عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
رش الشوارع صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 06 مارس 2020 14:36

رش الشوارع


يقال فى الأمثال المصرية أن رش الماء عداوة . والمقصود رشّه على شخص ، مع أننى لا أعرف تماماً لماذا يكون هذا الفعل عداوة ، مع أنه فى الصيف بصفة خاصة يمكن أن يخفف من حرارة الجسم ، ويرطب البدن ؟ المهم ليس هذا هو الموضوع ، وإنما الذى ألاحظه هو قيام أصحاب المقاهى ، والمحلات وأحياناً أصحاب البيوت برش الماء فى الشوارع التى أمامهم ، وبالطبع هم يهدفون بذلك إلى أمرين : أولاً ترطيب المكان وخاصة فى الصيف ، وثانياً إخماد التراب حتى لا تثيره الأرجل العابرة . . وبالطبع كلنا يشاهد ( الخراطيم ) التى تستخدم فى هذا العمل ، وكمية المياه – المقتطعة من مياه الشرب – اللازمة لذلك .

من المؤكد أن الذين يقومون بهذا العمل ( الأهوج ) لا يدركون مدى حاجة المجتمع إلى كل قطرة ماء ، ولا يستشعرون حجم الخطر الذى تتوقعه المنطقة العربية كلها فى السنوات المقبلة من قلة موارد المياه ، وارتفاع ثمنها ، حتى يقال إنها سوف تعادل سعر البترول ، بل إنها قد تعلو عليه !

إن الماء هو الحياة . وبالتالى فإن الحفاظ على الماء يعد حفاظاً على الحياة ، وصيانة لها . لذلك ينبغى – وعلى الفور – أن يمارس السادة المحافظون سلطاتهم فى منع هذا التبذير فى مياه الشرب ، الذى يلقى فى الشوارع بدون حساب ، وكل الغرض منه أن يرطب الجو أمام الجالسين على المقاهى ، أو يمنع التراب المتناثر . وأقول لنفسى : بدلاً من أن يكرر هؤلاء رش المناطق التى أمامهم فى الشارع يمكنهم أن يقوموا بإزالة التراب منه ، أو يعملوا على رصفه بالتعاون مع بعضهم البعض ، خاصة ، فى حالة عجز البلدية ، وبذلك فإنهم يساهمون فى نظافة البيئة المحيطة بهم ، وتنقية الهواء الذى يتنفسونه . .

وإنه فعلاً لأمر عجيب . أن يترك الناس التراب يتراكم فى شوارعهم ، ويظلون – بدون نهاية – يقومون برشّه ، ويذكرنى ذلك بأسطورة تسمى أسطورة سيزيف . وفيها حكمت آلهة الإغريق القديمة على سيزيف الإنسان عقاباً له على إفشاء الأسرار بأن يحمل صخرة على كتفيه ، ويصعد بها تلاً ، فإذا وصل إلى قمته ، نزل من الناحية الأخرى، ويظل يكرر الصعود والهبوط بدون نهاية . .

وهكذا يبدو لى رشاشو الشوارع بالماء ، الذى عالجته الدولة لكى نشربه، والفارق الوحيد بينهم وبين سيزيف أنهم هم الذين أنزلوا هذا العقاب بأنفسهم . . بعد أن تركوا الأتربة تملأ الشوارع التى أمام ممتلكاتهم ، ثم راحوا يرشونها بالماء كل يوم !

 

رش الشوارع


يقال فى الأمثال المصرية أن رش الماء عداوة . والمقصود رشّه على شخص ، مع أننى لا أعرف تماماً لماذا يكون هذا الفعل عداوة ، مع أنه فى الصيف بصفة خاصة يمكن أن يخفف من حرارة الجسم ، ويرطب البدن ؟ المهم ليس هذا هو الموضوع ، وإنما الذى ألاحظه هو قيام أصحاب المقاهى ، والمحلات وأحياناً أصحاب البيوت برش الماء فى الشوارع التى أمامهم ، وبالطبع هم يهدفون بذلك إلى أمرين : أولاً ترطيب المكان وخاصة فى الصيف ، وثانياً إخماد التراب حتى لا تثيره الأرجل العابرة . . وبالطبع كلنا يشاهد ( الخراطيم ) التى تستخدم فى هذا العمل ، وكمية المياه – المقتطعة من مياه الشرب – اللازمة لذلك .

من المؤكد أن الذين يقومون بهذا العمل ( الأهوج ) لا يدركون مدى حاجة المجتمع إلى كل قطرة ماء ، ولا يستشعرون حجم الخطر الذى تتوقعه المنطقة العربية كلها فى السنوات المقبلة من قلة موارد المياه ، وارتفاع ثمنها ، حتى يقال إنها سوف تعادل سعر البترول ، بل إنها قد تعلو عليه !

إن الماء هو الحياة . وبالتالى فإن الحفاظ على الماء يعد حفاظاً على الحياة ، وصيانة لها . لذلك ينبغى – وعلى الفور – أن يمارس السادة المحافظون سلطاتهم فى منع هذا التبذير فى مياه الشرب ، الذى يلقى فى الشوارع بدون حساب ، وكل الغرض منه أن يرطب الجو أمام الجالسين على المقاهى ، أو يمنع التراب المتناثر . وأقول لنفسى : بدلاً من أن يكرر هؤلاء رش المناطق التى أمامهم فى الشارع يمكنهم أن يقوموا بإزالة التراب منه ، أو يعملوا على رصفه بالتعاون مع بعضهم البعض ، خاصة ، فى حالة عجز البلدية ، وبذلك فإنهم يساهمون فى نظافة البيئة المحيطة بهم ، وتنقية الهواء الذى يتنفسونه . .

وإنه فعلاً لأمر عجيب . أن يترك الناس التراب يتراكم فى شوارعهم ، ويظلون – بدون نهاية – يقومون برشّه ، ويذكرنى ذلك بأسطورة تسمى أسطورة سيزيف . وفيها حكمت آلهة الإغريق القديمة على سيزيف الإنسان عقاباً له على إفشاء الأسرار بأن يحمل صخرة على كتفيه ، ويصعد بها تلاً ، فإذا وصل إلى قمته ، نزل من الناحية الأخرى، ويظل يكرر الصعود والهبوط بدون نهاية . .

وهكذا يبدو لى رشاشو الشوارع بالماء ، الذى عالجته الدولة لكى نشربه، والفارق الوحيد بينهم وبين سيزيف أنهم هم الذين أنزلوا هذا العقاب بأنفسهم . . بعد أن تركوا الأتربة تملأ الشوارع التى أمام ممتلكاتهم ، ثم راحوا يرشونها بالماء كل يوم !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy