عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
ليلة شتاء صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
السبت, 20 يونيو 2015 21:34

ليلة شتاء


قصة شعرية للدكتور حامد طاهر

 

 

 

هبطت درجة الحرارة

إلى ما يقرب من خمس درجات

واستمر المطر فى الهطول

أغلق على نفسه باب الغرفة وشباكها

وعندئذ بدأت دقات ساعة الحائط فى الارتفاع

حتى صارت هى الصوت الوحيد الذى يسمعه

**

استلقى على السرير

وتدثر يأكثر من بطانية صوف

حاول أن يتسلى بمشاهدة شىء فى التلفزيون

وجد البرامج الحوارية مملة ،

والأفلام مكررة

**

سحب كتابا لم يكن قد أنهى قراءته

لكن أصابعة المتجمدة

لم تقو على تقليب صفحاته

أعاده إلى موضعه

**

أمسك بأجندة التليفونات

محاولا التقاط رقم صديق

يثرثر معه عن هذا البرد الفظيع

أو يتبادل معه بعض الأخبار والذكريات

لكنه وجد الأرقام شبه باهتة

وكلما توقف عند اسم بعينه

تذكر له أحد المواقف السخيفة

التى لا يصدر مثلها من صديق حقيقى

**

ما هذه البرودة التى تسرى فى عظامه ؟

ولماذا لا يحد منها هذا الكم من الصوف ،

الذى يحيط بجسده ؟

وهل يمكن فى هذا الجو أن يأتى النوم ؟

**

النوم ..

لا مجال له على الاطلاق

وقد صارت زخات المطر المتتالية

تصك خشب الشباك

كما لو كانت ذئبا جائعا

يحاول أن يقتحمه بالقوة

أما دقات ساعة الحائط

فهى مستمرة فى ضرباتها المنتظمة ،

والرتيبة ،

والتى تحولت مع مرور الوقت

إلى ما يشبه دقات طبلة

فى مارش عسكرى

**

لماذا لا يذهب إلى المطبخ

ويقوم بتحضير وجبة ساخنة

لعلها تبث بعض الحرارة فى جسده ؟

لا شىء فى الثلاجة سوى عدة بيضات

وعلى الرف زجاجة زيت

أما الخبز فقد جف فى كيسه

لا يهم ..

وليذهب النوم إلى الجحيم !

**

نجحت المحاولة

وساعدت نار البوتاجاز على تدفئة المكان قليلا

لكن الأهم

أن تناول تلك الوجبة أشاع الدفء فى معدته ،

ومنها إلى أطرافه

وحين شرب كوبا ساخنا من الشاى

تأكد من أن النوم قد طار من عينيه تماما

**

جلس على المكتب

وفتح الكمبيوتر

هناك بعض الرسائل غير الهامة

وبعض الصور التى يتباهى بها أصحابها

لكنه سرعان ما شعر بالملل ، فأغلقه

عاد إلى السرير

البطاطين الصوف باردة جدا

وهى على نفس مستوى برودة قدميه

ماذا سيفعل الآن ؟

لا شىء

وتساءل :

ماذا لو كانت له الآن رفيقة ؟

يحدثها ، وتحدثه

ويتقاسم معها مقاومة هذا الشتاء القارص ؟

لكنه كان المسئول الرئيسى

عن فراق كل من عرفهن

رغم أن فلانة كانت أفضل ..

وفلانة كانت أجمل ..

وفلانة كنت أطيب ..

أخيرا ذهبن كلهن ،

وبقى هو وحده ىعانى البرد ،

إنها فيما يبدو عدالة السماء !

**

بعد بزوغ الفجر بأكثر من ساعة

وجد رأسه يثقل

وبصره يضعف

وقواه تخور

وفجأة استغرق فى نوم عميق

عميق جدا

لم يصح منه إلا مع عصر اليوم التالى ..

***

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث السبت, 20 يونيو 2015 21:41