عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
ألف باء التحديث صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 28 فبراير 2020 15:32

ألف باء التحديث


جلسنا كالعادة نشرب الشاى ، والقهوة ، والنعناع ، ونتحادث فى أمور الوطن وأحوالنا الحاضرة . وجرى الحديث وتشعب حتى وصل إلى موضوع تحديث مصر . قال أحدنا : التحديث مشروع مهم جداً . وقد بدأه محمد على ، ونجح فيه إلى حد كبير، لكنه أهمل أموراً أساسية . فقد اهتم بالجوانب المادية وأهمها تحديث الجيش المصرى ، ولم يهتم كثيراً بتحديث المجتمع المصرى. والدليل على ذلك أن المدارس كانت كلها موجهة لخدمة الجيش فقط ، وكذلك المستشفيات . والواقع أن نصف القرن الذى حكم فيه محمد على يمكن أن نطلق عليه تحديث الجيش المصرى ، وليس تحديث المجتمع المصرى . عقب الثانى قائلاً: لكننى أرى أن تحديث الجيش هو المدخل الضرورى لتحديث المجتمع . لأن الجيش القوى المتطور هو الذى يحمى مكاسب الشعب ، ويدفع عنه عدوان الغزاة الطامعين فيه . ولذلك فإن الرجل فى رأيى بدأ فعلاً بالخطوة الأولى . وقال الثالث : أنا اتفق معك تماماً فى ذلك . والمشكلة إنما جاءت من أبناء محمد على وأحفاده الذين لم يواصلوا مسيرة جدهم الكبير ، صحيح أن إسماعيل باشا كان لديه تصور حضارى متقدم للمجتمع المصرى على غرار النموذج الفرنسى ، لكنه لم يتمكن من تطبيقه بالكامل ، وما لبثت القوى الخارجية أن تدخلت فى أمور مصر فعرقلت مشروعاته، بعد أن كبلته بالديون وفوائدها الثقيلة ، قال الرابع: ولا تنسوا يا جماعة أن وقوع مصر فى براثن الاحتلال الإنجليزى الذى استمر من 1882 حتى 1952 قد فرمل عجلة التقدم ، التى كان الشعب المصرى يسعى بكل جهد ممكن لانطلاقها . وهنا قال الخامس : المهم الآن يا سادة هو منهج التحديث وآلياته فى مطلع الألفية الثالثة ، فقد رحل الاستعمار ، وتحررت الإرادة المصرية من سيطرة الأجانب ، وتأكدت لمصر مكانتها الإقليمية ، وأصبحت لها سمعتها العالمية . كما أنها قد استكملت بنيتها الأساسية ، ولم يبق أمامها سوى أن تخطو تلك الخطوة المنشودة على طريق التحديث . سأل الأول : وما هى فى رأيكم تلك الخطوة ؟ قال الثانى على الفور : التعليم العصرى الذى يملأ عقول التلاميذ بالمعلومات، ويحرك أيديهم بالمهارات ، ويضعهم على طريق الكفاءة ، كما يدفعهم إلى الابتكار والإبداع . وقال الثالث : فى رأيى أن الإدارة هى نقطة البدء الحقيقية ، فهى التى تدفع عجلة الإنتاج بالسرعة اللازمة ، مزيلة من أمامه كل العوائق ، وموجهة له إلى آفاق واسعة فى الداخل والخارج . أما الرابع فقال : لكن ينبغى ألا تنسوا احترام قيمة الوقت ، ومزايا الإتقان . وقد ورد فى ثقافتنا العربية أن الوقت من ذهب كما أنه كالسيف . إن لم تقطعه قطعك . ونحن نشاهد الكثير من الأوقات المهدرة فيما لا ينفع، كما أن الإتقان غائب مع الأسف فى كثير من المجالات ، لذلك ينبغى أن توضع القوانين لمحاسبة من يهدر الوقت، أو يتسبب فى الإخلال بالإتقان فى العمل . وعاد الخامس يقول : وقبل ذلك كله وبعده ، لابد من إيقاظ ضمائر الناس ، لكى يعملوا من أجل الصالح العام كما يعملون لصالحهم الخاص . وفى تقديرى أن الهدفين لا يتعارضان. فالإنسان الذى يراعى مشاعر أسرته لن يضيره فى شئ أن يراعى مشاعر الغرباء . والذى يحرص على نظافة منزله يمكنه أن يساهم فى نظافة الحى الذى ينتمى إليه . والذى يعنف ابنه على شرب السجائر عليه أن يبدأ أولاً بنفسه

 

 

ألف باء التحديث


جلسنا كالعادة نشرب الشاى ، والقهوة ، والنعناع ، ونتحادث فى أمور الوطن وأحوالنا الحاضرة . وجرى الحديث وتشعب حتى وصل إلى موضوع تحديث مصر قال أحدنا : التحديث مشروع مهم جداً . وقد بدأه محمد على ، ونجح فيه إلى حد كبير، لكنه أهمل أموراً أساسية . فقد اهتم بالجوانب المادية وأهمها تحديث الجيش المصرى ، ولم يهتم كثيراً بتحديث المجتمع المصرى. والدليل على ذلك أن المدارس كانت كلها موجهة لخدمة الجيش فقط ، وكذلك المستشفيات والواقع أن نصف القرن الذى حكم فيه محمد على يمكن أن نطلق عليه تحديث الجيش المصرى ، وليس تحديث المجتمع المصرى . عقب الثانى قائلاً: لكننى أرى أن تحديث الجيش هو المدخل الضرورى لتحديث المجتمع . لأن الجيش القوى المتطور هو الذى يحمى مكاسب الشعب ، ويدفع عنه عدوان الغزاة الطامعين فيه . ولذلك فإن الرجل فى رأيى بدأ فعلاً بالخطوة الأولى . وقال الثالث : أنا اتفق معك تماماً فى ذلك . والمشكلة إنما جاءت من أبناء محمد على وأحفاده الذين لم يواصلوا مسيرة جدهم الكبير ، صحيح أن إسماعيل باشا كان لديه تصور حضارى متقدم للمجتمع المصرى على غرار النموذج الفرنسى ، لكنه لم يتمكن من تطبيقه بالكامل ، وما لبثت القوى الخارجية أن تدخلت فى أمور مصر فعرقلت مشروعاته، بعد أن كبلته بالديون وفوائدها الثقيلة ، قال الرابع: ولا تنسوا يا جماعة أن وقوع مصر فى براثن الاحتلال الإنجليزى الذى استمر من 1882 حتى 1952 قد فرمل عجلة التقدم ، التى كان الشعب المصرى يسعى بكل جهد ممكن لانطلاقها وهنا قال الخامس : المهم الآن يا سادة هو منهج التحديث وآلياته فى مطلع الألفية الثالثة ، فقد رحل الاستعمار ، وتحررت الإرادة المصرية من سيطرة الأجانب ، وتأكدت لمصر مكانتها الإقليمية ، وأصبحت لها سمعتها العالمية كما أنها قد استكملت بنيتها الأساسية ، ولم يبق أمامها سوى أن تخطو تلك الخطوة المنشودة على طريق التحديث . سأل الأول : وما هى فى رأيكم تلك الخطوة ؟ قال الثانى على الفور : التعليم العصرى الذى يملأ عقول التلاميذ بالمعلومات، ويحرك أيديهم بالمهارات ، ويضعهم على طريق الكفاءة ، كما يدفعهم إلى الابتكار والإبداع . وقال الثالث : فى رأيى أن الإدارة هى نقطة البدء الحقيقية ، فهى التى تدفع عجلة الإنتاج بالسرعة اللازمة ، مزيلة من أمامه كل العوائق ، وموجهة له إلى آفاق واسعة فى الداخل والخارج . أما الرابع فقال : لكن ينبغى ألا تنسوا احترام قيمة الوقت ، ومزايا الإتقان وقد ورد فى ثقافتنا العربية أن الوقت من ذهب كما أنه كالسيف . إن لم تقطعه قطعك . ونحن نشاهد الكثير من الأوقات المهدرة فيما لا ينفع، كما أن الإتقان غائب مع الأسف فى كثير من المجالات ، لذلك ينبغى أن توضع القوانين لمحاسبة من يهدر الوقت، أو يتسبب فى الإخلال بالإتقان فى العمل . وعاد الخامس يقول وقبل ذلك كله وبعده ، لابد من إيقاظ ضمائر الناس ، لكى يعملوا من أجل الصالح العام كما يعملون لصالحهم الخاص . وفى تقديرى أن الهدفين لا يتعارضان. فالإنسان الذى يراعى مشاعر أسرته لن يضيره فى شئ أن يراعى مشاعر الغرباء . والذى يحرص على نظافة منزله يمكنه أن يساهم فى نظافة الحى الذى ينتمى إليه . والذى يعنف ابنه على شرب السجائر عليه أن يبدأ أولاً بنفسه


التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy