عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
إنتاج الأفكار صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 14 فبراير 2020 15:51

 

إنتاج الأفكار


الأفكار مثل عسل النحل الذي لا يتكون إلا بعد رحلة طويلة يقوم بها النحل بين الحقول والبساتين لامتصاص الرحيق

من  الزهور  ، ثم يعود به إلى الخلية ، وقد تحول فى أحشائه إلى ذلك المنتج الرائع ، الذى جعل منه الله تعالى شفاء للناس .وهذا يعنى أن الفكرة الجديدة لا تنشأ بالصدفة أو من تلقاء نفسها كما يتصور معظم الناس، لأنها تتطلب من المفكر بذل الجهد فى القراءة والإطلاع وإجراء التجارب وسؤال الخبراء والاستفسار المتكرر وتقليب الموضوع الذى يشغل باله على كل الوجود . وفى خلال ذلك يتحمل الكثير من الإرهاق ، والسهر ، وقد يرى فى نومه – إذا نام – الأحلام المزعجة والكوابيس ، ثم فجأة تأتى إلى ذهنه (الفكرةمثل إشعاعة الضوء التى تغمر المكان ، فيرى الأمور بوضوح كامل ، وتبدو عناصر الحل متماسكة بعضها مع الآخر ، ولا يكون هناك مجال للخلط أو الاضطرابوعندئذ يصبح على المفكر أن يصوغ فكرته فى عبارات قليلة وبسيطة وواضحةولا يبدأ فى الإحساس بالضيق إلا عندما يواجه المجتمع بفكرته فيجده رافضاً ، أو  مبالياً ، أو حتى مهاجماً !

ليس كل مفكر ولا كل باحث بقادر على إنتاج الأفكار . فهناك الكثيرون جداً ممن يتعاملون يومياً مع أفكار الآخرين ، ويحسنون أحياناً عرضها ، ولكنهم يعجزون عن الاتيان بفكرة واحدة جديدة . وهؤلاء يشبهون (النمل) الذى تنحصر مهمته فى البحث عن الطعام وتكديسه فى الجحور لاستخدامه فى الوقت المناسب . وقد أشار علماء المنهج إلى أن البحث العلمى فى حاجة مستمرة لكلا الطائفتينطائفة النحل التى تنتج الأفكار ، وطائفة النمل التى تجمعها وتكدسها . . ومن الواضح أن الطائفة الأولى هى التى يتوقف عليها التطور العلمى الذى عرفته الإنسانية ، وكان له تأثير ملموس على حياة الناس . وليست الاختراعات والابتكارات سوى أفكار جديدة جاء بها عدد قليل من الأفراد، الذين منحهم الله تعالى تلك القدرة على إنتاجها .

لكن تاريخ الأفكار يثبت أن بعض الأفكار الصحيحة قد تطرح فى عصر من العصور ، ولا تجد من أهله الاستجابة اللازمة ، فتنزوى فى أحد الأركان حتى يأتى أهل عصر آخر فيستخرجونها ، ويطبقونها . وقد حدث نفس الشئ بالنسبة لفكرة المنهج التجريبى الذى طرحه روجر يتكون فى القرن الثالث عشر ، ولم ير النور وبالتالى النجاح إلا على يد معاصره البريطانى روجر بيكون فى القرن السادس عشر .

وعندنا فى مصر ، أفكار جديدة كثيرة ، طرحت خلال القرن الماضى، القرن العشرين ، و لكن الناس أسرعوا برفضها والوقوف فى وجه أصحابها ، فما كان منهم إلا أن سكتوا وتراجعوا ، وماتوا حزناً وغماً ، ثم ما لبثت هذه الأفكار أن تم إحياؤها بعد ذلك ، بل وجرى تكريم أصحابها وإعادة الاعتبار لهم . ومن ذلك فكرة تحرير المرأة التى حورب من أجلها قاسم أمين ، ولم يكد ينتهى القرن حتى أصبحت موضع احترام، ولم يعد أحد يجرؤ على محاربتها !

والخلاصة أن المجتمعات الذكية هى وحدها التى تدرك قيمة الأفكار الجديدة ، وتسرع باحتضانها ، فى حين أن المجتمعات الخاملة هى التى تدوس على ما يظهر فيها من أفكار ولذلك فإنها تظل ضعيفة وفقيرة ومتخلفة

 

الأفكار مثل عسل النحل الذي لا يتكون إلا بعد رحلة طويلة يقوم بها النحل بين الحقول والبساتين لامتصاص الرحيق من  الزهور  ، ثم يعود به إلى الخلية ، وقد تحول فى أحشائه إلى ذلك المنتج الرائع ، الذى جعل منه الله تعالى شفاء للناس .وهذا يعنى أن الفكرة الجديدة لا تنشأ بالصدفة أو من تلقاء نفسها كما يتصور معظم الناس، لأنها تتطلب من المفكر بذل الجهد فى القراءة والإطلاع وإجراء التجارب وسؤال الخبراء والاستفسار المتكرر وتقليب الموضوع الذى يشغل باله على كل الوجود . وفى خلال ذلك يتحمل الكثير من الإرهاق ، والسهر ، وقد يرى فى نومه – إذا نام – الأحلام المزعجة والكوابيس ، ثم فجأة تأتى إلى ذهنه (الفكرةمثل إشعاعة الضوء التى تغمر المكان ، فيرى الأمور بوضوح كامل ، وتبدو عناصر الحل متماسكة بعضها مع الآخر ، ولا يكون هناك مجال للخلط أو الاضطرابوعندئذ يصبح على المفكر أن يصوغ فكرته فى عبارات قليلة وبسيطة وواضحةولا يبدأ فى الإحساس بالضيق إلا عندما يواجه المجتمع بفكرته فيجده رافضاً ، أو  مبالياً ، أو حتى مهاجماً !

ليس كل مفكر ولا كل باحث بقادر على إنتاج الأفكار . فهناك الكثيرون جداً ممن يتعاملون يومياً مع أفكار الآخرين ، ويحسنون أحياناً عرضها ، ولكنهم يعجزون عن الاتيان بفكرة واحدة جديدة . وهؤلاء يشبهون (النمل) الذى تنحصر مهمته فى البحث عن الطعام وتكديسه فى الجحور لاستخدامه فى الوقت المناسب . وقد أشار علماء المنهج إلى أن البحث العلمى فى حاجة مستمرة لكلا الطائفتينطائفة النحل التى تنتج الأفكار ، وطائفة النمل التى تجمعها وتكدسها . . ومن الواضح أن الطائفة الأولى هى التى يتوقف عليها التطور العلمى الذى عرفته الإنسانية ، وكان له تأثير ملموس على حياة الناس . وليست الاختراعات والابتكارات سوى أفكار جديدة جاء بها عدد قليل من الأفراد، الذين منحهم الله تعالى تلك القدرة على إنتاجها .

لكن تاريخ الأفكار يثبت أن بعض الأفكار الصحيحة قد تطرح فى عصر من العصور ، ولا تجد من أهله الاستجابة اللازمة ، فتنزوى فى أحد الأركان حتى يأتى أهل عصر آخر فيستخرجونها ، ويطبقونها . وقد حدث نفس الشئ بالنسبة لفكرة المنهج التجريبى الذى طرحه روجر يتكون فى القرن الثالث عشر ، ولم ير النور وبالتالى النجاح إلا على يد معاصره البريطانى روجر بيكون فى القرن السادس عشر .

وعندنا فى مصر ، أفكار جديدة كثيرة ، طرحت خلال القرن الماضى، القرن العشرين ، و لكن الناس أسرعوا برفضها والوقوف فى وجه أصحابها ، فما كان منهم إلا أن سكتوا وتراجعوا ، وماتوا حزناً وغماً ، ثم ما لبثت هذه الأفكار أن تم إحياؤها بعد ذلك ، بل وجرى تكريم أصحابها وإعادة الاعتبار لهم . ومن ذلك فكرة تحرير المرأة التى حورب من أجلها قاسم أمين ، ولم يكد ينتهى القرن حتى أصبحت موضع احترام، ولم يعد أحد يجرؤ على محاربتها !

والخلاصة أن المجتمعات الذكية هى وحدها التى تدرك قيمة الأفكار الجديدة ، وتسرع باحتضانها ، فى حين أن المجتمعات الخاملة هى التى تدوس على ما يظهر فيها من أفكار ولذلك فإنها تظل ضعيفة وفقيرة ومتخلفة

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy