عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حقيبـة المدرسـة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 06 مارس 2020 14:30

حقيبـة المدرسـة


أذكر أننى من التلاميذ الذين كانوا يحملون كتبهم إلى المدرسة فى مخلاة! وأشرحها لتلاميذ اليوم فأقول إنها عبارة عن كيس من القماش المتين ، يشبه قماش الستائر ، وتمتد منه حمالتان لكى يسهل على التلميذ تعليقها فى كتفه . . وكانت المخلاة لا تقتصر فقط على حمل الكتب والكراسات والأقلام والممحاة ، بل إنها كانت تتسع أيضاً لوضع طعامى الإفطار والغذاء جنباً إلى جنب مع أدوات العلم ووسائله . .

المهم فى الموضوع أن الجدول الدراسى بالمدرسة كان منضبطاً إلى حد كبير ، فمن الثابت أنه فى يوم السبت مثلاً توجد الحصص التى تتطلب كتباً معينة ، وفى يوم الأحد كتب أخرى . وهكذا لم نكن نحمل فى المخلاة إلا الكتب المقرر دراستها فى نفس اليوم . وبالطبع كان هناك عقاب مدرسى للتلميذ الذى لا يحضر معه كتب اليوم   المحدد . .

ثم دار الزمن ، وتطورت المدرسة كثيراً ، وحلّ محل المخلاة : حقيبة بلاستيكية أو جلدية فخمة الصنع ، وطبعاً غالية الثمن ، وفيها أصبح مطلوباً من التلميذ أن يحمل -رائحاً وغادياً من المدرسة- " كل " الكتب والكراسات والأدوات بدون استثناء. لماذا ؟ لأن الجدول المدرسى غير منضبط ، فمن الممكن أن تكون هناك حصة عربى يتم إلغاؤها وتحل محلها حصة رياضيات ، ولذلك أصبح يقال للتلميذ : ضع كل كتبك فى حقيبتك حتى تكون دائماً على أهبة الاستعداد لإخراج أى كتاب يطلب منك فى   حصة مفاجئة ! !

بالطبع ثقلت حقيبة المدرسة على أكتاف التلاميذ ، وأصبحت تمثل عبئاً يمكنه أن يؤذى فقرات ظهورهم ، ويسبب لهم آلاماً فى الغضاريف، وصار التلاميذ ، الذين كانوا يسرعون خفافاً إلى المدرسة ، يسيرون إليها متثاقلين متباطئين ، ويخرجون منها متهالكين ومنهكين..

كان الله فى عون تلاميذ اليوم ! فعليهم أن يحملوا " أسفاراً " ضخمة ، وأن يحفظوا معلومات ومعلومات . . ومطلوب منهم فى الامتحان أن يعيدوا - بدون تفكير - ترديد  ما حفظوه ، حتى يحصلوا على أعلى المجاميع ، ويدخلوا ما يسمى بكليات القمة . ولاحظوا معى : كيف يصعد هذا التلميذ ، الذى أثقلته حقيبة المدرسة ، إلى القمة ؟ !

 

 

حقيبـة المدرسـة


أذكر أننى من التلاميذ الذين كانوا يحملون كتبهم إلى المدرسة فى مخلاة! وأشرحها لتلاميذ اليوم فأقول إنها عبارة عن كيس من القماش المتين ، يشبه قماش الستائر ، وتمتد منه حمالتان لكى يسهل على التلميذ تعليقها فى كتفه . . وكانت المخلاة لا تقتصر فقط على حمل الكتب والكراسات والأقلام والممحاة ، بل إنها كانت تتسع أيضاً لوضع طعامى الإفطار والغذاء جنباً إلى جنب مع أدوات العلم ووسائله . .

المهم فى الموضوع أن الجدول الدراسى بالمدرسة كان منضبطاً إلى حد كبير ، فمن الثابت أنه فى يوم السبت مثلاً توجد الحصص التى تتطلب كتباً معينة ، وفى يوم الأحد كتب أخرى . وهكذا لم نكن نحمل فى المخلاة إلا الكتب المقرر دراستها فى نفس اليوم . وبالطبع كان هناك عقاب مدرسى للتلميذ الذى لا يحضر معه كتب اليوم   المحدد . .

ثم دار الزمن ، وتطورت المدرسة كثيراً ، وحلّ محل المخلاة : حقيبة بلاستيكية أو جلدية فخمة الصنع ، وطبعاً غالية الثمن ، وفيها أصبح مطلوباً من التلميذ أن يحمل -رائحاً وغادياً من المدرسة- " كل " الكتب والكراسات والأدوات بدون استثناء. لماذا ؟ لأن الجدول المدرسى غير منضبط ، فمن الممكن أن تكون هناك حصة عربى يتم إلغاؤها وتحل محلها حصة رياضيات ، ولذلك أصبح يقال للتلميذ : ضع كل كتبك فى حقيبتك حتى تكون دائماً على أهبة الاستعداد لإخراج أى كتاب يطلب منك فى   حصة مفاجئة ! !

بالطبع ثقلت حقيبة المدرسة على أكتاف التلاميذ ، وأصبحت تمثل عبئاً يمكنه أن يؤذى فقرات ظهورهم ، ويسبب لهم آلاماً فى الغضاريف، وصار التلاميذ ، الذين كانوا يسرعون خفافاً إلى المدرسة ، يسيرون إليها متثاقلين متباطئين ، ويخرجون منها متهالكين ومنهكين..

كان الله فى عون تلاميذ اليوم ! فعليهم أن يحملوا " أسفاراً " ضخمة ، وأن يحفظوا معلومات ومعلومات . . ومطلوب منهم فى الامتحان أن يعيدوا - بدون تفكير - ترديد  ما حفظوه ، حتى يحصلوا على أعلى المجاميع ، ويدخلوا ما يسمى بكليات القمة . ولاحظوا معى : كيف يصعد هذا التلميذ ، الذى أثقلته حقيبة المدرسة ، إلى القمة ؟ !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy