس جيدا لوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد والمحاولة والفشل . ومن الملاحظ أن ما أطلق عليه هنا : قوانين ــ تبعا لعلم المنهج الحديث ــ هى نفسها ما يعرف فى الثقافة الإسلامية باسم : السنن الإلهية.


ومن أجل تعميم الفائدة ، وضعت هذا الكتاب الورقى ، المنشور بالقاهرة سنة 2011 ، على موقعي بشبكة الإنترنت : www.hamedtaher.com)) واليوم سوف أحاول تناول موضوع آخر ، قريب من قوانين القرآن، ولكنه مختلف قليلا . فهو يتمثل فى محاولة استخلاص ( حقائق القرآن ) أو بالأحرى (الحقائق الكبرى ) التى كثر ورودها ، وتم التأكيد عليها بأساليب وصيغ متنوعة فى القرآن الكريم .


وأولى هذه الحقائق الكبرى : أن الله هو خالق السماوات والأرض وما بينهما، وهوالمالك الحقيقى لها جميعا . وإذا كان هو الذى خلق هذا الكون ، أى أوجده من العدم ، فهو العالم بكل ما يجرى فيه (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)!


وثانية هذه الحقائق : أن الله هو الواحد الأحد ، فلا إله غيره ، ولا كفء له . إذْ لوكا ن فى الساء والأرض آلهة غيره لفسد نظامهما ، لكنهما لم يفسدا ، وهما يسيران ــ كما هو مشاهد للجميع ــ بنظام دقيق مطرد ، يدل على أنهما محفوظان بعناية الله الذى خلقهما .


وثالثة الحقائق : تترتب بالضرورة على ما سبق ، وهى أن الله وحده ولا أحد سواه هو الذى يستحق العبادة من الإنسان . لذلك فإن أشد ما يبغضه الله هو أن ينكر هذا الإنسان وجود الله فيلحد ، أو يعبد غيره أو يجعل له شركاء فيقع فى الشرك، بينما لا تتوقف الملائكة جميعا عن عبادته ، ويسبح له تعالى كل ما فى السماوات والأرض بدون استثناء ( وما من شىء إلا يسبح بحمده ) .


ورابعة هذه الحقائق الكبرى : أن الله الذى بدأ خلق الكون ويدبره قادر أيضا على إفنائه وإعادته . وتؤكد الآيات أن إعادة الخلق مرة أخرى أسهل وأهون عند الله من البدء به ( كما بدأنا أول خلق نعيده ) ولا شك أن هذه الحقيقة هى التى تنبنى عليها عقيدة البعث ، الذى يحاسب فيه كل إنسان على ما اعتقد من إيمان أو كفر ، وما فعله من خير أو شر ، فإما إلى جنة وإما إلى جحيم .


وخامسة هذه الحقائق: أن الله تعالى هو أعدل العادلين ، يعطى لكل ذى حق حقه ، ولا يظلم أحدا مثقال ذرة . وهو لا يعذّب فردا ولا أمة إلا بعد أن يبعث فيها رسولا ، يبلغها رسالته ، ويوضح لها طريقىْ الضلال والهداية ، ويثبت بالحجج والمعجزات صدق دعوته ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) .


وسادسة الحقائق : أن الله قد كرّم بنى آدم ، واصطفاهم على كثير من خلقه ، وسخّر لهم ما فى الساوات والأرض، ومنحهم حرية الاختيار بين طريقىْ الإيمان والكفر ، والإخلاص والنفاق ، لذلك فإن كل إنسان يظل مسؤولا عن اختياره ( لا إكراه فى الدين ) و ( كل نفس بما كسبت رهينة ) .


وسابعة هذه الحقائق : أن الله خلق الإنسان وهو يعلم مواطن ضعفه . وقد قال عن أبى البشر ( وعصى آدم ربه فغوى ) وأيضا ( ولم نجد له عزما )لكنه حين أدرك ذنبه تاب إلى ربه فعفا عنه وتاب عليه . وهكذا فتح الله للمذنب باب التوبة، وأضاء له مصباح الأمل ، فإّذا ارتكب ذنبا ثم ندم عليه وسعى إلى الله تعالى طالبا غفرانه وجد الله غفارا رحيما .


وثامنة الحقائق : أن الله هو وحده الرازق بل الرزاق لجميع المخلوقات ، ومنها الإنسان . وفى حين هيّأ كل حىّ إلى الأخذ بالأسباب والسعى من أجل الحصول على رزقه ــ يقرر أن الله تعالى هو الذى يقدر هذا الرزق من حيث السعة والضيق . ولا شك أن إدراك ذلك هو الذى يبعد الإنسان عن الحزن ، والتذمر ، وحسد غيره ممن وسّع عليه رزقه .


وتاسعة الحقائق القرآنية : أن الله تعالى قد قرن فى كثير من الآيات : الإيمان الذى محله القلب بالأعمال الصالحة التى تظهر على الجوارح ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ،فلا ضرر ولا ضرار ، ولا أذى أو اعتداء على الآخرين بأى شكل من الأشكال ، سواء كان ماديا أو معنويا . وبهذا يضع القرآن الكريم أساس الربط أوالامتزاج الوثيق بين الإيمان والعمل الصالح : أى بين عبادة الله ومعاملة الناس .


وبالنسبة إلى عاشرة الحقائق : فهى تحرير عقل الإنسان من أهم المعوقات التى تمنعه من الوصول إلى الحق أو الحقيقة . فلا تقليد أعمى للآباء وخاصة عندما يكونون على ضلال ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) ، (أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) ، وكذلك لا اتباع للأهواء الخاصة( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) ، وإنما دعوة مباشرة وصريحة لاستخدام العقل بالتدبر فى ملكوت السماوات والأرض من أجل تعمير هذه الأخيرة ، حتى يستحق الإنسان المؤمن بالفعل خلافة الله تعالى فى الأرض .


وأخيرا ، فإن هذه الحقائق العشر الكبرى ليست وحدها هى ما تضمنه القرآن الكريم ، وإنما هى من أبرز ما ورد فيه ، سواء بكثرة عدد آياتها ، أو بالتأكيد عليها . والواقع أننى قد فكّرت طويلا فيها قبل أن أجمعها وأكتب عنها راجيا أن تكون مقدمة أساسية لعلم عقيدة معاصر ، وليس كما يدعو البعض إلى علم كلام جديد . ويظل الباب مفتوحا لمن (يتدبر) القرآن الكريم ليستخرج من آياته ما يضيف إلى تلك الحقائق ، بدلا من محاولة استعادة الجدل الكلامى الذى ثار بين المسلمين فى عصور سابقة ، وأحدث بينهم فرقة وصراعا، ولم يعد من المفروض علينا أن نعيد بعثه مرة أخرى فى عصرنا الحاضر .


وأختم بقوله تعالى (ح يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا ) . صدق الله العظيم .


ـــــــــــــــــــــــــ

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الأربعاء, 08 فبراير 2017 23:59