عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حكاية من كليلة ودمنة (1) صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الاثنين, 27 يوليو 2015 21:42

حكاية من كليلة ودمنة (1)

 


جلس الأسد وحوله العديد من كبار حيوانات الغابة، الذين جاءوا لتعزيته فى حادث افتراس مجهولين لأشباله الأربعة. قال الفيل :

ـــ أقسم بشرفى لو كنت رأيت أولئك الأوغاد لسحقتهم بقدمى، وطوحت بهم فى الهواء بخرطومى.

وأضاف النمر :

ـــ المصيبة أننى ما زلت مندهشًا من جرأتهم على اقتحام هذا العرين المهيب، الذى تتجنب كل حيوانات الغابة المرور عليه ، أو حتى النظر إليه.

وقال الدب :

ـــ والأدهى أنهم فعلوا ذلك بسرعة خاطفة ، تتجاوز أى مراقبة، وتفلت من أى متابعة.

وتقدم النسر قائلاً :

ـــ الواقع يا مليك الغابة أننى شاهدت حركة حول العرين، لكنى لم أتصور أبدًا أن يهاجم أشبالك ، ويتم تمزيقهم على هذا النحو ، وقد حلقت بعد ذلك فوق المكان فلم أجد أثرًا لأى من الجناة أو الضحايا. فقط مجرد آثار دماء على الأرض، وبعض الجماجم المكسورة بين الصخور..


عندئذ شهق الأسد، وأجهشت زوجاته الثلاث بالبكاء فسكت النسر عن حديثه الذى حرك الأشجان ، وقال :

ـــ إنا لله وإنا وإنا إليه راجعون .

ـــ عندئذ تقدم الذئب يخفف من ثقل الموقف ، فقال :

ـــ وهل سيسكت مليكنا عن تلك الفعلة؟! إن ثأره سوف يزلزل أركان الغابة كلها، وعندئذ يدرك القاصى والدانى أن الأسد هو الوحيد الذى من حقه أن يهاجم كل الحيوانات ويفترسهم ، ولا يحق لأى حيوان أن يعتدى عليه أو على حريمه وأبنائه.

 

هز الأسد رأسه موافقًا ، ودموعه ما زالت تملأ جفونه، لكنه تمتم بصوت مشحون بالحزن والغضب :

ـــ إننى فقط أريد منكم أن تتعرفوا لى على الجانى. أريدكم فقط أن تقولوا لى من هو ؟

وهنا هتف الجميع بصوت واحد :

ـــ أرواحنا فداك يا مليك الغابة، ونعاهدك على البحث والتقصى بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة لكى نعرف لك هؤلاء الجناة، بل ونأتى بهم لكى نسحقهم تحت قدميك .

قال الأسد :

ــ لا .. لا .. أنا فقط أريدكم أن تعرفوا الجناة ، واتركوا لى طريقة الانتقام. لكننى أؤكد لكم – ونظر إلى زوجاته المنتحبات – أننى سوف أتجاوز فى انتقامى كل الحدود ، لأن من فعل ذلك بى لا يستحق أن يكون له مكان فى الغابة ، فضلا عن أن يكون له مكان فوق الأرض !

 

وكان الذئب يسمع كل ما يدور وهو قابع فى ركن بعيد ، فاقترب هامسًا للأسد:

ـــ يا مولاى ، أرجو ألا تبعد من حسبانك بعض الأسود الأخرى، الذين يعيشون فى الغابة المجاورة، ولا يستبعد أبدًا أن يمرقوا منها إلى عرينكم المبجل !

وهنا اعترض الفيل قائلا:

ــ لا .. لا .. هل تريد أن تقول إن أسدًا آخر يجرؤ على التهام أشبال مليكنا المفدى ، أنا استبعد ذلك تمامًا .

وكان الفهد جالسًا فوقف قائلاً :

ـــ لا يمكن أن يكون المعتدى مثيلاً للأسد فى عظمته وقوته ، وإنما هو مجرد حيوان صغير، وربما مجموعة من الفئران التى تعيش فى المنطقة !

 

من العجيب أن هذا الرأى الأخير وجد شبه موافقة من الجالسين. فقال الثعلب :

ـــ الواقع أننى كنت أرى الكثير منهم حول العرين ولم أكن أجرؤ على اصطيادهم احترامًا منى لجلال المكان ، لكن منذ الآن سيكون لى معهم تصرف آخر !

***

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 27 سبتمبر 2019 13:47