عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
التغليف صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 21 فبراير 2020 15:55

التغليف


لدينا منتجات كثيرة جيدة ، وتستطيع أن تنافس على مستوى عالمى. . فقط ينقصها شئ واحد ، وهو أن نضعها فى غلاف يتساوى مع قيمتها من حيث الجودة ولا أدرى ما الذى يجعلنا نهمل التغليف مع أنه جزء لا يتجزأ من البضاعة المعروضة للبيع أو التداول . ويبدو أن هذا الإهمال يرجع إلى عادة مصرية قديمة تعتقد فى أن الجوهر أهم من المظهر . هذا صحيح . لكن المظهر أيضاً ضرورى ، وهو الذى يلفت نظر المشترى ، ويجذبه لاقتناء السلعة .

عندما تذهب فى باريس لشراء رغيف خبز ، من النوع الطويل الممتلئ الذى يسميه الفرنسيون (بان) أو النوع الأرفع المسمى (باجت) لا يمكن أن تقدمه لك البائعة، التى هى فى الغالب زوجة أو ابنة صاحب المحل ، إلا ملفوفاً فى ورقة سلوفان بيضاء حتى لا تمسه الأيدى ، سواء كانت يديها أو يديك . وآه إذا طلبت قطعة جاتوه من المحل : وجدتها تسرع لتلفها فى علبه ، ثم تزينها بما يشبه ربطة العنق ، وهى تقوم بذلك كله بهمة ونشاط وتقدمها لك مع ابتسامة حتى ليخيل إليك أنك تشترى المحل كله ، أو كأنك الزبون الوحيد الذى يستحق الخدمة !

إن كل ذلك ليس إلا جزءاً من عملية تقديم البضاعة للزبون ، وهى عملية ضرورية للغاية ، ولابد أن نتنبه لها جيداً وأن نعطيها اهتماماً خاصاً ، بل وأن ندرسها للصناع والبائعين وندربهم عليها ، ونحن بصدد تنمية كبرى فى المجتمع .

منذ سنوات ، أصبح اللبن يباع فى علب ورق مقوى ، ويومها فرحت جداً حتى نتجنب تلوثه من خلال الأقساط والمواعين التى ينقل من بعضها إلى بعض . وبالمناسبة اللبن من أعظم نعم الله على الإنسان فى لونه ونظافته ، فضلا ًعن فائدته ومحتواه ، وكنت فى البداية أجد صعوبة فى فتح علبة اللبن بمقص حتى نستخدمه عدة مرات ، لكن أصحاب الشركات – مشكورين – وضعوا على كل علبة غطاء من البلاستيك وأغلقوه بورقة معدنية ، تشدها من طرفها فتفتح العلبة . كل هذا جيد . لكن المشكلة أن الغطاء لا يكون عادة مضبوطاً ، وأن الورقة المعدنية تكون ملتصقة بقوة بحيث تتطلب سكيناً لتخرقها !

وخذ عندك أيضاً باكو البسكويت الذى لم تستطع المصانع المصرية حتى الآن أن تساعد الزبون فى طريقة سهلة لفتحه ، فإذا حاولت ذلك تمزق الغلاف وتكسر البسكويت وتناثر . فكيف الحال بطفل صغير يريد أن يفتحه ليأكل منه دون أن يتسخ المكان !

وكثيراً ما تذهب لشراء بضاعة من محل ، فتجده يلقيها إليك ، ولا يقدم لك كيساً تضعه فيها حتى تطلبه بنفسك . أذكر أننى ذهبت مع زائر أجنبى إلى خان الخليلى فانبهر الرجل من روعة المنتجات المصرية ، وراح يشترى من هنا وهناك ، ولكننى لاحظت أنهم يلفون له الأطباق النحاسية ، والتماثيل الرخامية فى ورق جرائد!

إن التغليف يعتبر جزءاً من الإتقان الصناعى ، كما أنه يعد فى نفس الوقت جزءاً من الحرفة التجارية ويعلم الله أن العالم يمتلئ ببضائع سيئة الصنع ، ولكن أصحابها يقدمونها فى غلاف جيد أو جذاب فتروج بين الناس . فما بالك بأصحاب السلع الجيدة ، ذات المادة الخام الأصيلة حين يقدمونها بشكل يتناسب مع جودتها وأصالتها ؟


 

 

التغليف


لدينا منتجات كثيرة جيدة ، وتستطيع أن تنافس على مستوى عالمى. . فقط ينقصها شئ واحد ، وهو أن نضعها فى غلاف يتساوى مع قيمتها من حيث الجودة ولا أدرى ما الذى يجعلنا نهمل التغليف مع أنه جزء لا يتجزأ من البضاعة المعروضة للبيع أو التداول . ويبدو أن هذا الإهمال يرجع إلى عادة مصرية قديمة تعتقد فى أن الجوهر أهم من المظهر . هذا صحيح . لكن المظهر أيضاً ضرورى ، وهو الذى يلفت نظر المشترى ، ويجذبه لاقتناء السلعة .

عندما تذهب فى باريس لشراء رغيف خبز ، من النوع الطويل الممتلئ الذى يسميه الفرنسيون (بان) أو النوع الأرفع المسمى (باجت) لا يمكن أن تقدمه لك البائعة، التى هى فى الغالب زوجة أو ابنة صاحب المحل ، إلا ملفوفاً فى ورقة سلوفان بيضاء حتى لا تمسه الأيدى ، سواء كانت يديها أو يديك . وآه إذا طلبت قطعة جاتوه من المحل : وجدتها تسرع لتلفها فى علبه ، ثم تزينها بما يشبه ربطة العنق ، وهى تقوم بذلك كله بهمة ونشاط وتقدمها لك مع ابتسامة حتى ليخيل إليك أنك تشترى المحل كله ، أو كأنك الزبون الوحيد الذى يستحق الخدمة !

إن كل ذلك ليس إلا جزءاً من عملية تقديم البضاعة للزبون ، وهى عملية ضرورية للغاية ، ولابد أن نتنبه لها جيداً وأن نعطيها اهتماماً خاصاً ، بل وأن ندرسها للصناع والبائعين وندربهم عليها ، ونحن بصدد تنمية كبرى فى المجتمع .

منذ سنوات ، أصبح اللبن يباع فى علب ورق مقوى ، ويومها فرحت جداً حتى نتجنب تلوثه من خلال الأقساط والمواعين التى ينقل من بعضها إلى بعض . وبالمناسبة اللبن من أعظم نعم الله على الإنسان فى لونه ونظافته ، فضلا ًعن فائدته ومحتواه ، وكنت فى البداية أجد صعوبة فى فتح علبة اللبن بمقص حتى نستخدمه عدة مرات ، لكن أصحاب الشركات – مشكورين – وضعوا على كل علبة غطاء من البلاستيك وأغلقوه بورقة معدنية ، تشدها من طرفها فتفتح العلبة . كل هذا جيد . لكن المشكلة أن الغطاء لا يكون عادة مضبوطاً ، وأن الورقة المعدنية تكون ملتصقة بقوة بحيث تتطلب سكيناً لتخرقها !

وخذ عندك أيضاً باكو البسكويت الذى لم تستطع المصانع المصرية حتى الآن أن تساعد الزبون فى طريقة سهلة لفتحه ، فإذا حاولت ذلك تمزق الغلاف وتكسر البسكويت وتناثر . فكيف الحال بطفل صغير يريد أن يفتحه ليأكل منه دون أن يتسخ المكان !

وكثيراً ما تذهب لشراء بضاعة من محل ، فتجده يلقيها إليك ، ولا يقدم لك كيساً تضعه فيها حتى تطلبه بنفسك . أذكر أننى ذهبت مع زائر أجنبى إلى خان الخليلى فانبهر الرجل من روعة المنتجات المصرية ، وراح يشترى من هنا وهناك ، ولكننى لاحظت أنهم يلفون له الأطباق النحاسية ، والتماثيل الرخامية فى ورق جرائد!

إن التغليف يعتبر جزءاً من الإتقان الصناعى ، كما أنه يعد فى نفس الوقت جزءاً من الحرفة التجارية ويعلم الله أن العالم يمتلئ ببضائع سيئة الصنع ، ولكن أصحابها يقدمونها فى غلاف جيد أو جذاب فتروج بين الناس . فما بالك بأصحاب السلع الجيدة ، ذات المادة الخام الأصيلة حين يقدمونها بشكل يتناسب مع جودتها وأصالتها ؟


التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy