عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
جوائز بدون إعلان صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 06 مارس 2020 14:20

جوائز بدون إعلان


أتمنى أن تنشأ فى مصر مثل تلك الجوائز الأدبية والثقافية التى يفاجأ من يستحقها بحصوله عليها دون أن يكون قد قدم لها إنتاجه ، وراح يسعى لكى يحصل عليها دون غيره من المتسابقين . طبعاً يتطلب الأمر تكوين جهاز متخصص فى جنس أدبى معين مثل الشعر أو الرواية أو المسرح ، يتابع من خلال لجنة من النقاد والفاحصين ما ينشر من إنتاج أدبى ، ثم يقوم بتقييمه ، والاتفاق على المتميز منه ، ومفاجأة أصحابه بإعلان أسمائهم وأعمالهم الفائزة فى يوم محدد من العام أو الشهر.. أهم ما فى مثل هذه الجوائز أنها تمنع محترفى الحصول على الجوائز بالحق أو بالباطل من ملاحقة المحكمين ، أو استخدام الواسطة، أو التزلف وإظهار الحاجة والمسكنة لكى يحصلوا على الجائزة حتى ولو لم يكن لهم حق فيها . أذكر أن شاعراً قدم إنتاجه فى إحدى الجوائز الكبرى ، وراح يدور على المحكمين قائلاً لهم إنه مريض بالقلب ، وأن أيامه فى الحياة معدودة ، ومن حقه أن يسعد بالجائزة قبل أن يموت . وقد تأثر الكثيرون بكلامه نظراًَ لكبر سنه ، وعند التصويت أعطوه أصواتهم وهم فى غاية التأثر . وبالفعل حصل صاحبنا على الجائزة ، وما زال حياً يرزق ، بينما توفى العديد ممن خدعهم بتلك الحجة الذليلة !

وقد اقترحت ذات يوم على أخى الأكبر المرحوم إبراهيم الترزى أمين مجمع اللغة العربية أن ينشئ فى المجمع عدة جوائز بدون إعلانات مسبقة : إحداها لأفضل ديوان شعر ، والثانية لأفضل رواية ، والثالثة لأفضل كتاب يتم تحقيقه من التراث العربى ، والرابعة لأفضل مسرحية ، والخامسة لأفضل مجموعة قصص قصيرة . وقلت له : إن مجمع اللغة العربية هو الأجدر بمثل هذا العمل ، بناءً على سمعته الطيبة من ناحية ، وعلى تواجد العديد من العلماء المنصفين فيه من ناحية أخرى ، كما أنه جهاز علمى منظم ، ولا ينبغى أن يقتصر نشاطه فقط على جلسات تبحث فى جذور الألفاظ ، ومدى أحقيتها فى الحياة ! وإذا كان الموت قد احتضن إبراهيم الترزى الذى تحمس كثيراً لهذا الاقتراح ، فإننى أعيد تقديمه مرة أخرى إلى رئيسه الحالى ، العالم الجليل الدكتور شوقى ضيف .

والواقع أن الدولة لم تقصر على الإطلاق فى إنشاء الجوائز الأدبية والعلمية ، وقد زادت قيمتها المادية أخيراً بصورة جيدة ، كما جاءت جائزة مبارك لتكون تتويجاً لجهود بعض الشخصيات المتميزة جداً فى مجالات الأدب والثقافة والعلوم . . وبالطبع يوجد نظام محدد للحصول على تلك الجوائز ، ويتم الترشيح لها من خلال مؤسسات محترمة ، وهى تمنح غالباً لمن يستحقها بالفعل، لكن تبقى الشكوى من المرشحين الذين لم يصادفهم الحظ السعيد . وهنا لابد من تكرار الترشيح أكثر من مرة لعل وعسى . . أما الاقتراح الذى قدمته هنا فهو يقضى تماماً على تلك الشكوى وما يرتبط بها من الحزن والإحباط . . لأن أحداً من المرشحين لا يعرف مسبقاً أنه مرشح. لذلك فإن عدم ظهور اسمه لا يحزنه على الإطلاق . بل إنه يدفعه إلى مزيد من تجويد عمله وتحسينه ، وعليه أن يؤمن بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً .

 

 

 

 

جوائز بدون إعلان


أتمنى أن تنشأ فى مصر مثل تلك الجوائز الأدبية والثقافية التى يفاجأ من يستحقها بحصوله عليها دون أن يكون قد قدم لها إنتاجه ، وراح يسعى لكى يحصل عليها دون غيره من المتسابقين . طبعاً يتطلب الأمر تكوين جهاز متخصص فى جنس أدبى معين مثل الشعر أو الرواية أو المسرح ، يتابع من خلال لجنة من النقاد والفاحصين ما ينشر من إنتاج أدبى ، ثم يقوم بتقييمه ، والاتفاق على المتميز منه ، ومفاجأة أصحابه بإعلان أسمائهم وأعمالهم الفائزة فى يوم محدد من العام أو الشهر.. أهم ما فى مثل هذه الجوائز أنها تمنع محترفى الحصول على الجوائز بالحق أو بالباطل من ملاحقة المحكمين ، أو استخدام الواسطة، أو التزلف وإظهار الحاجة والمسكنة لكى يحصلوا على الجائزة حتى ولو لم يكن لهم حق فيها . أذكر أن شاعراً قدم إنتاجه فى إحدى الجوائز الكبرى ، وراح يدور على المحكمين قائلاً لهم إنه مريض بالقلب ، وأن أيامه فى الحياة معدودة ، ومن حقه أن يسعد بالجائزة قبل أن يموت . وقد تأثر الكثيرون بكلامه نظراًَ لكبر سنه ، وعند التصويت أعطوه أصواتهم وهم فى غاية التأثر . وبالفعل حصل صاحبنا على الجائزة ، وما زال حياً يرزق ، بينما توفى العديد ممن خدعهم بتلك الحجة الذليلة !

وقد اقترحت ذات يوم على أخى الأكبر المرحوم إبراهيم الترزى أمين مجمع اللغة العربية أن ينشئ فى المجمع عدة جوائز بدون إعلانات مسبقة : إحداها لأفضل ديوان شعر ، والثانية لأفضل رواية ، والثالثة لأفضل كتاب يتم تحقيقه من التراث العربى ، والرابعة لأفضل مسرحية ، والخامسة لأفضل مجموعة قصص قصيرة . وقلت له : إن مجمع اللغة العربية هو الأجدر بمثل هذا العمل ، بناءً على سمعته الطيبة من ناحية ، وعلى تواجد العديد من العلماء المنصفين فيه من ناحية أخرى ، كما أنه جهاز علمى منظم ، ولا ينبغى أن يقتصر نشاطه فقط على جلسات تبحث فى جذور الألفاظ ، ومدى أحقيتها فى الحياة ! وإذا كان الموت قد احتضن إبراهيم الترزى الذى تحمس كثيراً لهذا الاقتراح ، فإننى أعيد تقديمه مرة أخرى إلى رئيسه الحالى ، العالم الجليل الدكتور شوقى ضيف .

والواقع أن الدولة لم تقصر على الإطلاق فى إنشاء الجوائز الأدبية والعلمية ، وقد زادت قيمتها المادية أخيراً بصورة جيدة ، كما جاءت جائزة مبارك لتكون تتويجاً لجهود بعض الشخصيات المتميزة جداً فى مجالات الأدب والثقافة والعلوم . . وبالطبع يوجد نظام محدد للحصول على تلك الجوائز ، ويتم الترشيح لها من خلال مؤسسات محترمة ، وهى تمنح غالباً لمن يستحقها بالفعل، لكن تبقى الشكوى من المرشحين الذين لم يصادفهم الحظ السعيد . وهنا لابد من تكرار الترشيح أكثر من مرة لعل وعسى . . أما الاقتراح الذى قدمته هنا فهو يقضى تماماً على تلك الشكوى وما يرتبط بها من الحزن والإحباط . . لأن أحداً من المرشحين لا يعرف مسبقاً أنه مرشح. لذلك فإن عدم ظهور اسمه لا يحزنه على الإطلاق . بل إنه يدفعه إلى مزيد من تجويد عمله وتحسينه ، وعليه أن يؤمن بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً .

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy