عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
موعد النشرة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
السبت, 28 مارس 2020 17:14

موعد النشرة


كنا نجلس حول التلفزيون منتظرين مشاهدة نشرة أخبار التاسعة، لكى نتابع ما يحدث يومياً فى فلسطين المحتلة ، وبعض الأحداث العربية، وما يحدث فى العالم ، واقتربت الساعة من التاسعة ، ثم وصلت التاسعة ، وتجاوزتها بدقيقة ، واثنتين وخمس دقائق ولم تأت النشرة ! ! كيف يحدث هذا مع أن نشرة الأخبار كانت طوال عمرنا سواء فى الإذاعة ، ثم فى التلفزيون منضبطة تماماً مثل الساعة بدقائقها وثوانيها ، بل إننا كنا نضبط عليها الساعة .

وراح بعضنا يقول : السبب هو إهمال العاملين ، والبعض الآخر يقول: لعلهم ينتظرون أخباراً لم تأت بعد ! وبعض ثالث يقول : إنهم يعاملون النشرة معاملة المسلسل والأغنية ! وطبعاً لم يعرف أحد منا السبب الحقيقى الذى يقف وراء عدم إذاعة النشرة فى دقيقتها المحددة تماماً ، وتبقى معرفة هذا السبب سراً خاصاً بالتلفزيون ، الذى لم نكن نتوقع له أن يكون أقل من قنوات أخرى فى المنطقة العربية، تلتزم ، فى دقة بالغة، بموعد النشرة تماماً .

إننى أؤكد على هذا الموضوع لأننى شخصياً ، ومعظم أبناء جيلى، قد تعلمنا احترام دقة المواعيد من التربية فى أسرتنا أولاً ، ثم من الجرس فى مدارسنا ثانياً ، ثم من وسيلة الإعلام التى كانت متوافرة على أيامنا ، وهى الراديو ، حيث كانت تنقل الإذاعة صوت دقات ساعات جامعة القاهرة ، يليها مباشرة (مارش) نشرة الأخبار فى الثانية والنصف ظهراً ، والثامنة والنصف مساء . . وأذكر أنه لم يحدث قط أن تخلفت نشرة عن موعدها ، أو حدث اضطراب فى دقات الساعة !

قلبى إذن مع الجيل الجديد ، أو بالأحرى : قلبى عليه ! فمن أين يحترم دقة المواعيد ، والانضباط فى البدء والانتهاء من العمل ، والالتزام بمراحله المتتالية ؟ يحدث معى شخصياً أن أعطى موعداً لطالب ، له مصلحة يريد قضاءها ، فأقول له : هل تناسبك الساعة العاشرة غداً ؟ ثم أفرغ للموعد تماماً منتظراً وصوله ، فتمر الدقائق، وأحياناً لا يأتى إلا بعد نصف ساعة أو ساعة ، ولا يحمل على وجهه أى علامة تدل على الاعتذار، وعندما أسأله : ما الذى أخرك ؟ يجيبنى بكل بساطة : المواصلات ! ويعلم الله أن المواصلات بريئة من تهاونه ولا مبالاته . فلو أنه نزل من منزله قبل الموعد بوقت كاف لجاء فيه تماماً ، أو فعل كما أفعل أنا ، وجاء قبله !

إن احترام الوقت ليس فقط جزءاً من احترام الذات ، وإنما هو عامل أساسى فى إنجاز الأعمال ، ونجاح الأفراد ، وتقدم المجتمعات .

وصديقى الآخر ، صاحب شركة لها فروع ، قال لى يوماً : حدثنى فلان أن أعين ابنه خريج الجامعة ، فى أحد فروع الشركة ، بعد أن راح يشكو لى من كثرة الأبناء ، وثقل تكاليفهم ، وثمن العلاج والدواء حتى حددت له موعداً يقابلنى فيه ابنه وبالفعل جلست أنتظره بعد أن قلت للسكرتيرة أن تدخله على الفور بمجرد وصوله . . ومرت أكثر من ساعة ، لم أعط فيها لأحد موعداً آخر ، كما ألغيت لقاء بعض الأشخاص المهمين .. وأخيراً جاء " المحروس " بدون مبالاة . . فاعتذرت له عن عدم وجود عمل لدى ، مع أن قلبى كان يتقطع على والده المسكين !

 

 

موعد النشرة


كنا نجلس حول التلفزيون منتظرين مشاهدة نشرة أخبار التاسعة، لكى نتابع ما يحدث يومياً فى فلسطين المحتلة ، وبعض الأحداث العربية، وما يحدث فى العالم ، واقتربت الساعة من التاسعة ، ثم وصلت التاسعة ، وتجاوزتها بدقيقة ، واثنتين وخمس دقائق ولم تأت النشرة ! ! كيف يحدث هذا مع أن نشرة الأخبار كانت طوال عمرنا سواء فى الإذاعة ، ثم فى التلفزيون منضبطة تماماً مثل الساعة بدقائقها وثوانيها ، بل إننا كنا نضبط عليها الساعة .

وراح بعضنا يقول : السبب هو إهمال العاملين ، والبعض الآخر يقول: لعلهم ينتظرون أخباراً لم تأت بعد ! وبعض ثالث يقول : إنهم يعاملون النشرة معاملة المسلسل والأغنية ! وطبعاً لم يعرف أحد منا السبب الحقيقى الذى يقف وراء عدم إذاعة النشرة فى دقيقتها المحددة تماماً ، وتبقى معرفة هذا السبب سراً خاصاً بالتلفزيون ، الذى لم نكن نتوقع له أن يكون أقل من قنوات أخرى فى المنطقة العربية، تلتزم ، فى دقة بالغة، بموعد النشرة تماماً .

إننى أؤكد على هذا الموضوع لأننى شخصياً ، ومعظم أبناء جيلى، قد تعلمنا احترام دقة المواعيد من التربية فى أسرتنا أولاً ، ثم من الجرس فى مدارسنا ثانياً ، ثم من وسيلة الإعلام التى كانت متوافرة على أيامنا ، وهى الراديو ، حيث كانت تنقل الإذاعة صوت دقات ساعات جامعة القاهرة ، يليها مباشرة (مارش) نشرة الأخبار فى الثانية والنصف ظهراً ، والثامنة والنصف مساء . . وأذكر أنه لم يحدث قط أن تخلفت نشرة عن موعدها ، أو حدث اضطراب فى دقات الساعة !

قلبى إذن مع الجيل الجديد ، أو بالأحرى : قلبى عليه ! فمن أين يحترم دقة المواعيد ، والانضباط فى البدء والانتهاء من العمل ، والالتزام بمراحله المتتالية ؟ يحدث معى شخصياً أن أعطى موعداً لطالب ، له مصلحة يريد قضاءها ، فأقول له : هل تناسبك الساعة العاشرة غداً ؟ ثم أفرغ للموعد تماماً منتظراً وصوله ، فتمر الدقائق، وأحياناً لا يأتى إلا بعد نصف ساعة أو ساعة ، ولا يحمل على وجهه أى علامة تدل على الاعتذار، وعندما أسأله : ما الذى أخرك ؟ يجيبنى بكل بساطة : المواصلات ! ويعلم الله أن المواصلات بريئة من تهاونه ولا مبالاته . فلو أنه نزل من منزله قبل الموعد بوقت كاف لجاء فيه تماماً ، أو فعل كما أفعل أنا ، وجاء قبله !

إن احترام الوقت ليس فقط جزءاً من احترام الذات ، وإنما هو عامل أساسى فى إنجاز الأعمال ، ونجاح الأفراد ، وتقدم المجتمعات .

وصديقى الآخر ، صاحب شركة لها فروع ، قال لى يوماً : حدثنى فلان أن أعين ابنه خريج الجامعة ، فى أحد فروع الشركة ، بعد أن راح يشكو لى من كثرة الأبناء ، وثقل تكاليفهم ، وثمن العلاج والدواء حتى حددت له موعداً يقابلنى فيه ابنه وبالفعل جلست أنتظره بعد أن قلت للسكرتيرة أن تدخله على الفور بمجرد وصوله . . ومرت أكثر من ساعة ، لم أعط فيها لأحد موعداً آخر ، كما ألغيت لقاء بعض الأشخاص المهمين .. وأخيراً جاء " المحروس " بدون مبالاة . . فاعتذرت له عن عدم وجود عمل لدى ، مع أن قلبى كان يتقطع على والده المسكين !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy