عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
كيف نحرك الركود صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 13 مارس 2020 15:09

 

 

كيف نحرك الركود


عندما تكون هناك بركة ماء راكدة ، لابد لكى تحركها أن تلقى فيها بحجر. وبالطبع على قدر مساحة البركة وعمق مائها ، ينبغى أن تكون ضخامة الحجر ، وشدة القذف به . ماذا يعنى ذلك ؟ يعنى أن الركود الاقتصادى الذى شهده مجتمعنا فى الفترة الأخيرة يحتاج إلى هزة قوية تتمثل فى مجموعة حلول جديدة وغير تقليدية ، وبالطبع لا يمكن أن يخرج حل جديد ومبتكر من عقول تقليدية ، نشأت وتربت فى جو روتينى ، لا ترى فى الإمكان أبدع مما كان . وعلينا أن نعترف أن الاقتصاد العالمى يتطور بصورة سريعة جداً ، ربما أكثر من أى قطاع آخر ، وأن فلسفته فى عشر السنوات الأخيرة من القرن العشرين تختلف بالضرورة عن فلسفته فى عشر السنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين . فإذا تأملنا الخريطة الاقتصادية وجدنا أن هناك عقولاً اقتصادية متميزة استطاعت أن تحقق طفرات هائلة خلال القرن العشرين ، أى فى الوقت الذى ظل فيه اقتصادنا دائراً فى فلك تقليدى خالص ، ودعونا نسترجع معاً مثالاً من مصر . فبينما كان النظام الاشتراكى هو السائد لدينا فى الستينيات، سمح - على نحو استثنائى - لشركة المقاولون العرب بالحركة داخل مصر وخارجها ، وكان نجاحها نموذجاً يمكن أن يقاس عليه ، لكننا أبقينا النهج الاشتراكى فى الاقتصاد، حتى ثبت فشله تماماً ، بينما ظلت تلك التجربة الرأسمالية ناجحة إلى جواره . مثال آخر : فى هونج كونج استطاعت الرأسمالية الغربية أن تقيم تجربة اقتصادية شديدة النجاح والتألق إلى جوار النظام الشيوعى فى الصين ، وكأنهم كانوا يريدون أن يقولوا لهم : هذا هو نظامنا فكيف النظام عندكم ؟ ؟ ناطحات السحاب وأضواء النيون تتألق فى سماء هونج كونج بينما الصين الشاسعة لا تضئ سوى الشموع فى أكواخها ! لكن كل ذلك تغير ، وهو لم يتغير بالصدفة أو بالتواكل ، وإنما من خلال الوعى الجيد بطرق الاستثمار ومناهجه . فقد اتجهت الصين إلى (ابتكار) أسلوب رأسمالى ديناميكى فى إطار نظامها الشيوعى ، ولعلها كانت أكثر ذكاء من روسيا ، التى أسقط فى يدها ، فلم تتمكن من تغيير نمط تفكيرها القديم حتى اليوم ، فظلت حبيسة عقولها التقليدية التى نشأت فى الروتين الجامد . ومن نعمة الله علينا فى مصر أننا لسنا أسرى نظام شيوعى أو اشتراكى كما هو الحال فى تلك البلاد ، وهذا يعنى أننا أحرار فيما يمكن أن نتخذه من قرارات ، أو نتفق عليه من توجهات . لكن ذلك كله متوقف على ظهور عقليات جديدة ، ذات طابع ابتكارى ، يمكنها أن تقف على حقيقة الواقع المصرى ، وفى نفس الوقت تكون منفتحة على ما يجرى فى العالم . ومن المعلوم أن من أهم سمات العقلية الابتكارية أنها لا تحصر نفسها فى حدود المكان ، كما أنها لا تقصر نظرتها على اليوم ، وإنما تتجاوز هذا وذاك إلى المكان الفسيح والمستقبل البعيد . بقيت نقطة أخيرة هامة وهى أن العقلية الابتكارية إذا كانت توجد بين الشيوخ بنسبة معينة ، فإنها تتوافر بين جيل الشباب بنسب أكبر . والخلاصة أنه من مجموع تلك العقليات سوف يوجد الحجر الذى يحرك البركة الراكدة .

 

كيف نحرك الركود


عندما تكون هناك بركة ماء راكدة ، لابد لكى تحركها أن تلقى فيها بحجر. وبالطبع على قدر مساحة البركة وعمق مائها ، ينبغى أن تكون ضخامة الحجر ، وشدة القذف به . ماذا يعنى ذلك ؟ يعنى أن الركود الاقتصادى الذى شهده مجتمعنا فى الفترة الأخيرة يحتاج إلى هزة قوية تتمثل فى مجموعة حلول جديدة وغير تقليدية ، وبالطبع لا يمكن أن يخرج حل جديد ومبتكر من عقول تقليدية ، نشأت وتربت فى جو روتينى ، لا ترى فى الإمكان أبدع مما كان . وعلينا أن نعترف أن الاقتصاد العالمى يتطور بصورة سريعة جداً ، ربما أكثر من أى قطاع آخر ، وأن فلسفته فى عشر السنوات الأخيرة من القرن العشرين تختلف بالضرورة عن فلسفته فى عشر السنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين . فإذا تأملنا الخريطة الاقتصادية وجدنا أن هناك عقولاً اقتصادية متميزة استطاعت أن تحقق طفرات هائلة خلال القرن العشرين ، أى فى الوقت الذى ظل فيه اقتصادنا دائراً فى فلك تقليدى خالص ، ودعونا نسترجع معاً مثالاً من مصر . فبينما كان النظام الاشتراكى هو السائد لدينا فى الستينيات، سمح - على نحو استثنائى - لشركة المقاولون العرب بالحركة داخل مصر وخارجها ، وكان نجاحها نموذجاً يمكن أن يقاس عليه ، لكننا أبقينا النهج الاشتراكى فى الاقتصاد، حتى ثبت فشله تماماً ، بينما ظلت تلك التجربة الرأسمالية ناجحة إلى جواره . مثال آخر : فى هونج كونج استطاعت الرأسمالية الغربية أن تقيم تجربة اقتصادية شديدة النجاح والتألق إلى جوار النظام الشيوعى فى الصين ، وكأنهم كانوا يريدون أن يقولوا لهم : هذا هو نظامنا فكيف النظام عندكم ؟ ؟ ناطحات السحاب وأضواء النيون تتألق فى سماء هونج كونج بينما الصين الشاسعة لا تضئ سوى الشموع فى أكواخها ! لكن كل ذلك تغير ، وهو لم يتغير بالصدفة أو بالتواكل ، وإنما من خلال الوعى الجيد بطرق الاستثمار ومناهجه . فقد اتجهت الصين إلى (ابتكار) أسلوب رأسمالى ديناميكى فى إطار نظامها الشيوعى ، ولعلها كانت أكثر ذكاء من روسيا ، التى أسقط فى يدها ، فلم تتمكن من تغيير نمط تفكيرها القديم حتى اليوم ، فظلت حبيسة عقولها التقليدية التى نشأت فى الروتين الجامد . ومن نعمة الله علينا فى مصر أننا لسنا أسرى نظام شيوعى أو اشتراكى كما هو الحال فى تلك البلاد ، وهذا يعنى أننا أحرار فيما يمكن أن نتخذه من قرارات ، أو نتفق عليه من توجهات . لكن ذلك كله متوقف على ظهور عقليات جديدة ، ذات طابع ابتكارى ، يمكنها أن تقف على حقيقة الواقع المصرى ، وفى نفس الوقت تكون منفتحة على ما يجرى فى العالم . ومن المعلوم أن من أهم سمات العقلية الابتكارية أنها لا تحصر نفسها فى حدود المكان ، كما أنها لا تقصر نظرتها على اليوم ، وإنما تتجاوز هذا وذاك إلى المكان الفسيح والمستقبل البعيد . بقيت نقطة أخيرة هامة وهى أن العقلية الابتكارية إذا كانت توجد بين الشيوخ بنسبة معينة ، فإنها تتوافر بين جيل الشباب بنسب أكبر . والخلاصة أنه من مجموع تلك العقليات سوف يوجد الحجر الذى يحرك البركة الراكدة .

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy