عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
مظاهرة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأحد, 24 فبراير 2013 13:50

مظاهرة


[كُتبت فى عام 1992 ، عن مظاهرة مُتخيَّلة لكن وقائعها عُرِضت في التلفزيون .. إرهاصًا بمظاهرات أخرى حدثت بعد ذلك !]


خرَجوا من بين تعاريج الحاراتِ ،

وجاؤوا من أعماق الريفِ ،

على موعدهم .. في ميدان الحريَّهْ

* *

وارتفعت فوق مناكبهمْ

رايات السخطِ ،

وأصواتُ الخطباءِ ،

وهاجَ البعضُ ،

فأحرق بعضَ إطارات السياراتِ ،

ومزَّق بعضَ الصور التذكاريَّهْ

* *

كانوا كالبحر الهادر

يتدافع في موجاتٍ أسطوريَّهْ

لا يعلم إلَّا اللهُ متى يهدأُ

أو كيف يعود لحالته الفيروزيَّهْ ؟

. .

وتأمَّلتُ ملامحهمْ ،

فإذا الغضبُ المكبوتُ ..

يكاد يمزِّقُ تلك الأوعيةَ الدمويَّهْ

وتئز حناجرهم كالرعدِ

وتومض أعينهم كالفتحات البركانيَّهْ

* *

وهناك على رأس الميدانِ ،

اصطف جنود الأمن بخوذاتٍ فولاذيَّهْ

أعداد متساويةُ الأحجامِ ،

وفي أيديهم أسلحةٌ ، وقنابلُ ،

وهراواتٌ كهرومغناطيسيَّهْ

تتقدمهم سياراتُ الإطفاءِ ،

وبعضُ الدباباتِ ،

وحان الوقتُ المعلومُ ،

فشقوا وَسْطَ الموجِ طريقًا دمويَّهْ !

* *

وتساقطت الأجسادُ على الأسفلتِ ،

تطايرت الخطواتُ ،

وحلَّ الذعرُ محلَّ الإصرارِ ،

وما هي إلا لحظاتٌ ..

حتى انكشف الميدانُ على بعض الأنقاضِ ،

وجاءتْ عربات البلديَّهْ

..

أُعلن عن عدد القتلى ، والجرحى

والقبضِ على بعض الغوغاءِ ،

ومحترفي الإضرابات الثوريَّهْ !

* *

كنتُ أمام التلفزيون ،

أشاهد هذا المنظرْ

وأنا أشرب شاي العصرِ

وفي طبقي بعض ( البِتي فورْ )

حمدتُ اللهَ على أنِّي لم أخرجْ

في هذا اليوم إلى عَمَلي ..

ما كنتُ مريضًا ،

لكني فَضَّلتُ قضاءَ اليومِ بعيدًا

عن إرهاق المَكْتبِ ،

واستفسارات الجمهورْ ..

وتساءلتُ:

لماذا يُلقي بعضُ الناس بأنفسهم للموتِ ؟

وأيُّ طريقٍ يدفع بعضَ الأسماك إلى الشبكهْ ؟

ولماذا تنجذبُ فراشاتُ الليلِ ،

إلى ضوء المصباح القاتلْ ؟

غامت أسئلتي ،

وتردَّدتُ طويلا ..

وإذا جارِي في شُرفته الأخرى .. يرمقني

كانت نظرتُه واثقةً

لا أدري كيف تملكني إحساسٌ بالذعر المقهور

وظللتُ مكاني ..

لا أجرؤ أن أرفع فنجان الشاي إلى شفتي ،

أو ألمسَ طبق ( البتي فور ) !

* * *

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy