كتبها Administrator
|
السبت, 28 مارس 2015 13:58 |
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
هذه المجموعة من القصائد ، التى يمكن ان نطلق عليها : ديوانا ، تتناثر على سنوات حياتى الشعرية ، والتى بدأت على استحياء فى اواخر الخمسينيات ولم تنضج الا فى الستينيات من القرن الماضى . وفى تلك الاثناء ، كانت قضية فلسطين اهم القضايا التى تحتل بؤرة اهتمام المصريين ، حيث كان يرفع زعيمهم جمال عبد الناصر راية القومية العربية ، ويناصر حركات التحرر فى العالم العربى والقارة الافريقية .
وكشاعر شاب ، رحت اتابع بل واعيش تفاصيل تلك ( القضية ــ الماساة) التى شردت آلاف العائلات الفلسطينية ، وقتلت العديد من شبابها ، وحكمت على الباقين بالاحتلال الذى ما زال جاثما على الارض والبشر حتى اليوم .. وقد كنت احسب اننى بعيد عن تلك الماساة ، حتى وجدتنى منخرطا بالكامل فيها : فقد كنت ممن عاشوا العدوان الثلاثى على مصر سنة 1956 ، وانكسروا نفسيا من نكسة 67، واستشهد ابن اخى وجيه السيد اثناء حرب الاستنزاف سنة 69 ، ومن اجل استرداد الكرامة المصرية ، جندت فى الجيش المصرى سنة 1970 ويشرفنى اننى كنت حينئذ قريبا من احد مراكز اتخاذ القرار .
وهذه القصائد التى كتبتها عن فلسطين تعبر عن مواقفى المختلفة منها : سواء كانت صراخا من الالم ، او استنفارا للثأر ، او انكفاء مع اليــــــــــأس ، او تطلعا لنهوض حضارى يمكنه ان يتغلب على ضعف الذات .. قبل ان يواجه الخصم .
واذا كان عدد من هذه القصائد قد سبق نشرها فى دواوينى التسعة السابقة ، فان بعضها الآخر لم ينشر من قبل . وقد جمعتها كلها تحت عنوان واحد ، هو :( قصائدى فى فلسطين ) ، حتى تكون شهادتى على القضية ، وخشية من ان يضيع بعضها الآخر مما اودعته لدى بعض اصدقائى ولم استرجعه منهم .
وعموما فقد سجلت تاريخ كل قصيدة لكى تشير الى مناسبتها . وهذا فقط لمن يريد ان يوثق انعكاسات الاحداث ويربطها بمجرياتها . اما القراء من الجيل الحاضر ، فأرجو منهم الا يهملوا قضية فلسطين لانها هى عقدة العقد فى طريق النهضة العربية ، وبدون حلها سوف تظل الشعوب العربية كلها وبدون استثناء غير قادرة على تحقيق اى انطلاقة لمسايرة العالم المتقدم .
حامد طاهر
فبراير 2015
|