عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الوسائل التعليمية صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 28 فبراير 2020 16:54

الوسائل التعليمية


كنت يومها لم أتجاوز العاشرة ، وراح مدرس الجغرافيا يحاول جاهداً أن يثبت لنا فى الفصل أن الأرض كروية . وعندما أتاح لنا أن نسأل قال أحدنا إذا كانت كذلك فكيف يعيش الناس الذين يسكنون فى أسفلها هل تصبح رؤوسهم إلى أسفل ؟ وعندما قال أن الكرة الأرضية تتحرك : سألنا بسخرية الأطفال : ولماذا لا نتناثر من سطحها؟ وفى الحصة التالية أحضر المدرس نموذجاً من الكرة الأرضية ، وراح يلفه فتتحرك معه الشمس والقمر ولم تدخل عقولنا الصغيرة حينئذ تلك الفكرة ، ولكننا قلنا لأنفسنا: مادام المدرس وهو من الكبار مقتنعاً بذلك، فلابد أن تكون هذه هى الحقيقة.

وفى نفس العمر ، عرض علينا فى المعمل تجربة كيميائية ، وضع فى سائل أحمر على سائل أصفر ، فخرج سائل بنفسجى اللون . وأعجبتنا الفكرة من حيث الظاهر ، لكننا لم ندرك حينئذ تداخل الجزئيات وامتزاجها ، وخروج عناصر جديدة مختلفة الحجم والشكل واللون منها..

أما الصدمة الثالثة ، فكانت عندما أخبرنا مدرس الجيولوجيا أن عمر الأرض يتجاوز ملايين السنين ، بينما أكد لنا مدرس التاريخ أن أقدم الحضارات الإنسانية على ظهر الأرض لم تتجاوز عدة آلاف سنة ، عشرة آلاف على الأكثر . . ويومها قال أحدنا ساخراً : ومن الذى يمكنه أن يؤكد لنا صدق هذه الملايين ؟

كانت هذه المعلومات تلقى إلينا ولا نقبلها بإجماع كامل ، ولا بتصديق كاملوكان الكثير منا لا يفهم ، والكثير أيضاً يشك فيما يقال.. ولكنها بمرور الوقت ، استقرت فى أعماقنا بل إنها أصبحت جزءاً من ثقافتنا ، وأحياناً ما نحاول أن نعرضها لأبنائنا فننجح أو نفشل. المهم أن الوسائل التعليمية قد تطورت كثيراً فى العصر الحاضر، وأصبحت تساعد المدرس كثيراً فى نقل المعلومات للتلاميذ ، وفى تسهيل الفهم على هؤلاء من خلال الرؤية المباشرة للنماذج المتطورة ، أو الصور المتحركة.. وبالطبع لو كان لدينا فيلم فى الماضى عن صورة الأرض وهى ملتقطة من الفضاء الخارجى لكان قد أغنانا كثيراً عن النماذج البدائية التى كانت تعرض بها عملياً صورة الأرض وكذلك الحال فى رؤية الشلالات ، والبراكين ، والعواصف ، والبرق ، والرعد ومختلف الظواهر الطبيعية المتكررة والاستثنائية . من هنا تأتى أهمية الأفلام العلمية والتسجيلية التى ترصد نشأة الظواهر الطبيعية ، وتتبع تطورها ، وتبين تأثيرها على البيئة والإنسان.

فى تصورى أن التلفزيون التعليمى أصبح ضرورة حيوية ينبغى أن يدخل فصول التلاميذ فى المدارس ، وأن تستعين به الجامعة فى المحاضرات والمعامل . لأن الحديث عن (الشئ) لن يكون أبداً على مستوى رؤيته المباشرة ، فضلاً عن أنه يوفر على الكثير من العقول التى لا تصدق ، أو التى تشك من الاستغراب والحيرة ، ويقدم لها المعلومة وهى مصحوبة بالصوت والصورة . إن تطور التعليم مرتبط باستخدام الوسائل التعليمية وفى مقدمتها التلفزيون التعليمى ، الذى ما زلت مقتنعاً بضرورته لتطوير التعليم فى بلادنا.


الوسائل التعليمية


كنت يومها لم أتجاوز العاشرة ، وراح مدرس الجغرافيا يحاول جاهداً أن يثبت لنا فى الفصل أن الأرض كروية . وعندما أتاح لنا أن نسأل قال أحدنا إذا كانت كذلك فكيف يعيش الناس الذين يسكنون فى أسفلها هل تصبح رؤوسهم إلى أسفل ؟ وعندما قال أن الكرة الأرضية تتحرك : سألنا بسخرية الأطفال : ولماذا لا نتناثر من سطحها؟ وفى الحصة التالية أحضر المدرس نموذجاً من الكرة الأرضية ، وراح يلفه فتتحرك معه الشمس والقمر ولم تدخل عقولنا الصغيرة حينئذ تلك الفكرة ، ولكننا قلنا لأنفسنا: مادام المدرس وهو من الكبار مقتنعاً بذلك، فلابد أن تكون هذه هى الحقيقة.

وفى نفس العمر ، عرض علينا فى المعمل تجربة كيميائية ، وضع فى سائل أحمر على سائل أصفر ، فخرج سائل بنفسجى اللون . وأعجبتنا الفكرة من حيث الظاهر ، لكننا لم ندرك حينئذ تداخل الجزئيات وامتزاجها ، وخروج عناصر جديدة مختلفة الحجم والشكل واللون منها..

أما الصدمة الثالثة ، فكانت عندما أخبرنا مدرس الجيولوجيا أن عمر الأرض يتجاوز ملايين السنين ، بينما أكد لنا مدرس التاريخ أن أقدم الحضارات الإنسانية على ظهر الأرض لم تتجاوز عدة آلاف سنة ، عشرة آلاف على الأكثر . . ويومها قال أحدنا ساخراً : ومن الذى يمكنه أن يؤكد لنا صدق هذه الملايين ؟

كانت هذه المعلومات تلقى إلينا ولا نقبلها بإجماع كامل ، ولا بتصديق كاملوكان الكثير منا لا يفهم ، والكثير أيضاً يشك فيما يقال.. ولكنها بمرور الوقت ، استقرت فى أعماقنا بل إنها أصبحت جزءاً من ثقافتنا ، وأحياناً ما نحاول أن نعرضها لأبنائنا فننجح أو نفشل. المهم أن الوسائل التعليمية قد تطورت كثيراً فى العصر الحاضر، وأصبحت تساعد المدرس كثيراً فى نقل المعلومات للتلاميذ ، وفى تسهيل الفهم على هؤلاء من خلال الرؤية المباشرة للنماذج المتطورة ، أو الصور المتحركة.. وبالطبع لو كان لدينا فيلم فى الماضى عن صورة الأرض وهى ملتقطة من الفضاء الخارجى لكان قد أغنانا كثيراً عن النماذج البدائية التى كانت تعرض بها عملياً صورة الأرض وكذلك الحال فى رؤية الشلالات ، والبراكين ، والعواصف ، والبرق ، والرعد ومختلف الظواهر الطبيعية المتكررة والاستثنائية . من هنا تأتى أهمية الأفلام العلمية والتسجيلية التى ترصد نشأة الظواهر الطبيعية ، وتتبع تطورها ، وتبين تأثيرها على البيئة والإنسان.

فى تصورى أن التلفزيون التعليمى أصبح ضرورة حيوية ينبغى أن يدخل فصول التلاميذ فى المدارس ، وأن تستعين به الجامعة فى المحاضرات والمعامل . لأن الحديث عن (الشئ) لن يكون أبداً على مستوى رؤيته المباشرة ، فضلاً عن أنه يوفر على الكثير من العقول التى لا تصدق ، أو التى تشك من الاستغراب والحيرة ، ويقدم لها المعلومة وهى مصحوبة بالصوت والصورة . إن تطور التعليم مرتبط باستخدام الوسائل التعليمية وفى مقدمتها التلفزيون التعليمى ، الذى ما زلت مقتنعاً بضرورته لتطوير التعليم فى بلادنا.


التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy