عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
فن السباكة صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 28 فبراير 2020 15:34

فن السباكة


ماذا أقول عن المعمار المصرى الذى يرجع تاريخه إلى آلاف السنين ، وتشهد بروعته ودقته تلك الآثار الشامخة التى ما زالت تقوم أمامنا ، وأمام العالم كله ، شاهدة على كفاءة المهندس المصرى القديم، ودقة الصانع المصرى القديم ؟ لا شئ يقال أكثر من أن التصميم الهندسى قد تم وضعه على أكمل وجه ، وأن التنفيذ قد اكتمل إنجازه بمنتهى المهارة ، فلا نكاد نجد عيباً هنا ، أو نقصاً هناك ، بل على العكس كل ما نراه يدفعنا إلى الانحناء إعجاباً وتقديراً لأجدادنا العظام .

لماذا إذن أقف أمام العمارات الحديثة فتقع عينى أول ما تقع على مواسير الصرف الصحى التى تطل منها كئيبة المنظر ، ملفوفة بالصدأ ، وحولها على الجدران بقع سرطانية تؤذن بالخراب وتشير إلى قرب الانهيار ؟ إننى لا أجد فى هذا المنظر إلا تخطيطاً هندسياً ، غاية فى السوء وقلة الذوق ، وخاصة حين تطل مواسير الصرف الصحى على الشوارع ، وتكون على مرأى من عيون المارة . أما تنفيذها فتقف وراءه ضمائر خربة ، وسواعد غير مدربة ، ومن المؤكد أنها لم تعط للمكان حقه من العمل والأدوات اللازمة لاستمراره سليماً معافى . المسئولية  إذن تتوزع بين المهندس والمقاول والسباك ، وقبلهم بالطبع صاحب العمارة الذى لا ينظر إلا تحت قدميه ، ولا يكلف نفسه أن يشاهد عمارته وقد امتلأت بلطخات الصرف الصحى ، وقامت بين المساكن كياناً مشوه الملامح ، ممسوخ التكوين .

إننى أتساءل : لماذا السباكة لدينا متدنية إلى هذا الحد ؟ هل لأننا أهملنا دراسة أصولها ، والتدريب على أعمالها ، وتطوير أدواتها ؟ أم هل لأننا لم نهيئ الفرصة للعاملين فيها بزيارة الدول المتقدمة ليتعرفوا على تجاربها فى هذا الفن الهام ، الذى لا تكتمل بدونه العمارة الحديثة؟ أم هل لأننا نظرنا إلى مهنة السباك وما زلنا ننظر إليها نظرة استعلاء ، حتى فاجأنا صاحبها بأهميته ، عندما راح يطلب منا مبالغ طائلة لقاء إصلاح حنفية ، أو تسليك ماسورة ؟ أم هل لأننا لم ننشئ لها تخصصاً جامعياً مثل باقى التخصصات الأقل أهمية فى حياتنا اليومية ؟

فى رأيى أن هذا كله قد حدث . وهو السبب وراء الضعف الواضح فى هذه المهنة ، التى ينبغى أن يعاد النظر إليها باعتبارها فناً مكملاً لباقى فنون العمارة ، والتى تقف وراء التشوهات التى تحدث فى المبنى قبل أن ينقضى عام أو عامان على إنشائه . والذى يدهشنى بحق هو أمر المهندسين ، الذين يصممون أو يشرفون على التنفيذ ، ولا يبدو عليهم أنهم مستاءون لرؤية عملهم وهو يشوّه بهذه الصورة . وأقول لنفسى : أين هذا من عمل أجدادنا الفراعنة الذين تركوا لنا آثارهم الرائعة بدون أدنى عيب أو تشويه ؟ !

 

 

 

 

فن السباكة


ماذا أقول عن المعمار المصرى الذى يرجع تاريخه إلى آلاف السنين ، وتشهد بروعته ودقته تلك الآثار الشامخة التى ما زالت تقوم أمامنا ، وأمام العالم كله ، شاهدة على كفاءة المهندس المصرى القديم، ودقة الصانع المصرى القديم ؟ لا شئ يقال أكثر من أن التصميم الهندسى قد تم وضعه على أكمل وجه ، وأن التنفيذ قد اكتمل إنجازه بمنتهى المهارة ، فلا نكاد نجد عيباً هنا ، أو نقصاً هناك ، بل على العكس كل ما نراه يدفعنا إلى الانحناء إعجاباً وتقديراً لأجدادنا العظام .

لماذا إذن أقف أمام العمارات الحديثة فتقع عينى أول ما تقع على مواسير الصرف الصحى التى تطل منها كئيبة المنظر ، ملفوفة بالصدأ ، وحولها على الجدران بقع سرطانية تؤذن بالخراب وتشير إلى قرب الانهيار ؟ إننى لا أجد فى هذا المنظر إلا تخطيطاً هندسياً ، غاية فى السوء وقلة الذوق ، وخاصة حين تطل مواسير الصرف الصحى على الشوارع ، وتكون على مرأى من عيون المارة . أما تنفيذها فتقف وراءه ضمائر خربة ، وسواعد غير مدربة ، ومن المؤكد أنها لم تعط للمكان حقه من العمل والأدوات اللازمة لاستمراره سليماً معافى . المسئولية  إذن تتوزع بين المهندس والمقاول والسباك ، وقبلهم بالطبع صاحب العمارة الذى لا ينظر إلا تحت قدميه ، ولا يكلف نفسه أن يشاهد عمارته وقد امتلأت بلطخات الصرف الصحى ، وقامت بين المساكن كياناً مشوه الملامح ، ممسوخ التكوين .

إننى أتساءل : لماذا السباكة لدينا متدنية إلى هذا الحد ؟ هل لأننا أهملنا دراسة أصولها ، والتدريب على أعمالها ، وتطوير أدواتها ؟ أم هل لأننا لم نهيئ الفرصة للعاملين فيها بزيارة الدول المتقدمة ليتعرفوا على تجاربها فى هذا الفن الهام ، الذى لا تكتمل بدونه العمارة الحديثة؟ أم هل لأننا نظرنا إلى مهنة السباك وما زلنا ننظر إليها نظرة استعلاء ، حتى فاجأنا صاحبها بأهميته ، عندما راح يطلب منا مبالغ طائلة لقاء إصلاح حنفية ، أو تسليك ماسورة ؟ أم هل لأننا لم ننشئ لها تخصصاً جامعياً مثل باقى التخصصات الأقل أهمية فى حياتنا اليومية ؟

فى رأيى أن هذا كله قد حدث . وهو السبب وراء الضعف الواضح فى هذه المهنة ، التى ينبغى أن يعاد النظر إليها باعتبارها فناً مكملاً لباقى فنون العمارة ، والتى تقف وراء التشوهات التى تحدث فى المبنى قبل أن ينقضى عام أو عامان على إنشائه . والذى يدهشنى بحق هو أمر المهندسين ، الذين يصممون أو يشرفون على التنفيذ ، ولا يبدو عليهم أنهم مستاءون لرؤية عملهم وهو يشوّه بهذه الصورة . وأقول لنفسى : أين هذا من عمل أجدادنا الفراعنة الذين تركوا لنا آثارهم الرائعة بدون أدنى عيب أو تشويه ؟ !

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy