عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
مصير الشيخ محفوظ صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 27 يوليو 2015 22:06

مصير الشيخ محفوظ

 


كان الشيخ محفوظ هو تقريبا المرجع الدينى ، والصندوق الاجتماعى لجميع أهل الحارة والحارات المجاورة . يزوره البعض للحصول على فتوى ، والبعض الآخرلالستلام نصيبهم من عائد الزكاة والصدقات التى تصل إليه من أهل الخير ،والبعض الثالث لأخذ البركة منه ، طمعا فى الترقى أو عدم الإقالة من المنصب . والواقع أن مظهر الرجل كان يدل على صلاحه وتقواه ، كما أن كفه الطرية التى كانوا يقبلونها كانت توحى بأنها من أيدى المشايخ الواصلين .


كان الشيخ قليل الكلام ، لكنه واسع العلاقات . فكان يزوره بعض المسؤولين ، وأحيانا بعض الضباط ، بل إن بعض الأجانب كانوا يأتون إليه ومعهم مترجم فيتحدث إليهم بتمكن . وفى أثناء كل هذه المقابلات لم يكن أحد من أهل الحارة يقترب منه ، بل كانوا يتركونه لزواره قائلين لأنفسهم : إنهم من أصحاب الحاجات التى يقضيها لهم الشيخ ببركته .


وذات يوم ، فوجئ أهل الحارة بخبر زواج الشيخ محفوظ . ممن ؟ من سيدة فى الأربعين ، وعلى قدر كبير من الجمال ، توفى عنها زوجها مؤخرا ، وترك لها ولدين . ورغم تزاحم كبار تجار الحارة على زواجها فقد فضلت عليهم الشيخ الذى كانت تثق فى طيبته ، وحسن مراعاته لله فى ولديها الصغيرين ، ولأنها كانت تتوق للذهاب إلى الحج معه . وقد اقتنع أهل الحاة بهذه الحجج وقالوا : وما المانع فى أن يتزوج الشيخ من هذه السيدة الفاضلة على سنة الله ورسوله ؟!


لكنهم ما لبثوا بعد مرور عام واحد فقط ، حتى تدخل الشيخ فى محاولة فض نزاع بين شابين متزوجين حديثا ، وعندما أصرت الزوجة الشابة على الانفصال تم الطلاق ، ثم راحت تتردد عليه ، وانتهى الأمر بزواجه منها !ّ


تعجب محبو الشيخ من هذا الزواج مع فارق السن الكبير . فالبنت لا تزيد عن العشرين عاما ، بينما هو فى الخامسة والستين . أما الزوجة الكبرى فقد غضبت جدا ، لكنه راح يسترضيها ويقنعها بأن من حق الرجل أن يتزوج حتى أربع نساء . هذا مذكور فى القرآن ، ومباح فى الإسلام .


لكن الزوجة الصغيرة ، وبعد أن تمكن حبها فى قلبه ، راحت تلح عليه وتطالبه بتطليق زوجته الكبيرة ، وتوفير المصاريف التى ينفقها على ولديها . أصبح الشيخ مضغوطا بمطالبها ومتطلباتها . ولم يمض وقت طويل حتى طلق الأولى وتفرغ تماما للثانية ، التى ازدادت رغباتها وتنوعت كثيرا ومنها : ان يذهبا معا إلى المصيف ، وهو الذى لم يذهب إليه طوال عمره !


استلقى الشيخ محفوظ على البلاج تحت الشمسية ، وراح يتابع زوجته الشابة ، وهى تندفع فى عمق البحر بخفة ورشاقة ، وقد التف حولها بعض الشبان من السباحين المهرة : يسابقها هذا ، ويحدثها هذا ، وهى فى غاية السعادة . وعندما خرجت من الماء ، جاءت إليه وهى تلف جسدها بفوطة كبيرة وقالت له :

ــ والله لو نزلت البحر قليلا . . لأصبحت أكثر نشاطا !

أجابها بصوت متهدج :

ــ تعلمين أنى لا أعرف السباحة ، ويكفى أن أراك وأنت تعومين .


 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الاثنين, 27 يوليو 2015 22:08