قصائدي في فلسطين
ديوان شعر
للدكتور حامد طــاهر
المحتوى
·تقديم
·أغنية الراعى
· شب الوليد
· الرسالة والسكين
· من السجلات العسكرية
· سيمفونية الثــأر
· حظر تجول
· حنينا تراب القدس
· أخيرا تحدثت الاحجار
· حصار كنيسة المهد
ترجمتها الفرنسية
· رسالة الى الام الامريكية
ترجمتها الانجليزية
· غزة الصامدة
· غزة المنتصرة
·الزمان لى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
هذه المجموعة من القصائد ، التى يمكن ان نطلق عليها : ديوانا ، تتناثر على سنوات حياتى الشعرية ، والتى بدأت على استحياء فى اواخر الخمسينيات ولم تنضج الا فى الستينيات من القرن الماضى . وفى تلك الاثناء ، كانت قضية فلسطين اهم القضايا التى تحتل بؤرة اهتمام المصريين ، حيث كان يرفع زعيمهم جمال عبد الناصر راية القومية العربية ، ويناصر حركات التحرر فى العالم العربى والقارة الافريقية .
وكشاعر شاب ، رحت اتابع بل واعيش تفاصيل تلك ( القضية ــ الماساة) التى شردت آلاف العائلات الفلسطينية ، وقتلت العديد من شبابها ، وحكمت على الباقين بالاحتلال الذى ما زال جاثما على الارض والبشر حتى اليوم .. وقد كنت احسب اننى بعيد عن تلك الماساة ، حتى وجدتنى منخرطا بالكامل فيها : فقد كنت ممن عاشوا العدوان الثلاثى على مصر سنة 1956 ، وانكسروا نفسيا من نكسة 67، واستشهد ابن اخى وجيه السيد اثناء حرب الاستنزاف سنة 69 ، ومن اجل استرداد الكرامة المصرية ، جندت فى الجيش المصرى سنة 1970 ويشرفنى اننى كنت حينئذ قريبا من احد مراكز اتخاذ القرار .
وهذه القصائد التى كتبتها عن فلسطين تعبر عن مواقفى المختلفة منها : سواء كانت صراخا من الالم ، او استنفارا للثأر ، او انكفاء مع اليــــــــــأس ، او تطلعا لنهوض حضارى يمكنه ان يتغلب على ضعف الذات .. قبل ان يواجه الخصم .
واذا كان عدد من هذه القصائد قد سبق نشرها فى دواوينى التسعة السابقة ، فان بعضها الآخر لم ينشر من قبل . وقد جمعتها كلها تحت عنوان واحد ، هو :( قصائدى فى فلسطين ) ، حتى تكون شهادتى على القضية ، وخشية من ان يضيع بعضها الآخر مما اودعته لدى بعض اصدقائى ولم استرجعه منهم .
وعموما فقد سجلت تاريخ كل قصيدة لكى تشير الى مناسبتها . وهذا فقط لمن يريد ان يوثق انعكاسات الاحداث ويربطها بمجرياتها . اما القراء من الجيل الحاضر ، فأرجو منهم الا يهملوا قضية فلسطين لانها هى عقدة العقد فى طريق النهضة العربية ، وبدون حلها سوف تظل الشعوب العربية كلها وبدون استثناء غير قادرة على تحقيق اى انطلاقة لمسايرة العالم المتقدم .
حامد طاهر
فبراير 2015
أغنية الراعى
[ كتبت فى سبتمبر 1963
ومثلت جامعة القاهرة فى
اسبوع شباب الجامعات
باسيــوط 1964 ]
من ربوةٍ خضراءَ نائمةٍ بأحضان الجَبَلْ ساق النسيمُ الصَّبُّ أغنيةٌ كرَنَّات القُبَل يشدو بها راع ، خلىُّ البال ، مشبوبٌ الأمل متفائلُ برحابَه الآفاق ، والعشب المُطِلْ * * . . وتذكرَّ الراعى دعاء الأم فى غبش الصباح "اذهْب بنىّ إلى سبيل الرزق . . يصحبك الفلاح ، "واحذر من الذئب اللعين ، وما تخبِّئه الرياح " "بل عُدْ سريعاً يا بنىّ .. فكم أخاف من البطاح!" * * ومضى يعيد خيالُه طيفاً لسلمى مشرقاً . . كبداية الفجر الوليد ، إذا سرى وترقرقا كالبدر فى أفاق السماء ، وقد سما وتألَّقا كالزهر بلّله الندى فبدا جميلاً مطرقا * * أَوَ هكذا جاءت سليمى عندما كان اللقاءْ .. تخطو .. كما يخطو الغزال إذا تخطَّر فى حياء ضحكاتها النشوى تكسَّرُ بين طيات المساء فتذوِّب الألم الأليم ، وتبعث الأمل المُضَاء * * ومضى يهدهد قلبه الخفَّاقَ من لَهَف الغرام ويداعب الناىَ الحنون بأغنيات من هيام تنساب فى غَيَد الهدى ، وترنّ فى سمع الغمام وفؤاده الخفاق ينعم بالسكينة والسلام * * وعلى نُباح الكلب .. أخلد للطريق المكفهرّ ملأته أصواتُ البنادق فى جنونٍ مستعرّ كعواصف غضبى .. تبعثر كل أوراق الشجر وتبيد ما زرعته أيامُ الخصوبة والمطر * * وتوقف الراعى يرى : ماذا سيفعله الطعاهْ بالأمس كان أبوه يرعى إنهم قتلوا أباه .. واستاق جندهم المُعربدُ مثل هاتيك الشياه
وتمثَّل الثأرُ القديم بقلبه ، فغلتْ دماه ..
. . ورأى الجنود تجمَّع القطعان فى عصف عتىّ فَعَدا يخلَّصها بكل شجاعة القلب الأبى بعصاهُ .. بالناى الحنون .. بسورْة العزم الفتىّ بالروح .. ينفثها من الأعماق فى بأس قوىّ * * وعلى الثرى انفجر الدم الموّارُ من جسد الشهيدْ يغلى بأحقاد الأسى المكبوت ، والأمل الشريد والناى أخرسه الطغاةُ ، فنام مختنق النشيد يحكى انطفاء الحق فى الدنيا ، وسيطرة الحديد
ـــــــــــــــــــــــــــ
شــب الوليد ..
[ حكاية من معسكرات اللاجئين
كتبت فى أغسطس 1963 ]
(شب الوليد ، فلن تهون المرضعه)
هتــفــت بهـــا اشواقه المتطـــلعه
وتأمل الافق البعيد . . بخاطــــــــر
أضناه حــــر الذكريات وأوجعـــه
متمزقا ، تغلى دماه بقصـــــــــة
عن والـد تحت التراب ومزرعة
جفت بكرهما الشفاه من الاسى
وتنهد الراوى واطرق من معه
***
وانفض عقد السامرين فسارت
كفاه تستجدى العجوز ليسمــــــعه
" بالله ياشيخى اعدها .. " فاكتوت
اذنـــــاه من كلمــــاته المتشفعـــــه
ورنــــا الى وجه الصبى ، فهـــاله
ما فيـــه من اطراقــــة متوجعــــة
تبكى بلا دمـع وتحــــرق ذاتــــها
وتذوب فى آلامـــــها المتقوقعـة
***
" يا يومها القاسى طالعت ولم يكن
الا عجوز فى المكـــان .. ومرضعه
وحمامة بين الغصون تراقصــــت
افراخها ، فشدت لهن موقعـــــــه
وتمايل الزىتــون فيض صبـابــة
ورمى الكروم على السقيفة افرعه
وهناك .. لم ترحم صبيا لاهيـــــا
شاد البــاء على الرمال ، واوقعه
أتربه البسطاء حزمة سوسن
نبتت باحضان الربى .. متضوعه
مللأوا من الأحلام أكواب الصبا
وقلوبهم بندى الحياة مشعشعه
وتعانقوا : ضمات حب رائق
ما زالت الآيام تنشد منبعه
وطـــلعت غيمـــان الـــرؤى
تتواثب الآحقاد فيك مروعه
ويزمجر الطغيان فيك وتلتوى
فى صدرك الصخرى أنفاس الدعه
ثم انقلبت على الربوع مفجرا
غضب الزلازل واحتدام الزوبعه
أواه يا بلدى الجريح . . ويا دما
ما زلت أذكره وأعرف موضعه
وأدفع الرؤيا ، فتحرق أضلعى
وتثير أعمق ذكرياتى الموجعه
شعب يدافع عن حماه وقبضة
تتجاهل الدنيا وتغصب أربعه
والرقدون على الثرى انشودة
عريانة النغم الشريد ، مقطعه
تجرى على وترى الحزين وتلتقى
بلحونى الثكلى ، ونفسى المترعه
فاسوقها لبنى الضياع ، لكل من
وارى أبــا ، وله هنلك مزرعه
ضلعهحتى يشب لنا الوليد المرتجى
فيلم للصدر الممــزق اضلعـــــــــه
وىدق ابـــــواب الحيـــاة بامــــــة
عاشت عذابت النـــــوى متطلعه
لغد . . يسيل النور فيه وترتوى
اعماق موتور ، وقلب مصدعه
وتلفت الشيخ المحطم للفتى
فرآه مأخوذ الفؤاد ، موزعه
يرنو الى ضوء يلوح على المدى
ويقول فى كلماته المتقطعه :
مهلا فلسطين الجريحة اننى
خلف الحدود ارادة متجمعه
فترقبى هذا الغد الوضاء ،
وانتظرى فتى . .
يأتى ليفجر منبعه
ويقولها للساهرين على الاسى :
شب الوليد ، فلن تهون المرضعه
ــــــــــــــــ
الرسالة والسكين
[ كتبت بعد عــم كامل من
من نكسة يونية 1967 ]
رسالةُ من جيلنا الحزينْ سار بها إليك شاعر حزينْ مرّ على حطينْ فى صدره سكينْ فى ظهره سكينْ وعندما ارتمى بظل قبرك الشاهق فى دمشقْ تساقطت من دمه الحروفُ .. مرّة الصدى ، مخدوشة الرنينْ "القدسُ ضاعت يا صلاح الدينْ .." "القدسُ ضاعت يا صلاح الدينْ .." * * القدسُ أصبحت أسيرة لهمْ جارية لهمْ يجرجرونها مع الصباح تملأ الجرارْ وفى المساء ينزعون عن قوامها الأزارْ .. ويرقصونْ فى القدس يرقصون على رخام الحرم الشريف يرقصونْ .. ونحن يا صلاحْ تأكلنا الجراحْ .. تجلدنا الرياحْ .. تلفظنا الأرضُ ، وتجذب السماءُ ثوبَها من يدنا .. فما الذى ضيَّعنا ؟! بالله يا صلاح قُلْ لنا .. بالله يا صلاحْ .. * * كنت سكتُّ حين أطبق النبأ لأن قول الشعر فى مواقف الأسى .. مُخَادَعَهْ لكننى أدركتُ أن الصمت ليس يُطفئ الظمأ وأن بعضَ الحزن لا يزول عندما نقاومُهْ بل حينما تقذفه صدورُنا !! يا صرخةَ البئر التى شوّه قاعها الصّدأ تجمّعى .. تجمعى ، وانطلقى فقد يحرك النداءُ هدْاة الحصى ، ويُفزع الحِدأ !! * * يا عصرنا المقامرَ الذى يلفّ ليلُه صباحَه أعطيك عمرى ثمناً لساعةٍ أعيشها فى الدفء والصراحَهْ الكلمات خادعَهْ النظرات خادعَهْ حتى انحناءةُ الرءوس .. خادعَهْ لا شئ غيرُ الموت يصدق الجميعْ ! * * يا سيدى .. صليتُ قبل أن أزور مسجدكْ وكنتُ قد غسلتُ بالدموع صرختى ، وقلت : "ربما تسمعنى !" لكنّ بابك الكبير صدَّنى أطلعنى على ضآلتى أسكتنى ! * * "ملعونُ من يتكلمْ ملعونُ من يصرخ بالحكمة فى الأسواقِ ، ويستجدى خبز اليومْ كُنْ فعلاً .. لا كلْمَهْ كُنْ لله .. يَكُنْ لَكْ " * * وعدتُ يا صلاحْ لجيلنا الحزيِنْ أحمل دفء الصوت والرنينْ من قائدٍ حزين ينتظر الصباح مثلنا ، سحائباً سحائباً من المطرْ تسقط فى القِيعانْ تطهِّر القلوبَ .. قبل تطهِّر الحُفَر !
ــــــــــــــــــــــــــ
من السجلات العسكرية
[ كتبت بناسبة استشهاد ابن أخى
وجيه السيد على قناة السويس
اثناء حرب الاستنزاف سبتمبر
1969 ونال نوط الشجاعة من
الطبقة الأولى.. رحمه اللــــــه ]
الريح تعزف فى ضلوعك غنوة الافق البعيد ،
وأنت منكفئ .. تعد رصاص مدفعك العنيد ،
وقد تألق فى محاجرك البريق ،
وأطرقت أنفاسك المتلاحقات الى المدى ..
تشتم رائحة العدو ،
وتستشيط أسى إذا مر المساء بغير زاد .
***
ويمر قائدك الحبيب عليك ، تسأله :
ــ متى تتحركون ؟
فلا يجيبك منه غير إشارة خرساء
تعلن الانتظــــار،
ــ ألا هلاكا لانتظارك
ثم يخطرك الزميل
بان نوبتك انتهت .
***
وتعود ترقد . .
تاركا عينيك تسرح فى السمـــاء
تشاهد الحدأ التى تعلو وتهبط ،
كم يرىحك أن تعانق ذكريات صباك ،
حين أهبت يوما بالرفاق ليرفعوك الى هنالك ،
حيث قلب العش . . والحدأ الصغيرة
كيف لم تعلم بأنك حينما أطلقتها
كانت ستنمو . .
ثم هاهى فى السمـــاء الآن . .
ترقب مصرعك .
***
وتركت أمك ، منذ شهر ،
كان عنف الــداء قد اودى بنضرتها
واسلمها الفراش
تظل تسعل
لم يعد يشفى الدواء
وحينما ودعتها
احسست ان دموعها كانت بلون الثلج
قلت لاختك المخطوبة :
ــ اهتمى بها
سألتك أن تبقى قليلا
ــ لم يعد فى الوقت متسع
ولملمت الحقيبة . . فى هدوء .
***
الريح تعصف هذه المره
والافق يزأر هذه المره
ورصاص مدفعك الصبور يضيء وجه الليل
يفتح فيه ثغره
وانساب جرحك قطرة فى إثر قطره
ورقــــدت . . ليلك شاهد
والارض حولك مكفهره
. .
لكن كف الصبح رشت فوق صدرك . .
ألف زهره
ـــــــــــــــــــــ
سيمفونية الثــأر
[ كتبت فى أكتوبر 1969]
قـــاتل أنت . . فاسهر الليل وانظر
إن هذى الدمــــــاء لم تتبخــــــــر
خافها ساحل من النار . . تـــــــل
من رصاص وذكريــــــات وثـــأر
أنت أنجبتـــه بأعين قـــــــــومى
أنت بيتــــــــه على كل صـــــد ر
***
لا تنم
فالكرى حرام
إذا كنت غريبا
وحولك الريح تصفر
والأسود التى ذبحت بنيها
تتنادى ، وتلتقى ، وتزمجر
طمـــأ فى حلوقها يتلوى
ومذاق من الهزيمة .. مر
كل قاب به من العار أخدود ،
ومن طعنة الاسى ألف بئر
***
لا تنم ايها الغريب ،
فليلى يولد الحقد فى دجاه ، ويكبر
جسدا ، شائه الملامح ،
كل أعضائه الغريبة شعر
فإذا ما خطا .. فخفة فيد
وإذا ما رنا .. فأعين صقر
***
ايها القاتل الغــــريب .. ترقــــب
لحظـــات ، فإنما اليوم خمــــــر
لم يـــزل فى المســــاء ..
يأتى من الأفق صدى صرخة ،
ويسقـــــــط حــر
وأنـــا ما حفرت قبرا لقتــلاى ،
فإن القبور فى كل صـــدر
تولد الروح فى حشاها ..
وتنمو فوق أشلائها قوادم فجر
ـــــــــــــــــــــــــــ
حظر تجول
[ كتبت فى يونية 1989 ]
ها أنت .. قف
يداك خلف
هويتك
وسترتك
من أين جئت ؟
وأين تتجه ؟
لا تكثر الحلف
هناك تعترف
***
وانطلقت مزهوة بصيدها .. السيارة المصفحه
تركة وراءها دوامت من الغبـــار
وران صمت الليل
أغللقت زجاجها النوفذ المفتحه
ولم يعد فى الشارع الطـــــويل ..
غير كلب
تجولت خطاه .. دونما هدف
تشمم الحائط ، واستدار
الى عمود النور ،
بال فوقه ،
وســـار !
حنينا تراب القدس
[ كتبت فى فبراير 1965 ]
حـنينــــا تراب القدس ما نـــام ثائره
وشوقـــــــــا يهز العـائدين مشاعره
وفى الركب لو تدرى قلوب طغى بها
دم الثـــأر موارا ودوت معـــــاوره
وفرسان صدق صاحبوا الموت مذ حبوا
على الارض فانصبت عليهم مظاهره
زئيــــر براكيـــن ، وعصـــف زلازل
وإقدام هــــول . . لا تـــــرد مقادره
هى الحرب يا ابن الحق
ما عاد دونها
سبيـــــل نراه ، او عدو نحــــاذره
هفونا لها من يوم أن دنس الحمى
طريد وجـــود ، ما تجف مصادره
هو الدود يمتص الندى من حقولنا
هو الجشع الظمــــآن للشر سادره
تظــــل امانــيـــــه تنز شراهـــــــة
كأن الدنــا املاكــــه وحــــواضره
وتسنده خلف البحـــــــار عصابة
رغائبها أن يحرم الزيت عاصره
وان يحصدوا بالبأس أثمارغيرهم
وان يهدموا من قومته مـــآثره
وان يسترقوا كل حر ، ويخلصوا
الى كل معنى فى دمــــاه ىؤاذره
والا يرى الانسان فى الكون غيرهم
إلها تؤدى كالفروض أوامــــــــره
***
لقد فرقتنا عن لقاهم مصائب
كبار ، ودهر جرحتنا أظافره
وآمال ملك ، زينوها لواهم
فطار اليها ، واجنون يخامره
إلى ان اتاها فالتقى بوعودهم
فراغا تهاوت فى دجاه مصائره
وصارت لدينا منه ذكرى نعيشها
وتمسك فينا من تهم خواطره !
***
كذلك نجلو الأمس .. حتى نسوقه
الى الغد مصباحا تشع نواظره
ويفرش آفـاق الطريق امامنا
فتسنو دياجيه وتبدو سرائره
وتمضى جموع العائدين وملؤها
ارادة شعب يزحم الافق طائره
ليـــــــوم ..
تهون الروح فى غمراته
ويرجع جيش الله ،
والله ناصره .
***
أخيرا .. تحدثت الأحجار
[ كتبت بمناسبة انتفاضة الحجارة
2000 ــ 2005 والتى شاهد
فيها العالم كله اطفال فلسطين
يواجهون الدبابات بدون خوف.. ]
كان الحجر
ملقى هناك على الطريق
وفجأة لقطته كف
فاستحال الى شرر
يعلو ويبرق فى الفضاء
ويستدير
وينهمر
أى احتراز يتقى وقع المطر ؟!
هذى بنادقهم تدوى ،
هذه عرباتهم ..ملأى بأسلحة الدمار ،
وهذه خوذاتهم فوق الرؤوس ،
ولا مفر
اليوم يفزعهم حجر
واليوم يبأ من بدايته السفر
كان الحجر
ملقى هناك على الطريق .. بلا خطر
وبلا مبالاة يمر عليه آلاف الجنود
المترعين من الظفر
وتدوسه العجلات .. رائحة وغادية ،
وليس على ملامحه أثر !
من كان يحسب ان هذا الصامت الملقى
على جنب الظريق ..
سينفجر ؟!
ويصير عاصفة
ابأيدى الخارجين على الملالة والضجر !
من كان يحسب ..
ذا القوائم تنكسر
***
سقط القناع
ولم يعد للخوف أقبية وستر !
هذا الحصى ينمو . .
ويرويه الدم المسفوح من حر وحر
والارض تخلع ثةبها البالى
وتغتسل والشوارع واحفر
. .
ويدور فى صدرى سؤال مستتر:
ــ من أى ليل
سوف يطلع ذلك اليوم
الذى تتحدث الاحجار فيه . .
الى البشر ؟!
ــــــــــــــــــ
حصار كنيسة المهد
(استمر حصارها من 2/4 حتى 10/5 سنة 2002 )
بجوار كنيسة المهد يشعر العابرون أنهم يعودون ألفى سنة فى التاريخ وعندما يدخلون من الباب الخشبى تخفق قلوبهم بشدة لأنهم يجدون أنفسهم فى ذات المكان الذى شهد ميلاد طفل ولد من غير أب ، وراح يكلم الناس من المهد ! · · بجوار كنيسة المهد تعود السائحون أن يسيروا فى أمان وأن يشتروا التذكارات ويتبادلوا التحية ، والابتسامات أما أهل مدينة بيت لحم فإنهم ما زالوا يحكون لأبنائهم . . أن تلك الكنيسة المعتّقة قد استمرت خلال قرنين من الزمان لم يتصدع بها جدار ولم تتوقف فيها الأجراس عن الرنين ! وهكذا ظلت كنيسة " المسيحية الأولى " مفتوحة الأبواب دائماً لكل أتباع المسيح · · بجوار كنيسة المهد وذات صباح محمل بالغبار . . اندفع طابور من الدبابات يظللها سرب من الطائرات وفى لحظة واحدة . . انطلق الرصاص من البنادق والمدافع ، وإلى كل اتجاه . . سقط البعض قتلى ! وأسرع البعض جرحى ! واندفع إلى داخل الكنيسة عدد من الخائفين : مسلمين ، ومسيحيين ! · · بجوار كنيسة المهد وقف القائد ذو النجمة السداسية متردداً هل يأمر جنوده بالاقتحام ؟ أم ينتظر أوامر جديدة من رؤسائه ؟ وحين وجد نفسه عاجزاً عن التفكير راح يلقى على الكنيسة قنابل الدخان ويتوعد جميع من بالداخل بالاستسلام . . أو النيران لكن هؤلاء لم يسمعوا شيئاً من ذلك لأنهم كانوا قد دخلوا بالفعل . . فى ضيافة المسيح ! · · بجوار كنيسة المهد ماذا تفعل القوة العمياء أمام المعجزات ؟! استمر الحصار أربعين يوما لا يدخل ماء ، ولا طعام ولا تدخل أدوية ، ولا مصلون ! استمر الحصار أربعين يوما لا يخرج عجوز ولا مريض ولا تخرج جثة لشهيد ! · · بجوار كنيسة المهد بدا الإعياء واضحاً على الجنود ولم يعودوا يتبادلون الأحاديث ! كانوا ينتظرون حلول الليل لكى يخفيهم عن عيون العالم التى راحت تحدق فيهم بالنهار ، وهم يوجهون مدافع الدبابات ، إلى المكان . . الذى ولد فيه المسيح ! ويقال إنهم كانوا يسمعون فى جوف الليل صوتاً يتجاوب فى الآفاق صداه : أحبوا أعداءكم باركوا لاعينيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ، ويطردونكم ! · · بجوار كنيسة المهد دارت الكثير من المفاوضات وطرحت حلول ، وصرخت تهديدات ! وتحركت العديد من الآليات والمدرعات لكن لساناً واحداً ، لم يجرؤ أن يقول للجنود : اقتحموا هذا الباب الخشبى الصغير ! ماذا تفعل القوة العمياء أمام المعجزات ؟! · · بجوار كنيسة المهد فجأة . . وذات مساء ملبد بالغيوم هدأ هدير الجيش الجرّار ! وخرج المحاصرون فى أمان وعندما سُئل أحد الرهبان : - كيف كنتم تنامون ؟ - كنا نقتسم المكان - وماذا كنتم تأكلون ؟ - أوراق شجر الليمون !
الترجمة الفرنسية
Siège de la Basilique de la Nativité A côté de la Basilique de la Nativité Les passants sentent Qu’ils retournent à deux mille ans dans l’histoire ! Et quand ils entrent, ils passent par la porte en bois Leurs coeurs battent fortement Car ils se trouvent dans le même lieu Qui avait vécu La naissance d’un enfant né sans père S'adressant aux gens depuis son berceau · · A côté de la basilique de la Nativité Les touristes marchent d'ordinaire en sécurité, Achètent des souvenirs Echangent les saluts Et les sourires Tandis que les citoyens, de la ville de Bethleem Racontent encore à leurs enfants Que cette ancienne église Avait survécu pendant deux siècles Aucun mur n’avait subi un dommage Et les cloches n’arrêtent pas à sonner C’est ainsi que la premier basilique du christianisme Garde toujours ses portes ouvertes Pour tous les partisans du christ · · A côté de la basilique de la nativité Par un matin poussiéreux Un convoi de chars surgit Appuyé d’un cortège d'avions Et un seul coup Les tirs de balles et d’artellerie sortent Envers toutes les directions Quelques personnes ont trouvé la mort Et d’autre blessés basculent à l’intérieur de la basilique Par peur: Musulmans et chretiens · · A côté de la basilique de la nativité Le commandant à l'étoile hexagonale hésite Doit-il ordoner ses soldats d'entrer ? Ou attendre de nouveaux ordres de ses supérieurs? Et quand il se trouve incapable de réfléchir Il commence à lancer des bombes lacrymogènes Menacer céux qui sont à l'intérieur De capitulation ou d'incendie Mais ils n’entendent rien Car ils sont effectivement entrés Dans l’hospitalité du christ. · · A côté de la basilique de la Nativité Que peut faire une force aveugle devant les miracles? Le siège a duré quarante jours Sans eau, sans nourriture Sans médicaments, et sans fidèles pour prier Le siège a duré quarante jours Aucun vieux ou malade ne sort Ni même le cadavre d’un martyre · · A côté de la basilique de la Nativité Les soldats ont l’air bien fatigués Ils n’échangent meme pas les paroles Ils attendent l’arrivée de la nuit Pour se cacher des yeux du monde Qui les regardent pendant la journée Lorsqu’ils pointent les canons des chars Vers le lieu de la naissance du christ On dit qu’ils entendent au milieu de nuit L'echo d’une voix dans les horizons : Aimez vos ennemis Bénissez ceux qui vous insultent Ceux qui vous insultent Soyez bons avec ceux qui vous haïssent Et faites la prière pour ceux qui vous font mal Et vous chassent · · A côté de la basilique de la Nativité Une série de négociations a eu lieu Des solutions ont été proposées Des menaces ont été crieés Et de nombreuses machines et blindes ont été mobilisées Mais aucune langue N’a le courage de dire aux soldats Entrez fortement par cette petite porte en bois Que peut faire une force aveugle devant les miracles? · · A côté de la basilique de la Nativité Soudain, par un soir nuageux Le bruit de l’armée baisse Et les assiègés sortent en sécurité Un prêtre est interrogé: - Comment avez vous dormis ? - Nous nous partagions l’endroit - Et que mangiez-vous? - Les feuilles du citronnier.
رسالة إلي الأم الأمريكية
أيتها الأم الأمريكية هل تشاهدين ما يحدث فى فلسطين ؟ إنهم يدوسون بالدبابات فوق الأرض التى مشى عليها المسيح ويسقطون أشجار الزيتون والنخيل التى استظلت بها مريم العذراء · ·
أيتها الأم الأمريكية هل تشاهدين دموع الأم العربية وهى تغسل وجه صغيرها ، الذى اخترق صدرَه الرصاص ، لأنه كان يجرى مع رفاقه فى الشارع ويقذف بأحجار صغيرة فى الهواء ؟ !
أيتها الأم الأمريكية
هل تشعرين بالأمن على أولادك حين يذهبون أو يعودون من المدرسة وحين يخرجون إلى السينما أو يصرون على شراء الآيس كريم ؟ ! إن الأم العربية . . لم تعد تعرف أبداً هذا الشعور . · · أيتها الأم الأمريكية هل منعك أحد فى يوم من الأيام من الدخول إلى الكنيسة ؟ إنهم فى فلسطين يغلقون ببنادقهم أبواب الكنائس والمساجد ويمنعون الأم العربية من الصلاة ! · ·
أيتها الأم الأمريكية زوجك هو الذى يبيع لهم السلاح وابنك الأكبر لا يهتم بمصدر أموال والده أما ابنك الصغير فإنه يتساءل عندما يشاهد التليفزيون لماذا يحدث هذا فى فلسطين ؟ · ·
أيتها الأم الأمريكية أنتِ الأقدر على رؤية معالم الأفق وأنتِ وحدكِ التى يمكنك أن تعرفى بالفطرة الخيط الرفيع الفاصل ، بين البحر والشاطئ . . بين الليل والنهار . . بين عودة الابن عند حلول المساء ، أو عدم عودته إلى الأبد
الترجمة الإنجليزية
A message to . .American Mother
Oh! The American mother Do you see what happens in Palestine? they tread down with their tanks. over the holy land which Christ walked on and fall down the olive trees and palms with which Saint Maryam shaded. · · Oh! The American mother Do you see the tears of the Arab mother ? When washing the face of the her little child, Which the bullets pierce, Because he was running with his follows in streets Throwing little stones in the air ! · · Oh! The American mother do you feel safe about your children? when they go out and return from their school when they out to movies or insist on buying ice-cream !? the Arab mother . . does not know this feeling now · · Oh! The American mother does anybody prevent you on a day of the days to enter the church ? they in Palestine close with their guns the gates of church’s and mosques the prevent the American mother from praying · · Oh! The American mother your husband, he who sells the weapon to them your elder son does not care about the source of the weather of his father but your younger son is asking, when he watched the TV why does this happens in Palestine · · Oh! The American mother you are the one who is able to see the features of the horizon you are the only one who can know instinctively the fine line which separates between sea and shore, between the son coming back at night or his absence forever.
غزَّة الصَّامِدة
[كتبت هذه القصيدة ضد التيار السياسي والإعلامي
المصري الذي سكت تمامًا عن هذه المأسا..
وقد تناقلتها كثير من مواقع على الإنترنت !]
هذا الخضوع أو التحدِّي
|
فتخيري ما شئتِ بعدي !
|
إنِّي خرجتُ إلى الحقيقة ،
|
غيــــر مُكترِث بســــــدِّ !
|
وشهدت ما يجري هناك ،
|
وما يحاك ، وما يُؤدِّي ..
|
هذي الدِّماء تسيل ،
|
والفِكر المجمد ليس يجدي
|
|
والجالِسون على المعابر
|
ذاهِلون من التَّصدي
|
والصارخون على المنابر
|
مُحبَطون من التَّردِّي
|
كل المزاعِم لم تعـــــــد
|
مقبولة في عَقل قرد !
|
وتَقاسَم المتآمـــــــــرون
|
على الجريمة كل رد !
|
قالوا لها : أَتُقـــــاتلين ؟
|
فأعلنت بالرُّوح وحْدي !
|
المجد للأبطال في هذا الصمود ، وأى مجــــــــد !
|
|
يا أيُّها المُتَخاذِلــــــــون
|
تراجعوا ، فالخوف يُعْدي !
|
عودوا إلى حجراتكم
|
وتدثروا في ألف برد !
|
ودعوا المقاومة التي
|
تمتدُّ مِن زَندٍ لزند ..
|
الأرض لا ترضى بغير
|
زئير أشبالٍ وأسدِ !
|
أمَّا الثعالب ، فالجحورُ مصيرها
|
وبأي لحد ! !
|
* * *
غزة المنتصرة 2014
طال الحصار بارضها وسمائها فتطلعت تشكو الى ابنائها
لم يرتضوا ان تستكين وترتمى عجزا واملاقا على ادوائها
حفروا الخنادق فى عروق صخورها واستولدوا الصاروخ من احشائها
واستوقفوا التاريخ يشهد انهم فلذات هذى الارض نبتة مائها
سقطت بهم اسطورة لم تستطع ان تستمر بزيفها وطلائها
جيش من الجبناء يسند بعضهم بعضا ولا يطغى سوى بفضائها
واذا تقدم ، فالخرائب همــــــه ومجازر الاطفال فى انحائها
قتل النساء مع الشيوخ وهللت ابواقه بالنصر فوق دمائها
ياارض غزة لملمى اجسادهم فالثار سوف تهب من اشلائها
واستلهمى روح المقاومة التى لا نصر الا فى ظـــلال لوائها
ــــــــــــــــــــــــــــ
الزمان لى . .
تعرفنى .. وأعرفكْ تُبغضنى .. وأبغضكْ تَطعننى .. وأطعنكْ .. فهل تُرَى فى العاقبَهْ لمن تكون الغَلَبَهْ ؟! * * تحوطنى .. أحيط بكْ تخدعنى .. أخادعكْ تظل ساهراً .. أراقبكْ تجىء باكراً .. أجىء لكْ .. فهل ترى فى العاقبهْ لمن تكون الغَلَبهْ ؟! * * فى ملتقى الرياح .. قد نصبت خيمتَكْ فهل وَقَتْكَ من غوائل الرياح .. خيَمتُكْ ؟! فى وسط الأمواج ، قد دفعت زورقَكْ فهل مضى للشاطىء المنشودِ .. زروقٌكْ؟ فى تربةٍ معجونةٍ بالدمّ ، قد بذرتَ حنطتكْ فأىّ طعم أصبح الرغيفُ فى مائدتكْ ؟! قد كنتَ ضَيْفى ، وغدوتَ سارقِى فما الذى جنيت من خيانتكْ ؟! تظل هارباً بمزْودى .. أظلّ دائماً ألاحقكْ ! فهل ترى فى العاقبهْ لمن تكون الغَلبَهْ ؟! * * أنشودتى على ذوائب الجبالْ وخطوتى تخضر تحتها السهولْ .. وإخوتى الذين سافروا على السُّفُنْ وأبعدوا .. مع القطارْ ينتظرون الطائرةْ ! وهؤلاء الصبيةُ "المشاكسون" .. هم الذين يرسمون اليوم باقتدارْ .. خريطةَ الوطنْ ! .. فهل ترى فى العاقبهْ لمن تكون الغلبهْ ؟! * * تُخطئُ إذْ تحسبنى أنَا الذى أمامَكْ فى هذه اللحظةِ ، أو فى ذلك المكانْ ؟! فإننى أمَتدّ فى الزمانْ وهذه التلالُ ، والسهولُ ، والوديانْ ذرّاتُها من جَسَدى .. هواؤُها من رِئَتى .. آبارُها مملوءةٌ بأدمعى ، وعَرَقى .. .. فهل ترى فى العاقبَهْ لمن تكون الغلبَهْ ؟! * * أنا الذى حفرتُ بئر زمزمْ وخضتُ فى مياه النيل .. حتى النَّبعْ وانغرستْ خطاىَ فى أوراسْ .. أنا الذى رفعتُ فى استانبولْ مئذنة تقول : لا إله إلا الله .. وحَمَلَتْ يداىَ من دمشْقْ رسالةً للصينْ أنا الذى أضأتُ فى بغدادْ وَطِرْتُ من إيرانَ .. حتى الهندْ على بساطِ الريحْ لكنّنى الآن .. جريحْ أشدّ من ضمادتى ، وأستعيدْ مقدرتى على الوقوف .. من جديدْ .. فهل تُرىَ فى العاقبَهْ لمن تكون الغَلَبهْ ؟! * * تكون جولةٌ .. وقد تكون جولتانْ ! وبعدها .. ينصرف المقامرون ، تنتهى مراسم الرّهانْ ! ولا يصيرُ فوق أرض الحَلَبهْ سوى أنا وأنت .. خوذتى ، وخوذتك .. للحظةٍ .. البيتُ قد يكون لَكْ والحقلُ قد يكون لَكْ وهذه الأسلاكُ قد تكون لَكْ لكنما الزمانُ لى .. أنَا الزمانُ لى ..
ــــــــــــــــــــــــ
|