عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
مشكلة تقييم الأداء صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
السبت, 28 مارس 2020 16:28

 

 

 

 

 

مشكلة تقييم الأداء


فى كل بلاد العالم ، توجد مقاييس لتقييم الأداء . وهى إما بالدرجات (ممتاز – جيد – مقبول – ضعيف ...) أو بالأرقام والنسب المئوية أو العشرية. وهناك أشخاص محايدون ، أو الأصل فيهم أن يكونوا كذلك ، يمرون على الهيئات والمصالح الحكومية والشركات لكى يتابعوا أداءها ، ويسجلوا كفاءتها فى العمل ، كما يرصدوا أيضاً مدى التهاون أو الإهمال أو التسيب الموجود بها . ثم يرفعوا هذه التقارير إلى جهات عليا ، يكون من حقها مساءلة هذه الجهات ، وأحياناً ما يتم نشر نتائج هذا التقييم فى مجالات متخصصة أو حتى فى جرائد يومية أو أسبوعية لكى يقف المواطن العادى على سرعة وكفاءة دولاب العمل فى بلاده .

أما نحن فى مصر ، فما زال هذا التقييم غائباً أو للإنصاف شبه غائب. والمشكلة الرئيسية التى تعترض وجوده ترجع فى المقام الأول إلى عامل نفسى . تصور ! ! يقوم على أساس أن الإنسان المصرى تربى على أن يغضب أو يستنكف من أن يقيّمه شخص آخر . فهو يعمل فى تخصصه ، الذى يأخذه عادة عمن قبله ، ولا يسأل نفسه أبداً إذا كان أسلوب هذا العمل صحيحاً أم معيباً ، وإذا كان صحيحاً فهل هو منتج أم لا ؟ وإذا كان منتجاً فهل يوجد منهج آخر يجعله أكثر إنتاجاً ؟ وهكذا تمضى الأعمال وهى كما هى على حالها منذ عشرات بل مئات السنين .

ومما يذكر فى هذا الصدد أن محمد على باشا عندما أرسل بعثات من المصريين ليتعلموا فى أوربا ، قابل أحدهم ، وكان ممن درس الزراعة . وقد غضب جداً وقال له : كيف يا أستاذ تذهب إلى الغرب لتتعلم مهنة يجيدها آباؤك وأجدادك منذ آلاف السنين . وخرج الشاب محبطاً ، وظلت الزراعة على حالها بالشادوف والمحراث والبقرة التى تجرها حتى سنوات قليلة جداً . ولم تحدث الاستفادة الهائلة فى مجال الزراعة إلا عندما فتح المصريون عيونهم على أساليبها الحديثة فى الخارج ، ونقلوها إلى بلادنا .

وفى المدارس ، ما زال (المفتش) ، وقد أصبحنا نطلق عليه (الموجه) حتى لا نجرح أيضاً إحساس المدرس ، يقوم بهذا الدور . أى ملاحظة مستوى أداء المدرسين، ومدى إنتاجيتهم فى الفصول .  لكننا نعلم جميعاً مدى كراهة المدرسين  للمفتش أو الموجه ، وتحملهم

زيارته تحت ضغط نفسى هائل . وفى رأيى أن بعض المفتشين يتجاوز حدود مهمته فيقوم بالتدخل فى الحصة ويحرج المدرس أمام تلاميذه، مع أن المفروض أن يجلس فقط ويستمع ويشاهد ، ويسجل ملاحظاته بينه وبين نفسه ، ثم يعطى نسخة منها للمدرس ، فى حين يحتفظ بنسخة أخرى للإدارة .

وهذا يقودنا إلى وظائف لجان المتابعة ، التى كان من الممكن أن تقوم بمسئولية لجان تقييم الأداء ، لولا أنها لا تسجل إلا العيوب فقط ، ولا تهتم أبداً بالجوانب الصحيحة أو الجيدة فى الجهة التى تزروها . وهكذا أصبح الحال يشبه العسكرى الذى نخوف به الأولاد ، بدلاً من أن نعودهم على اللجوء إليه عند الأزمات.

وتبقى المشكلة الرئيسية فى أن العالم كله أصبح يتطلب شهادة تقييم الأداء ، وشهادة جودة . وهذا يعنى أننا ينبغى أن نسرع بتوفيرهما فى كل ما نقوم به . وأحب أن أطمئن الكثيرين إلى أن الأداء عندنا ليس سيئاً فى كل المجالات ، بل إننى متفائل من أنه سوف يبيض وجوهنا فى العديد من الأنشطة التى يمارسها أبناء مصر المخلصون .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مشكلة تقييم الأداء


فى كل بلاد العالم ، توجد مقاييس لتقييم الأداء . وهى إما بالدرجات (ممتاز – جيد – مقبول – ضعيف ...) أو بالأرقام والنسب المئوية أو العشرية. وهناك أشخاص محايدون ، أو الأصل فيهم أن يكونوا كذلك ، يمرون على الهيئات والمصالح الحكومية والشركات لكى يتابعوا أداءها ، ويسجلوا كفاءتها فى العمل ، كما يرصدوا أيضاً مدى التهاون أو الإهمال أو التسيب الموجود بها . ثم يرفعوا هذه التقارير إلى جهات عليا ، يكون من حقها مساءلة هذه الجهات ، وأحياناً ما يتم نشر نتائج هذا التقييم فى مجالات متخصصة أو حتى فى جرائد يومية أو أسبوعية لكى يقف المواطن العادى على سرعة وكفاءة دولاب العمل فى بلاده .

أما نحن فى مصر ، فما زال هذا التقييم غائباً أو للإنصاف شبه غائب. والمشكلة الرئيسية التى تعترض وجوده ترجع فى المقام الأول إلى عامل نفسى . تصور ! ! يقوم على أساس أن الإنسان المصرى تربى على أن يغضب أو يستنكف من أن يقيّمه شخص آخر . فهو يعمل فى تخصصه ، الذى يأخذه عادة عمن قبله ، ولا يسأل نفسه أبداً إذا كان أسلوب هذا العمل صحيحاً أم معيباً ، وإذا كان صحيحاً فهل هو منتج أم لا ؟ وإذا كان منتجاً فهل يوجد منهج آخر يجعله أكثر إنتاجاً ؟ وهكذا تمضى الأعمال وهى كما هى على حالها منذ عشرات بل مئات السنين .

ومما يذكر فى هذا الصدد أن محمد على باشا عندما أرسل بعثات من المصريين ليتعلموا فى أوربا ، قابل أحدهم ، وكان ممن درس الزراعة . وقد غضب جداً وقال له : كيف يا أستاذ تذهب إلى الغرب لتتعلم مهنة يجيدها آباؤك وأجدادك منذ آلاف السنين . وخرج الشاب محبطاً ، وظلت الزراعة على حالها بالشادوف والمحراث والبقرة التى تجرها حتى سنوات قليلة جداً . ولم تحدث الاستفادة الهائلة فى مجال الزراعة إلا عندما فتح المصريون عيونهم على أساليبها الحديثة فى الخارج ، ونقلوها إلى بلادنا .

وفى المدارس ، ما زال (المفتش) ، وقد أصبحنا نطلق عليه (الموجه) حتى لا نجرح أيضاً إحساس المدرس ، يقوم بهذا الدور . أى ملاحظة مستوى أداء المدرسين، ومدى إنتاجيتهم فى الفصول .  لكننا نعلم جميعاً مدى كراهة المدرسين  للمفتش أو الموجه ، وتحملهم

زيارته تحت ضغط نفسى هائل . وفى رأيى أن بعض المفتشين يتجاوز حدود مهمته فيقوم بالتدخل فى الحصة ويحرج المدرس أمام تلاميذه، مع أن المفروض أن يجلس فقط ويستمع ويشاهد ، ويسجل ملاحظاته بينه وبين نفسه ، ثم يعطى نسخة منها للمدرس ، فى حين يحتفظ بنسخة أخرى للإدارة .

وهذا يقودنا إلى وظائف لجان المتابعة ، التى كان من الممكن أن تقوم بمسئولية لجان تقييم الأداء ، لولا أنها لا تسجل إلا العيوب فقط ، ولا تهتم أبداً بالجوانب الصحيحة أو الجيدة فى الجهة التى تزروها . وهكذا أصبح الحال يشبه العسكرى الذى نخوف به الأولاد ، بدلاً من أن نعودهم على اللجوء إليه عند الأزمات.

وتبقى المشكلة الرئيسية فى أن العالم كله أصبح يتطلب شهادة تقييم الأداء ، وشهادة جودة . وهذا يعنى أننا ينبغى أن نسرع بتوفيرهما فى كل ما نقوم به . وأحب أن أطمئن الكثيرين إلى أن الأداء عندنا ليس سيئاً فى كل المجالات ، بل إننى متفائل من أنه سوف يبيض وجوهنا فى العديد من الأنشطة التى يمارسها أبناء مصر المخلصون .

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy