عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الاتحاد الأوربى بين يومه وغده صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 31 يناير 2020 16:20

الاتحاد الأوربى بين يومه وغده
مقال للدكتور حامد طاهر
ــــــــــــــــــ
لا أحب الحديث فى السياسة . وكثيرا ما تجنبته ، لكننى فى بعض الأحيان القليلة وربما النادرة أجدنى مضطرا إليه . وما شغل بالى حاليا ذلك اليوم بل الساعة 12 مساء 31/1/2020 وهو موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربى الذى دخلته من 47 عاما ، حين كان اقتصادها مريضا ويحتاج إلى إنعاش ! ويومها وجدت فى الانضمام لهذا الاتحاد دواء لعلاجها واستعادة لعافيتها . أما اليوم فهى قوية بما يكفى : اقتصاديا وعسكريا بالإضافة إلى علاقات متميزة للغاية مع الولايات المتحدة الأمريكية . والخلاصة أنها توصلت ـــ عن طريق استفتاء شعبى ـــ إلى الاستغناء عن مشاركتها فى الاتحاد الأوربى ، وتركته مأسوفا عليه ، وغير آسفة على فراقه !
ما هو الوضع الآن ؟ بالأكيد تلك ضربة قاصمة لهذا الاتحاد الذى راح يتوسع كميا وبدون مقومات قوية تدعمه ، فأصبح يضم 26 دولة ، بعضها قوى ومتماسك مثل ألمانيا وفرنسا وبعضها الآخر ضعيف وشبه متهالك مثل اليونان وإيطاليا .. كما فرح بضم عدد من دول الكتلة الشرقية (السابقة) والتى ما زالت ذات ولاءات قديمة مع الاتحاد السوفييتى (السابق) والذى ورثته روسيا الحالية .. ثم إن بنية الاتحاد تحولت مع مرور الوقت إلى هيكلية هرمية تتربع على قمتها كل من فرنسا وألمانيا وتكاد تخفت أصوات باقى الدول الأخرى . وفى النهاية فإن انسلاخ بريطانيا ـــ وهى من الدول النووية الرئيسية فى العالم ـــ يفقد الاتحاد إحدى أهم ميزاته الرادعة ، ويبقى فرنسا وحيدة فى هذا المجال .
وما هى تنبؤات المستقبل ؟ مزيد من ضعف المواقف السياسية والعسكرية الذى يعانى منه بالفعل الاتحاد الأوربى + إتاحة الفرصة أمام بعض الدول المتقلقلة فى منظومة الآتحاد أن تحذو حذو بريطانيا ، وخاصة إذا لم تحصل على نصيبها العادل من كعكة الاتحاد + توقع (قرف) بلد قوى وغنى مثل ألمانيا من تكاسل وبلادة بعض دول الاتحاد ، واتخاذها قرارا مفاجئا بالانسحاب منه .
وفى تصورى الشخصى أن الاتحاد الأوروبى قد وقع منذ بدايته فى خطأ سياسى كبير ، وهو عدم اتخاذ (موقف ايدولوجى ثالث) بين موقفى الكتلتين المتصارعتين حتى اليوم فى العالم وهما أمريكا وروسيا ، واللتين سوف ينافسهما فى أقرب وقت ـــ إن لم يكن قد بدأ بالفعل ــ العملاق الآتى من الشرق وهى الصين

 

الاتحاد الأوربى بين يومه وغده
مقال للدكتور حامد طاهر
ــــــــــــــــــ
لا أحب الحديث فى السياسة . وكثيرا ما تجنبته ، لكننى فى بعض الأحيان القليلة وربما النادرة أجدنى مضطرا إليه . وما شغل بالى حاليا ذلك اليوم بل الساعة 12 مساء 31/1/2020 وهو موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربى الذى دخلته من 47 عاما ، حين كان اقتصادها مريضا ويحتاج إلى إنعاش ! ويومها وجدت فى الانضمام لهذا الاتحاد دواء لعلاجها واستعادة لعافيتها . أما اليوم فهى قوية بما يكفى : اقتصاديا وعسكريا بالإضافة إلى علاقات متميزة للغاية مع الولايات المتحدة الأمريكية . والخلاصة أنها توصلت ـــ عن طريق استفتاء شعبى ـــ إلى الاستغناء عن مشاركتها فى الاتحاد الأوربى ، وتركته مأسوفا عليه ، وغير آسفة على فراقه !
ما هو الوضع الآن ؟ بالأكيد تلك ضربة قاصمة لهذا الاتحاد الذى راح يتوسع كميا وبدون مقومات قوية تدعمه ، فأصبح يضم 26 دولة ، بعضها قوى ومتماسك مثل ألمانيا وفرنسا وبعضها الآخر ضعيف وشبه متهالك مثل اليونان وإيطاليا .. كما فرح بضم عدد من دول الكتلة الشرقية (السابقة) والتى ما زالت ذات ولاءات قديمة مع الاتحاد السوفييتى (السابق) والذى ورثته روسيا الحالية .. ثم إن بنية الاتحاد تحولت مع مرور الوقت إلى هيكلية هرمية تتربع على قمتها كل من فرنسا وألمانيا وتكاد تخفت أصوات باقى الدول الأخرى . وفى النهاية فإن انسلاخ بريطانيا ـــ وهى من الدول النووية الرئيسية فى العالم ـــ يفقد الاتحاد إحدى أهم ميزاته الرادعة ، ويبقى فرنسا وحيدة فى هذا المجال .
وما هى تنبؤات المستقبل ؟ مزيد من ضعف المواقف السياسية والعسكرية الذى يعانى منه بالفعل الاتحاد الأوربى + إتاحة الفرصة أمام بعض الدول المتقلقلة فى منظومة الآتحاد أن تحذو حذو بريطانيا ، وخاصة إذا لم تحصل على نصيبها العادل من كعكة الاتحاد + توقع (قرف) بلد قوى وغنى مثل ألمانيا من تكاسل وبلادة بعض دول الاتحاد ، واتخاذها قرارا مفاجئا بالانسحاب منه .
وفى تصورى الشخصى أن الاتحاد الأوروبى قد وقع منذ بدايته فى خطأ سياسى كبير ، وهو عدم اتخاذ (موقف ايدولوجى ثالث) بين موقفى الكتلتين المتصارعتين حتى اليوم فى العالم وهما أمريكا وروسيا ، واللتين سوف ينافسهما فى أقرب وقت ـــ إن لم يكن قد بدأ بالفعل ــ العملاق الآتى من الشرق وهى الصين

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy