عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
سيارات السرفيس صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 06 مارس 2020 15:01

سيارات السرفيس


لى صديق لا ينتهى غضبه من سيارات السرفيس ، فهو يرى أنها هى التى أفسدت الشوارع ، وتسببت فى فوضى المرور ، وزادت من نسبة الحوادث ، ويقول إن الذين يقودونها شباب متهور ، وأحياناً صبية غير مسئولين ، وغالباً ما تكون أخلاقهم سيئة ، ومعاملتهم للجمهور فى غاية القسوة ، وانعدام الأدب والذوق . والحل لديه أن يتم على الفور إيقاف العمل بها ، ومنعها تماماً من نقل الركاب .

قلت له : ينبغى أن تكون منصفاً . فقد حملت هذه السيارات بعض العبء عن أوتوبيسات النقل العام ، التى كنا نشاهدها فى الستينات والسبعينات وهى منبعجة بالركاب ، متباطئة فى توصيلهم ، متأخرة دائماً عن موعد قيامها ووصولها ، وكثيراً ما كان الواقف على محطاتها ينتظر بالساعة والاثنتين ، ولا يتمكن من الركوب إما لأن الأتوبيس لا يصل ، أو لأنه يصل كامل العدد ، بل ومسدود الأبواب من كثرة المتعلقين بها ، والذين أخرجوا أنصاف أجسادهم من الشبابيك !

اختفت تماماً هذه المناظر الكئيبة ، وأصبح الأتوبيس معقولاً إلى حد كبير ، بل إن خدمته تحسنت ، وأصبحت هناك خطوط بها أتوبيسات مكيفة بأجر أعلى ، ولها جمهورها . فما الذى حدث على الرغم من زيادة أعداد الركاب ؟ لا شك أن سيارات السرفيس هى التى أنقذت الموقف ، واستوعبت تلك الأعداد الغفيرة من الركاب : تنقلهم من منازلهم إلى أماكن عملهم وبالعكس بمبلغ يزيد قليلاً عن ثمن تذكرة الأتوبيس ، لكن الراكب يضمن فيها على الأقل مكاناً يجلس فيه ، وبذلك يصون كرامة جسده من زحام الآخرين .

إذن يبقى الاستخدام غير المنضبط لهذه السيارات . كيف نحصرها؟ ونضع لكل منها رقماً واضحاً ، وعلى كل منها خط سير معلوم ، ونحدد لها محطات الوقوف ، ونتابع سائقيها حتى لا يتجاوزوا فى القيادة ، أو معاملة الجمهور ، وليس هذا مستحيلاً على رجال المرور ، الذين يبذلون جهداً خارقاً من أجل تنظيمه وسيولته ، ويستحقون منا كل الشكر والتقدير . ولكننا نحتاج فقط إلى مزيد من انضباط هذه السيارات التى تتصرف فى الغالب بصورة عشوائية ، فتنطلق بسرعة ، وتتوقف فجأة، وقلما تسير فى خط مستقيم .

قال صديقى : إنك متفائل ، فإن ما بدأ عشوائياً سيظل عشوائياً . ثم أضاف : يكفى أن تركب إحدى هذه السيارات ليفرض عليك فيها شريط تسجيل صارخ الصوت وملئ بالأغانى الهابطة ، حتى أن أذنك تكاد تفقد قدرتها على السمع . ساعتها حمدت الله على أنى لا أستخدم سيارات السرفيس ، ودعوته تعالى أن يهدى سائقيها إلى سواء السبيل!

 

 

سيارات السرفيس


لى صديق لا ينتهى غضبه من سيارات السرفيس ، فهو يرى أنها هى التى أفسدت الشوارع ، وتسببت فى فوضى المرور ، وزادت من نسبة الحوادث ، ويقول إن الذين يقودونها شباب متهور ، وأحياناً صبية غير مسئولين ، وغالباً ما تكون أخلاقهم سيئة ، ومعاملتهم للجمهور فى غاية القسوة ، وانعدام الأدب والذوق . والحل لديه أن يتم على الفور إيقاف العمل بها ، ومنعها تماماً من نقل الركاب .

قلت له : ينبغى أن تكون منصفاً . فقد حملت هذه السيارات بعض العبء عن أوتوبيسات النقل العام ، التى كنا نشاهدها فى الستينات والسبعينات وهى منبعجة بالركاب ، متباطئة فى توصيلهم ، متأخرة دائماً عن موعد قيامها ووصولها ، وكثيراً ما كان الواقف على محطاتها ينتظر بالساعة والاثنتين ، ولا يتمكن من الركوب إما لأن الأتوبيس لا يصل ، أو لأنه يصل كامل العدد ، بل ومسدود الأبواب من كثرة المتعلقين بها ، والذين أخرجوا أنصاف أجسادهم من الشبابيك !

اختفت تماماً هذه المناظر الكئيبة ، وأصبح الأتوبيس معقولاً إلى حد كبير ، بل إن خدمته تحسنت ، وأصبحت هناك خطوط بها أتوبيسات مكيفة بأجر أعلى ، ولها جمهورها . فما الذى حدث على الرغم من زيادة أعداد الركاب ؟ لا شك أن سيارات السرفيس هى التى أنقذت الموقف ، واستوعبت تلك الأعداد الغفيرة من الركاب : تنقلهم من منازلهم إلى أماكن عملهم وبالعكس بمبلغ يزيد قليلاً عن ثمن تذكرة الأتوبيس ، لكن الراكب يضمن فيها على الأقل مكاناً يجلس فيه ، وبذلك يصون كرامة جسده من زحام الآخرين .

إذن يبقى الاستخدام غير المنضبط لهذه السيارات . كيف نحصرها؟ ونضع لكل منها رقماً واضحاً ، وعلى كل منها خط سير معلوم ، ونحدد لها محطات الوقوف ، ونتابع سائقيها حتى لا يتجاوزوا فى القيادة ، أو معاملة الجمهور ، وليس هذا مستحيلاً على رجال المرور ، الذين يبذلون جهداً خارقاً من أجل تنظيمه وسيولته ، ويستحقون منا كل الشكر والتقدير . ولكننا نحتاج فقط إلى مزيد من انضباط هذه السيارات التى تتصرف فى الغالب بصورة عشوائية ، فتنطلق بسرعة ، وتتوقف فجأة، وقلما تسير فى خط مستقيم .

قال صديقى : إنك متفائل ، فإن ما بدأ عشوائياً سيظل عشوائياً . ثم أضاف : يكفى أن تركب إحدى هذه السيارات ليفرض عليك فيها شريط تسجيل صارخ الصوت وملئ بالأغانى الهابطة ، حتى أن أذنك تكاد تفقد قدرتها على السمع . ساعتها حمدت الله على أنى لا أستخدم سيارات السرفيس ، ودعوته تعالى أن يهدى سائقيها إلى سواء السبيل!

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy