عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
النيل في القاهرة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأحد, 24 فبراير 2013 13:54

النيل في القاهرة


[كُتِبت بعد عودتي من قطر ، ورُؤية النِّيل تعلوه أبراجُ المُستثمرين الكبار ، الذين لم يُتركوا شبرًا للمصريِّين الفقراء كي يشاهدوا منه النيل !]


( 1 )


يجيء كل ليلة مُحَّطمًا من الترحالْ

كأنه « أبو العيال »

الخبز في كفيه ،
والهموم في جبينه ،
وفوق ظهره لفافة من الحبالْ
يلقى بها تحت سرير زوجةٍ ،
فائِرة الحسن ، لم تزل ..
غنية الدلال
تسألُهُ : عن الأساور التي وَعَدْ
وعِطرها الذي نفد
تسأله: ما رأيه في هذه الستائر ؟!
وكيف لم يلاحظ الكحل ، ولا الضفائر؟!
تسأله: ألا تريد أنْ ترى حذائي المُنضدا ؟
يجيب والنعاس في عينيه
-
يا حبيبتي .. نرى غدا

* *

لكنَّه قبل بزوغ الفجر ،

يرتدي ثيابه الزرقاء

وينحني مقبلا جبينها الوضاء

وحينما تسأله البقاء لحظة ،

يشد فوق صدرها الغطاء

وينثني للباب هامسًا :

- إلى اللقاء يا حبيبتي ..

إلى اللقاء

( 2 )


عند انكسار الشط في بولاقْ
وحيث يُوغل النيل إلى الأعماق
أقام عمِّي صابر تعريشة للشاي ،
والقهوة ، والينسون
يؤمُّها العشاق
وسائقو الغليون

. .

وحينما ينتصف الليل ،
ويصبح النَّسيم وشوشات
وينتهي الحديث بالتبات والنبات
ينزل من سمائه القمر
مغتسلا في النيل ،
وسط ثلة من النجوم
بلا هموم !

( 3 )


الأغنياء أشرفوا عليه
مِن شواهق الأبراج والفنادقْ
والفقراء افترشوا العشب على شطآنه ،
وصافَحوا مياهه من الزوارق
ولم تزلْ فتاته المصرية العينين والهوى ..
تجيء يوم عرسها إليه .. كي تعانق
لكنَّما المسافر الدؤوب لا يُهدِّئ الخطى ،
وينطلق
مجدافه العتيق هادر ،
وعينه على نهاية الأفق !

( 4 )


كنت إذا طغى الأسى بأضلعي ،
أسير جنب الشط ناظراً في النيل
وكلما تأملت عيناي في مياهه الخضراءْ
انزاح همي الثقيل !

. .

وعندما اغتربت ،
كنت حينما يَفيض بي الحنين ،
أستعيد وجهه النبيل
وقد تراقصت به الأمواج ،
وانحنى على شطآنه النخيل
فأسترد بعض رُوحي ،
أستشف نسمة ممزوجة بالعشب ،
تطفئ الغليل !

. .

واليوم .. ها أنا أعود ،
كلُّ خُطوتي اشتياقْ
مِن بعد حلوان .. إلى بولاق
ارتفعت مِن حوله ستائر الأسمنت ، والنيون
ولم يعد يُرى الغليون
وصرت كلما شببتُ كي أرى مياهه الخضراء
تثاقلت بي الشجون

* * *

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy