عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
محـلات الخبـز صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 28 فبراير 2020 16:28

محـلات الخبـز


كنا فى الأربعينيات نشترى الخبز فى المدن من محلات متواضعة التجهيز، ومنتشرة فى كل الأحياء الشعبية. وكان بائع الخبز رجلاً طيباً، هادئ الطبع. وكان يضع (الخبز الطرى) فى ناحية ، (والخبز الملدّن) فى ناحية ، وعندما تطلب منه بعضاً من هذا أو ذاك يحضره بسعادة ، ويعطيه لكل بابتسامة . . فإذا لم يعجبك رغيف محروق ، أو غير كامل الاستدارة كان بإمكانك أن تطلب منه تغييره ، فيقوم على الفور بذلك ، لأن المسألة بالنسبة له سهلة جداً ، فمن حقه أن يعيد الخبز الذى لم يعجب الزبائن إلى الفرن وهذا يسمى (الرجوع) . والملاحظ وراء هذا كله أن الخبز فى المحل كان يغطى بملاءات بيضاء ، كما أن بائع الخبز كان دائماً يمسك فى يده (منشة) حتى يطرد بها أى ذبابة تحدثها نفسها بالاقتراب من الأرفف أو الأرغفة . .

المهم أننا كنا نشترى الخبز بهذا الشكل البسيط ، ولكنه حضارى إلى أبعد حد . فقد كنا آمنين على نظافة الخبز ، وحسن الاعتناء به ، والمحافظة عليه من أى حشرات أو دخان أو ملوثات أخرى . .

ومن الغريب أن محلات الخبز راحت تختفى بالتدريج ، ودون أن يحس بها أحد، أو يتنبه أحد لأهميتها القصوى فى مجال صحة الإنسان المصرى ووقايته من الأمراض . . حتى جاء وقت انتقل بيع الخبز إلى الأرصفة ، بل إنه نزل أحياناً إلى أرض الشارع نفسه . . وصار ينادى عليه قبل مطالع الكبارى ، وعند مداخل ومخارج المدن، ولم يعد من الشذوذ أن ترى سيارة فارهة ، ينزل صاحبها ليشترى كمية من الخبز ويضعها داخل ( الكبّوت ) ، ثم ينطلق بدون مبالاة . .

أتمنى أن تعود محلات الخبز ، ولكن هذه المرة بقرار من المحافظين . . حيث ينبغى تخصيص محلات فى بعض المساكن تكون مهمتها بيع الخبز للمواطنين ، وبحيث تكون تحت الرقابة المستمرة من وزارتى التموين والصحة . . وبذلك نسترجع أسلوباً حضارياً يليق بمصر . . وأهل مصر

 

 

محـلات الخبـز


كنا فى الأربعينيات نشترى الخبز فى المدن من محلات متواضعة التجهيز، ومنتشرة فى كل الأحياء الشعبية. وكان بائع الخبز رجلاً طيباً، هادئ الطبع. وكان يضع (الخبز الطرى) فى ناحية ، (والخبز الملدّن) فى ناحية ، وعندما تطلب منه بعضاً من هذا أو ذاك يحضره بسعادة ، ويعطيه لكل بابتسامة . . فإذا لم يعجبك رغيف محروق ، أو غير كامل الاستدارة كان بإمكانك أن تطلب منه تغييره ، فيقوم على الفور بذلك ، لأن المسألة بالنسبة له سهلة جداً ، فمن حقه أن يعيد الخبز الذى لم يعجب الزبائن إلى الفرن وهذا يسمى (الرجوع) . والملاحظ وراء هذا كله أن الخبز فى المحل كان يغطى بملاءات بيضاء ، كما أن بائع الخبز كان دائماً يمسك فى يده (منشة) حتى يطرد بها أى ذبابة تحدثها نفسها بالاقتراب من الأرفف أو الأرغفة . .

المهم أننا كنا نشترى الخبز بهذا الشكل البسيط ، ولكنه حضارى إلى أبعد حد . فقد كنا آمنين على نظافة الخبز ، وحسن الاعتناء به ، والمحافظة عليه من أى حشرات أو دخان أو ملوثات أخرى . .

ومن الغريب أن محلات الخبز راحت تختفى بالتدريج ، ودون أن يحس بها أحد، أو يتنبه أحد لأهميتها القصوى فى مجال صحة الإنسان المصرى ووقايته من الأمراض . . حتى جاء وقت انتقل بيع الخبز إلى الأرصفة ، بل إنه نزل أحياناً إلى أرض الشارع نفسه . . وصار ينادى عليه قبل مطالع الكبارى ، وعند مداخل ومخارج المدن، ولم يعد من الشذوذ أن ترى سيارة فارهة ، ينزل صاحبها ليشترى كمية من الخبز ويضعها داخل ( الكبّوت ) ، ثم ينطلق بدون مبالاة . .

أتمنى أن تعود محلات الخبز ، ولكن هذه المرة بقرار من المحافظين . . حيث ينبغى تخصيص محلات فى بعض المساكن تكون مهمتها بيع الخبز للمواطنين ، وبحيث تكون تحت الرقابة المستمرة من وزارتى التموين والصحة . . وبذلك نسترجع أسلوباً حضارياً يليق بمصر . . وأهل مصر

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy