عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
سر تقدم الأمم صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 06 مارس 2020 14:44

سر تقدم الأمم

قال أحدنا : المشكلة تتمثل فى ضرورة امتلاك قوة عسكرية هائلة، تردع من تسول له نفسه الاعتداء علينا ، أو المساس بحقوقنا ، وبالتالى حقوق أصدقائنا . وهنا رد الثانى قائلاً : طيب ، وكيف تنظر إلى حالة روسيا الآن ، فإن لديها مخزوناً من السلاح يكفى لتدمير العالم كله ، وليس فقط تدمير من يعاديها ؟ لكنها على الرغم من ذلك السلاح تكاد تفتقد أى تأثير ، ولا قدرة لها على تحريك السياسة الدولية . وبهدوء تدخل الثالث قائلاً : يا جماعة ليست القوة العسكرية هى كل شئ وإنما القوة الاقتصادية هى التى تفرض الاحترام على الجميع ، وليس من الخطأ أبداً المثل المصرى الذى يقول " اللى معاه جنيه يساوى جنيه " وعاد الأول يقول : لكن القوة الاقتصادية وحدها لا تكفى، فهى تجعل أى بلد يمتلكها وحدها مسلوب الإرادة السياسية ، ولدينا اليابان وألمانيا ، كل منهما قوة اقتصادية هائلة ، لكن لا يوجد لها أيضاً أى تأثير فى السياسة الدولية ، وأقصد بالتأثير هنا المبادرة لتحقيق فكرة ، أو تنفيذ رؤية معينة . وكان رابعنا يجلس غير مهتم بما نتحدث فيه ، فسألناه عن رأيه فقال : إنكم تنظرون إلى عوامل القوة من منظور ضيق ، فالقوة لها وجوه كثيرة ، منها القوة العسكرية ، ومنها القوة الاقتصادية ، لكن إلى جانب ذلك توجد قوة العلاقات التى تستطيع الدولة أن تقيمها مع أكبر عدد ممكن من دول العالم ، وبذلك تضمن تواجدها عند اتخاذ القرارات المصيرية ، أو حتى المشاركة فيها . وخذوا مثالاً على ذلك أسبانيا . . فهى دولة متواضعة فى داخل أوربا ، ولكنها ناجحة جداً فى إرساء علاقات ثابتة ومتطورة مع سائر دول العالم ، ونادراً ما يحدث تجاهلها. وظهر لنا بالفعل صواب هذا الرأى ، لكننا عدنا نتساءل بدهشة عما جرى ويجرى لروسيا التى كان العالم يتوقع أن تظل محافظة على التوازن العالمى ، الذى يعتمد على تعدد الأقطاب ، أى ضرورة تواجد قوتين ، أو أكثر لكى لا تنفرد قوة واحدة بالعالم ، وبالتالى يتحول الخطأ الواحد منها إلى كارثة.

الواقع أن روسيا معذورة ، فقد ورثت تركة مثقلة بالأخطاء الفادحة والفاحشة عن الاتحاد السوفيتى . ويكفى أن نشير هنا إلى كبت الحريات ، وشيوع الرشوة ، وهما عيبان ظلا ينخران فى بنيان الاتحاد السوفيتى حتى تهاوت قوائمه ، ولم يعد فيما يبدو قادراً على النهوض ، فضلاً عن ملاحقة العالم الغربى الذى كان يرتعش منه.

أما الصين فقد تعلمت الدرس جيداً . فهى تعمل على النهوض باقتصادها بينما تحافظ فى نفس الوقت على قوتها العسكرية التى لا يستهان بها . ولأننا لا نعرف جيداً ما يحدث فيها من الداخل ، نظراً لندرة المعلومات عن المجتمع الصينى ! فإننا نتوقع أن الرشوة على الأقل ليست واسعة الانتشار كما كانت عليه فى الاتحاد السوفيتى . .

قال أحدنا : أن الوعى بهذه الأمور ينبغى أن نغرسه لدى الأجيال الناشئة ، حتى يكونوا قادرين على تمييز الأمور ، وإصدار الحكم الصائب فيها . لكن الآخر رد عليه متسائلاً : وفى أى مادة دراسية يمكن أن تضع ذلك. أجابه الثالث على الفور: فى مادة جديدة نطلق عليها : " سر تقدم الأمم " ! !

 

سر تقدم الأمم

قال أحدنا : المشكلة تتمثل فى ضرورة امتلاك قوة عسكرية هائلة، تردع من تسول له نفسه الاعتداء علينا ، أو المساس بحقوقنا ، وبالتالى حقوق أصدقائنا . وهنا رد الثانى قائلاً : طيب ، وكيف تنظر إلى حالة روسيا الآن ، فإن لديها مخزوناً من السلاح يكفى لتدمير العالم كله ، وليس فقط تدمير من يعاديها ؟ لكنها على الرغم من ذلك السلاح تكاد تفتقد أى تأثير ، ولا قدرة لها على تحريك السياسة الدولية . وبهدوء تدخل الثالث قائلاً : يا جماعة ليست القوة العسكرية هى كل شئ وإنما القوة الاقتصادية هى التى تفرض الاحترام على الجميع ، وليس من الخطأ أبداً المثل المصرى الذى يقول " اللى معاه جنيه يساوى جنيه " وعاد الأول يقول : لكن القوة الاقتصادية وحدها لا تكفى، فهى تجعل أى بلد يمتلكها وحدها مسلوب الإرادة السياسية ، ولدينا اليابان وألمانيا ، كل منهما قوة اقتصادية هائلة ، لكن لا يوجد لها أيضاً أى تأثير فى السياسة الدولية ، وأقصد بالتأثير هنا المبادرة لتحقيق فكرة ، أو تنفيذ رؤية معينة . وكان رابعنا يجلس غير مهتم بما نتحدث فيه ، فسألناه عن رأيه فقال : إنكم تنظرون إلى عوامل القوة من منظور ضيق ، فالقوة لها وجوه كثيرة ، منها القوة العسكرية ، ومنها القوة الاقتصادية ، لكن إلى جانب ذلك توجد قوة العلاقات التى تستطيع الدولة أن تقيمها مع أكبر عدد ممكن من دول العالم ، وبذلك تضمن تواجدها عند اتخاذ القرارات المصيرية ، أو حتى المشاركة فيها . وخذوا مثالاً على ذلك أسبانيا . . فهى دولة متواضعة فى داخل أوربا ، ولكنها ناجحة جداً فى إرساء علاقات ثابتة ومتطورة مع سائر دول العالم ، ونادراً ما يحدث تجاهلها. وظهر لنا بالفعل صواب هذا الرأى ، لكننا عدنا نتساءل بدهشة عما جرى ويجرى لروسيا التى كان العالم يتوقع أن تظل محافظة على التوازن العالمى ، الذى يعتمد على تعدد الأقطاب ، أى ضرورة تواجد قوتين ، أو أكثر لكى لا تنفرد قوة واحدة بالعالم ، وبالتالى يتحول الخطأ الواحد منها إلى كارثة.

الواقع أن روسيا معذورة ، فقد ورثت تركة مثقلة بالأخطاء الفادحة والفاحشة عن الاتحاد السوفيتى . ويكفى أن نشير هنا إلى كبت الحريات ، وشيوع الرشوة ، وهما عيبان ظلا ينخران فى بنيان الاتحاد السوفيتى حتى تهاوت قوائمه ، ولم يعد فيما يبدو قادراً على النهوض ، فضلاً عن ملاحقة العالم الغربى الذى كان يرتعش منه.

أما الصين فقد تعلمت الدرس جيداً . فهى تعمل على النهوض باقتصادها بينما تحافظ فى نفس الوقت على قوتها العسكرية التى لا يستهان بها . ولأننا لا نعرف جيداً ما يحدث فيها من الداخل ، نظراً لندرة المعلومات عن المجتمع الصينى ! فإننا نتوقع أن الرشوة على الأقل ليست واسعة الانتشار كما كانت عليه فى الاتحاد السوفيتى . .

قال أحدنا : أن الوعى بهذه الأمور ينبغى أن نغرسه لدى الأجيال الناشئة ، حتى يكونوا قادرين على تمييز الأمور ، وإصدار الحكم الصائب فيها . لكن الآخر رد عليه متسائلاً : وفى أى مادة دراسية يمكن أن تضع ذلك. أجابه الثالث على الفور: فى مادة جديدة نطلق عليها : " سر تقدم الأمم " ! !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy