عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
القَصِيدةُ النُّونيَّة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الأحد, 24 فبراير 2013 13:45

القَصِيدةُ النُّونيَّة


[كُتِبت في عهد مبارك .. حين انتشر النِّفاق ، وأجمع المُحيطون به على تضييق الخناق على أيِّ صوت مختلف ..]


يَتظاهرون ..

يَتظاهرون بأنهم متماسكون

لكنَّهم .. يتساقطون ! !

* *

ويحاولون

أن يوهموك بأنهم يتأملون

لكنهم متوترون

مُقَلٌ موزعة العيون

وخواطر لا تستقر بها الظنون

* *

لا يهدأون مع النهار ..

وفي المساء مؤرَّقونْ

يتساءلون:

ماذا يخبئه الظلامُ ؟

وكيف يغفو النائمونْ ؟

ولمَن يشعُّ النَّجمُ - حين يشعّ -

مَنْ هذا الذي يطأُ السُّكونْ ؟

* *

وإلى المدى .. يتصنَّتونْ

وقْعَ الندى

وتَسلّلَ الحشرات ،

والعشبَ الوليد ،

لكل همسٍ .. يُنصتونْ

حتى مناجاة الطيور ،

ووشوشات الياسمينْ

هم دائمًا متيقِّظونْ

ولكل خَطوٍ قادم .. متوثبونْ !

* *

ويحدِّثونك ..

صوتُهم عال ، وفي أعماقهم لا يصدقونْ

لكنهم يتميَّزون

غضبًا .. إذا شعروا بأنك لا تصدِّقهم ،

وأنهمو عليك يموِّهونْ

مأساةُ عمرك:

أن تُصدِّق ، أو تهونْ !

وتظلُّ تدفعُهم ، وهم في قلب دارك يدفعونْ

حتى يُحطِّمك الصراعُ ،

فلستَ أقوى من غزاة ،

دائمًا يَتكاثرونْ !

* *

متداخلونْ

في كلِّ دائرة ، تراهم يَبرُزونَ

فيمنحونَ ويمنعونْ

وإذا قربت وجدتَهم يتباعدونْ !

وإن ابتعدت .. فإنهم لا يبعدونْ !

أبدًا وراءك ،

من أمامك .. يهدرون ، ويصرخونْ

وتريد أن تشكو ..

تفضفضَ ،

تستجيرَ

ومَنْ تكونْ ؟ !

هم دائمًا متوقِّعونْ

يَئِدُون في الصَّدرِ والكلامَ ،

يُجمِّدون الدمعَ في بؤَر العيونْ !

* *

متوجِّسونْ !

نصبوا متاريس الدفاعِ ،

وأحْكَموا باب الحصونْ

وتَجالسوا متساندينَ ،

يراقبونَ ، ويرصدونْ !

لا شيء فوق الأرض يَشغلهم سواكَ ..

فأنت هَمُّهم الدفينْ !

ولربَّما احتملوا الإهانةَ من جميع العالمينْ

لكنَّهم يتطلَّبونك أن تكون لهم ..

إمامَ الطائعينْ

تُعطي لهم حرَّ الولاء ،

وأنت في يدهم سجينْ !

* *

وتقول : ما ذنبي ؟ !

كأنك لست متهمًا ،

وفي قَسمات وجهك ما يُدينْ ! !

أنت الذي تأسى لمرأى البائسينَ ،

وتستجيب لكلِّ منكسر .. حزينْ

ويرق قلبك حين تسمع شهقة المتمزِّقينْ

وإذا قسا وجهُ الزمان ..

تظلُّ ترجو أن يلينْ

تَقضي حياتك آملاً ..

أن يرفع الموتى رؤوسهمو ،

وتنتظر انفجارَ الصامتينْ !

* *

هم يحسبون عليك آلامًا تكتِّمها ،

وليس لها أنينْ

ويُقِدِّرون بأن في أعماقك الخرساءِ ،

بركانًا تُغذِّيه الشجونْ

* *

وبرغم أنك بين قبضتهم ضعيف .. مستكينْ

فإذا نظرتَ لهم ..

وما أقسى مواجهة العيونِ !

رأيتهم يتظاهرونْ

يتظاهرون بأنَّهم متماسِكونْ

لكنَّهم ..

يتساقطونْ !

* * *

 

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الأحد, 24 فبراير 2013 13:47