عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
موائد الرحمن صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
السبت, 28 مارس 2020 17:20

 

 

موائد الرحمن


أذكر وأنا صغير أن من أجمل أوقات رمضان كان هو وقت تحلق الأسرة كلها حول مائدة الإفطار : الأب والأم والإخوة والأخوات ، ونظل ننتظر مدفع الإفطار حتى ينطلق ، ثم ينساب آذان المغرب بصوت محمد رفعت أو عبدالباسط وغيرهما من كبار مقرئى القرآن الكريم . . ولم يكن التليفزيون قد ظهر ، فكنا لا نسمع سوى الراديو بابتهالاته الدينية المؤثرة ، وبرامجه الخفيفة الظل . .

لكن أسوأ ما كان يؤرقنى وأنا أتناول طعامى فى هذا الجو الحانى هو سماع شحاذ عجوز يجوب الشوارع ، وينطلق نداؤه المبحوح (مسكين يا محسنين لله) وكذلك (حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة) والمشكلة أننى كنت أصدق فعلاً أن الرجل محتاج للطعام بينما توجد ألوانه المختلفة على مائدتنا، ولو أن الأمر كان يومها بيدى لحملت إليه طبقاً مملوءاً بالطعام الفائض عن حاجتنا . .

ومرت الأيام ،حتى أصبحنا الآن لا نسمع مثل هذا الشخص ، وهو ينادى على حاجته للطعام بينما الصائمون يتناولون إفطارهم المتعدد الألوان. وما ذلك إلا لأن العديد من أهل الخير ، الذين راحوا يتنافسون فى إقامة ما يسمى بموائد الرحمن ، ويضعون عليها كل ما يحتاج إليه الصائم فى إفطاره، ويتيحونها لكل من يرغب فى الجلوس عليها ، أو حتى الأخذ منها لبيته وأولاده . .

ومن الغريب أن تظهر بعض الأصوات التى تحرم هذه الموائد ، أو التى تقول إن بعض أصحابها لا يصلحون أن يقوموا بفعل الخير . وهذا كلام لا أساس له من الصحة ، ولا يعتمد على أى أصل من الدين، فلكل مسلم أن يقوم بفعل الخير ما وسعه ذلك ، وعندما أقول (كل مسلم) فلا ينبغى التفريق بين مسلم صالح ، ومسلم غير صالح، فالكل مطالب بفعل الخير ، وبذل المعروف ، والتصدق بما يستطيع كجزء من تقربه إلى الله تعالى ، وأحياناً من توبته إليه ، لذلك لا ينبغى علينا - كبشر - أن نمنع أحداً من فعل الخير. ومن المؤكد أن موائد الرحمن من صميم عمل الخير ، لأنها تساعد الكثيرين ممن يحتاجون إلى هذه المساعدة ، وخاصة فى شهر رمضان المبارك، الذى ينبغى أن تتواصل فيه العبادة ، وأن تكثر فيه الصدقات ، وأن يدلى فيه كل مسلم بما يقدر عليه من أجل مساعدة المحتاجين ، وبذلك يترابط المجتمع ، وتتحقق فيه التعاليم الإسلامية التى تدعو إلى التعاطف والتراحم والتعاون على البر والتقوى، بدلا من التعاون على الإثم والعدوان.

ونسمع أحياناً أن بعض أصحاب موائد الرحمن (يستعرضون) ، بمعنى أنهم يتفاخرون فيما بينهم . وأقول : لا علاقة لنا بنواياهم فى ذلك ، وكل ما يهمنا منهم هو تقديم تلك الخدمة الرمضانية للمحتاجين إليها ، وعلى أقل تقدير ، إذا لم تعجبنا أعمالهم فلا داعى لأن نهاجمهم، أو ندعو إلى إلغاء تلك الموائد التى أصبحت بالفعل مظهراً رائعاً من مظاهر التضامن الاجتماعى فى مصر خلال شهر رمضان .

أما أصحاب موائد الرحمن فأنا أقول لهم : بارك الله فى أعمالكم ، وطهركم بها من الذنوب ، وفتح لكم بها باب رحمته الواسعة ، والتى لا ينبغى لأى إنسان - كائناً من كان - أن يقف حائلاً بينها وبين الناس . فالله تعالى قد ذكر لنا أن رحمته وسعت غضبه ، وأنه هو التواب الرحيم ، وهو تعالى قابل التوب وغافر الذنب ، كما دعانا إلى العمل الصالح ، ومن هذا العمل الصدقات على الفقراء والمساكين ، ووعدنا بان الحسنة بعشر أمثالها، وأن الله يضاعف لمن يشاء . .

 

 

 

 

 

موائد الرحمن


أذكر وأنا صغير أن من أجمل أوقات رمضان كان هو وقت تحلق الأسرة كلها حول مائدة الإفطار : الأب والأم والإخوة والأخوات ، ونظل ننتظر مدفع الإفطار حتى ينطلق ، ثم ينساب آذان المغرب بصوت محمد رفعت أو عبدالباسط وغيرهما من كبار مقرئى القرآن الكريم . . ولم يكن التليفزيون قد ظهر ، فكنا لا نسمع سوى الراديو بابتهالاته الدينية المؤثرة ، وبرامجه الخفيفة الظل . .

لكن أسوأ ما كان يؤرقنى وأنا أتناول طعامى فى هذا الجو الحانى هو سماع شحاذ عجوز يجوب الشوارع ، وينطلق نداؤه المبحوح (مسكين يا محسنين لله) وكذلك (حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة) والمشكلة أننى كنت أصدق فعلاً أن الرجل محتاج للطعام بينما توجد ألوانه المختلفة على مائدتنا، ولو أن الأمر كان يومها بيدى لحملت إليه طبقاً مملوءاً بالطعام الفائض عن حاجتنا . .

ومرت الأيام ،حتى أصبحنا الآن لا نسمع مثل هذا الشخص ، وهو ينادى على حاجته للطعام بينما الصائمون يتناولون إفطارهم المتعدد الألوان. وما ذلك إلا لأن العديد من أهل الخير ، الذين راحوا يتنافسون فى إقامة ما يسمى بموائد الرحمن ، ويضعون عليها كل ما يحتاج إليه الصائم فى إفطاره، ويتيحونها لكل من يرغب فى الجلوس عليها ، أو حتى الأخذ منها لبيته وأولاده . .

ومن الغريب أن تظهر بعض الأصوات التى تحرم هذه الموائد ، أو التى تقول إن بعض أصحابها لا يصلحون أن يقوموا بفعل الخير . وهذا كلام لا أساس له من الصحة ، ولا يعتمد على أى أصل من الدين، فلكل مسلم أن يقوم بفعل الخير ما وسعه ذلك ، وعندما أقول (كل مسلم) فلا ينبغى التفريق بين مسلم صالح ، ومسلم غير صالح، فالكل مطالب بفعل الخير ، وبذل المعروف ، والتصدق بما يستطيع كجزء من تقربه إلى الله تعالى ، وأحياناً من توبته إليه ، لذلك لا ينبغى علينا - كبشر - أن نمنع أحداً من فعل الخير. ومن المؤكد أن موائد الرحمن من صميم عمل الخير ، لأنها تساعد الكثيرين ممن يحتاجون إلى هذه المساعدة ، وخاصة فى شهر رمضان المبارك، الذى ينبغى أن تتواصل فيه العبادة ، وأن تكثر فيه الصدقات ، وأن يدلى فيه كل مسلم بما يقدر عليه من أجل مساعدة المحتاجين ، وبذلك يترابط المجتمع ، وتتحقق فيه التعاليم الإسلامية التى تدعو إلى التعاطف والتراحم والتعاون على البر والتقوى، بدلا من التعاون على الإثم والعدوان.

ونسمع أحياناً أن بعض أصحاب موائد الرحمن (يستعرضون) ، بمعنى أنهم يتفاخرون فيما بينهم . وأقول : لا علاقة لنا بنواياهم فى ذلك ، وكل ما يهمنا منهم هو تقديم تلك الخدمة الرمضانية للمحتاجين إليها ، وعلى أقل تقدير ، إذا لم تعجبنا أعمالهم فلا داعى لأن نهاجمهم، أو ندعو إلى إلغاء تلك الموائد التى أصبحت بالفعل مظهراً رائعاً من مظاهر التضامن الاجتماعى فى مصر خلال شهر رمضان .

أما أصحاب موائد الرحمن فأنا أقول لهم : بارك الله فى أعمالكم ، وطهركم بها من الذنوب ، وفتح لكم بها باب رحمته الواسعة ، والتى لا ينبغى لأى إنسان - كائناً من كان - أن يقف حائلاً بينها وبين الناس . فالله تعالى قد ذكر لنا أن رحمته وسعت غضبه ، وأنه هو التواب الرحيم ، وهو تعالى قابل التوب وغافر الذنب ، كما دعانا إلى العمل الصالح ، ومن هذا العمل الصدقات على الفقراء والمساكين ، ووعدنا بان الحسنة بعشر أمثالها، وأن الله يضاعف لمن يشاء . .

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy