عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
إمبراطورية الحاج مندور صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 17 يناير 2020 17:51

إمبراطورية الحاج مندور
ــــــــــــــــــــــــــــ

 


 

لم يكن الحاج مندور رجلا عاديا
فقد تميز بمجموعة من الصفات الشخصية
التى ساعدته على بناء ذاته أولا
ثم على توسيع ثروة أسرته
حتى أوصلها إلى الصدارة المطلقة
بين جميع الأسر التى كانت
متقاربة منها ، أو حتى منافسة لها ..
**


كان أهم ما يتحلى به الحاج مندور
الذكاء الحاد ، وبعد النظر ،
إلى جانب مرونة نادرة
فى مواجهة خصومه الشرسين
وتحويلهم ــ بمرور الوقت ــ إلى
شبه أصدقاء ، أو محايدين !
**

وخلال صعوده المتوالى فى تكوين ثروته
تميّز بالشطارة
فى ادراك قيمة الصفقات التى يعقدها ..
وقد بدأ حياته بالإقبال على شراء
الأراضى البور ، أو المنازل الآيلة للسقوط
ثم يقوم بإعادة بنائها
وتمليكها أو تأجيرها للراغبين فيها
بأسعار عالية ..
**


ومما يذكر له بالفضل
أنه كان رحيما جدا مع صغار الموظفين
أو الشباب المقبلين على الزواج
فكان يتساهل معهم
ويقبل منهم الدفع بالتقسيط المريح
الأمر الذى جعل سمعته تشيع
على أنه رجل طيب ، وصالح ،
وذو قلب رحيم
**


وقد بلغت أملاك الحاج مندور
من التنوع والاتساع
إلى حد أنه لم يكن يوجد شارع فى القرية
إلى وهو يمتلك بيتا أو محلا فيه
ومع ذلك كان الرجل متواضعا للغاية
فكان يجلس على مقعد بسيط أمام منزله
بجلبابه الأبيض الفضفاض
ويستقبل أصحاب الحاجات ،
ويحل مشكلاتهم
**


وحين عرضوا عليه الانضمام للحزب
ودخول البرلمان
رفض بكل أدب ،
وقدّم لهم أحد أبناء أخوته المتعلمين
قائلا إنه أقدر على هذا المنصب منه
بفضل تعليمه وحيويته
**


تزوج الحاج مندور مرتين
الأولى أنجبت له ثلاث بنات
ثم عندما توفيت
تزوج بالثانية التى أنجبت له ولدا
بثّ فى قلبه سعادة لا توصف ..
ومازالت القرية تذكر
الاحتفال الذى أقامه بتلك المناسبة
وعدد العجول والخراف التى ضحّى بها
ووزّع لحومها على الجميع
**


كنت أنتهز الفرصة الملائمة
فأجلس مع الحاج مندور
وأصغى إلى أحاديثه الشائقة
عن مشواره الطويل فى الحياة ..
ولم يكن الرجل فيلسوفا
وإنما كان يمتلك حكمة التجارب
التى تقربه من ذلك ..
**


قال لى يوما :
ــ إياك أن تظن
أننى استخدمت فى بناء ثروتى
أى شئ من التحايل أو الخداع
والله وحده يعلم أننى ( رجل دوغرى )
يعنى كل شئ عندى واضح وصريح
والدليل على ذلك
أننى أذهب بنفسى إلى مصلحة الضرائب
وأدفع لهم ما يجب علىّ
لذلك فإنهم لم يأتوا أبدا لمطالبتى
**


قلت له :
ــ ولماذا تقول لى ذلك ؟
ــ لأننى ألمح فى نظراتك
بعض ما يهمس به الناس عنى
ــ على الإطلاق يا حاج ..
إن الجميع يذكرك بالخير
ثم على سبيل المجاملة ، سألته :
ـــ ألا تشعر بالسعادة الآن لما حققته طوال عمرك ؟
طأطا برأسه قليلا ، ثم تنهد طويلا ، وقال :
ـــ سعيد وحزين معا
ـــ كيف ؟
حين أنظر إلى ما قمت به
خلال أربعين أو خمسين سنة
أشعر بالسعادة وبالكثير من الرضا ،
لكننى ما ألبث أن أحزن
لخشيتى من ضياع هذا كله
فى لحظة واحدة
ـــ بارك الله فى صحتك وعمرك يا حاج ..
ـــ حسنا يا بنى .. لكن الموت علينا حق
وهو آت لا محالة
وعندما يقع المقدور
لمن تؤول هذه الثروة التى جمعتها :
لأقاربى ، أم لابنى الصغير ؟
ثم نظر فى عينىّ بكل جدية ، وقال :
ـــ يبدو يابنى ..
أن الإنسان منا معلق فى ساقية
وهو يحسب أنه هو الذى يديرها
بينما هناك من علّقة بها
وظل يدفعه على دورانها
حتى ينتهى منه !
ـــــــــــــــــــ

 


إمبراطورية الحاج مندور
ــــــــــــــــــــــــــــ


لم يكن الحاج مندور رجلا عاديا
فقد تميز بمجموعة من الصفات الشخصية
التى ساعدته على بناء ذاته أولا
ثم على توسيع ثروة أسرته
حتى أوصلها إلى الصدارة المطلقة
بين جميع الأسر التى كانت
متقاربة منها ، أو حتى منافسة لها ..
**


كان أهم ما يتحلى به الحاج مندور
الذكاء الحاد ، وبعد النظر ،
إلى جانب مرونة نادرة
فى مواجهة خصومه الشرسين
وتحويلهم ــ بمرور الوقت ــ إلى
شبه أصدقاء ، أو محايدين !
**

وخلال صعوده المتوالى فى تكوين ثروته
تميّز بالشطارة
فى ادراك قيمة الصفقات التى يعقدها ..
وقد بدأ حياته بالإقبال على شراء
الأراضى البور ، أو المنازل الآيلة للسقوط
ثم يقوم بإعادة بنائها
وتمليكها أو تأجيرها للراغبين فيها
بأسعار عالية ..
**


ومما يذكر له بالفضل
أنه كان رحيما جدا مع صغار الموظفين
أو الشباب المقبلين على الزواج
فكان يتساهل معهم
ويقبل منهم الدفع بالتقسيط المريح
الأمر الذى جعل سمعته تشيع
على أنه رجل طيب ، وصالح ،
وذو قلب رحيم
**


وقد بلغت أملاك الحاج مندور
من التنوع والاتساع
إلى حد أنه لم يكن يوجد شارع فى القرية
إلى وهو يمتلك بيتا أو محلا فيه
ومع ذلك كان الرجل متواضعا للغاية
فكان يجلس على مقعد بسيط أمام منزله
بجلبابه الأبيض الفضفاض
ويستقبل أصحاب الحاجات ،
ويحل مشكلاتهم
**


وحين عرضوا عليه الانضمام للحزب
ودخول البرلمان
رفض بكل أدب ،
وقدّم لهم أحد أبناء أخوته المتعلمين
قائلا إنه أقدر على هذا المنصب منه
بفضل تعليمه وحيويته
**


تزوج الحاج مندور مرتين
الأولى أنجبت له ثلاث بنات
ثم عندما توفيت
تزوج بالثانية التى أنجبت له ولدا
بثّ فى قلبه سعادة لا توصف ..
ومازالت القرية تذكر
الاحتفال الذى أقامه بتلك المناسبة
وعدد العجول والخراف التى ضحّى بها
ووزّع لحومها على الجميع
**


كنت أنتهز الفرصة الملائمة
فأجلس مع الحاج مندور
وأصغى إلى أحاديثه الشائقة
عن مشواره الطويل فى الحياة ..
ولم يكن الرجل فيلسوفا
وإنما كان يمتلك حكمة التجارب
التى تقربه من ذلك ..
**


قال لى يوما :
ــ إياك أن تظن
أننى استخدمت فى بناء ثروتى
أى شئ من التحايل أو الخداع
والله وحده يعلم أننى ( رجل دوغرى )
يعنى كل شئ عندى واضح وصريح
والدليل على ذلك
أننى أذهب بنفسى إلى مصلحة الضرائب
وأدفع لهم ما يجب علىّ
لذلك فإنهم لم يأتوا أبدا لمطالبتى
**


قلت له :
ــ ولماذا تقول لى ذلك ؟
ــ لأننى ألمح فى نظراتك
بعض ما يهمس به الناس عنى
ــ على الإطلاق يا حاج ..
إن الجميع يذكرك بالخير
ثم على سبيل المجاملة ، سألته :
ـــ ألا تشعر بالسعادة الآن لما حققته طوال عمرك ؟
طأطا برأسه قليلا ، ثم تنهد طويلا ، وقال :
ـــ سعيد وحزين معا
ـــ كيف ؟
حين أنظر إلى ما قمت به
خلال أربعين أو خمسين سنة
أشعر بالسعادة وبالكثير من الرضا ،
لكننى ما ألبث أن أحزن
لخشيتى من ضياع هذا كله
فى لحظة واحدة
ـــ بارك الله فى صحتك وعمرك يا حاج ..
ـــ حسنا يا بنى .. لكن الموت علينا حق
وهو آت لا محالة
وعندما يقع المقدور
لمن تؤول هذه الثروة التى جمعتها :
لأقاربى ، أم لابنى الصغير ؟
ثم نظر فى عينىّ بكل جدية ، وقال :
ـــ يبدو يابنى ..
أن الإنسان منا معلق فى ساقية
وهو يحسب أنه هو الذى يديرها
بينما هناك من علّقة بها
وظل يدفعه على دورانها
حتى ينتهى منه !
ـــــــــــــــــــ


التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 17 يناير 2020 17:54