عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
ملحمة الحب الأول صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 25 أكتوبر 2019 13:08

 

 

ملحمة الحب الأول

معزوفة نثرية

ــــــــــــــــــــ


ــ 1 ــ

لم أكن قد تجاوزت الثانية عشرة من عمرى

وكانت هى أصغر منى بسنة واحدة

وعلى الفور وجدتنى أنجذب إليها

وأفكر فيها

وأسعى لصداقة إخوتها

وطوال النهار كانت تملأ الدنيا من حولى

لا أنظر إلى شئ جميل

إلا وأرى وجهها فيه

ولا أغفو للحظة فى الليل

إلا وأشاهدها فى أحلامى

وحين ألتقى بها فى الصباح

لا أستطيع أن أصارحها

بما أشعر به نحوها

لكنها ــ فى ما يبدو ــ كانت تدرك ذلك

وتختصنى بشئ من الهدايا

التى لم تكن فى الواقع

سوى بعض الحلوى

وبعض القصص والمجلات

التى كنت ألتهمها إلتهاما

وأقرأ كل سطر فيها

وعندما أقوم بردها إليها

كانت أصابعنا الصغيرة

تتلاقى .. وتتلامس

حينها نحس أن لمسة كهرباء

قد أرعشت قلبينا

فتطرق هى فى حياء

يحمر لها وجهها كله

وتسرع إلى منزلها

أما أنا فأنطلق إلى باحات الحى

صارخا .. ومغردا !

ــ 2 ــ

فى التاسعة عشرة

كنت قد حصلت على الثانوية

وألتحقت بالجامعة

ويومها ظننت أننى سأمتلك العالم

وبالتالى يسهل الحصول عليها

لكن المأساة التى فاجأتنى

أن نضج الفتاة يسبق نضج الشاب

وقد تابعت كثرة الخطّـاب الذين تقدموا إليها

بعضهم ثرى ، أو ذو حيثية ..

أو من عائلة كبيرة جدا

فماذا أفعل حيال ذلك ؟

انطويت على نفسى

ودخلت فى حالة احباط شديد

ولم نعد نتلاقى كما كانت عادتنا

واكتفيت بأن أراها من بعيد

كما حرصت على ألا ترانى ..

وكنت أتلمس أخبارها من إخوتها

وبعضهم كان يدرك ما بيننا

لكنه لم يكن يستطيع أن يفعل شيئا

وماذا يفعل ؟

وقد توالت الأحداث الصاعقة :

قراءة الفاتحة ، ثم الشبكة ،

ثم كتب الكتاب ، ثم الفرح ،

فالسفر إلى مدينة أخرى ..

كدت أرسب فى السنة الأولى من الجامعة

لكن دفعة من الحظ

ساعدتنى على النهوض والمثابرة

ومع ذلك ظل خنجر الحب الأول

غائرا فى صدرى

طوال سنوات الجامعة !

ــ 3 ــ

حانت لحظة التخرج

وكانت الوظيفة أفضل بكثير مما تصورت

مركز محترم ، بمرتب معقول

وبدأت التعرف على فتيات أخريات

وكان من المتوقع أن أفتح مع أحداهن

صفحة جديدة

لكن الحزن العميق بداخلى

كان يبعدنى عن ذلك

ولاحظ بعض الأصدقاء المقربين

أن كل فتاة عرفتها

كانت تشبهها فى شئ

وحين استعرضت أحوالهن

وجدت أن ملاحظتهم صحيحة !

**

مرت أعوام .. وأنا شبه ضائع فى محيط الحياة

وكان لدىّ إحساس خفىّ بأننى سألتقى بها ذات يوم

وأنها ستكون قد انفصلت عن زوجها

حينئذ أسارع فأطلب منها الزواج

لنبدأ معا حياتنا من جديد ..

**

لكن الذى حدث كان مختلفا تماما

فقد دعانى أحد اخوتها لأحضر حفل زفاف ابنته

وجدتها فرصة رائعة لرؤيتها فى الحفل

وبالفعل تلاقينا ..

كان حولها ثلاثة أبناء

ولد وبنتان

وعندما  تحدثنا قليلا

لم أجدها تعاتبنى على ما حدث فى الماضى

لكنها راحت تشكو

من بعض أمراض الضغط والسكر والروماتيزم ..

ثم جاء الزوج ، فقدمتنى إليه قائلة :

ـــ فلان .. صديق اخوتى من أيام الطفولة !

 

ـــــــــــــــــ

ملحمة الحب الأول

معزوفة نثرية

للدكتور حامد طاهر

ــــــــــــــــــــ

ــ 1 ــ

لم أكن قد تجاوزت الثانية عشرة من عمرى

وكانت هى أصغر منى بسنة واحدة

وعلى الفور وجدتنى أنجذب إليها

وأفكر فيها

وأسعى لصداقة إخوتها

وطوال النهار كانت تملأ الدنيا من حولى

لا أنظر إلى شئ جميل

إلا وأرى وجهها فيه

ولا أغفو للحظة فى الليل

إلا وأشاهدها فى أحلامى

وحين ألتقى بها فى الصباح

لا أستطيع أن أصارحها

بما أشعر به نحوها

لكنها ــ فى ما يبدو ــ كانت تدرك ذلك

وتختصنى بشئ من الهدايا

التى لم تكن فى الواقع

سوى بعض الحلوى

وبعض القصص والمجلات

التى كنت ألتهمها إلتهاما

وأقرأ كل سطر فيها

وعندما أقوم بردها إليها

كانت أصابعنا الصغيرة

تتلاقى .. وتتلامس

حينها نحس أن لمسة كهرباء

قد أرعشت قلبينا

فتطرق هى فى حياء

يحمر لها وجهها كله

وتسرع إلى منزلها

أما أنا فأنطلق إلى باحات الحى

صارخا .. ومغردا !

ــ 2 ــ

فى التاسعة عشرة

كنت قد حصلت على الثانوية

وألتحقت بالجامعة

ويومها ظننت أننى سأمتلك العالم

وبالتالى يسهل الحصول عليها

لكن المأساة التى فاجأتنى

أن نضج الفتاة يسبق نضج الشاب

وقد تابعت كثرة الخطّـاب الذين تقدموا إليها

بعضهم ثرى ، أو ذو حيثية ..

أو من عائلة كبيرة جدا

فماذا أفعل حيال ذلك ؟

انطويت على نفسى

ودخلت فى حالة احباط شديد

ولم نعد نتلاقى كما كانت عادتنا

واكتفيت بأن أراها من بعيد

كما حرصت على ألا ترانى ..

وكنت أتلمس أخبارها من إخوتها

وبعضهم كان يدرك ما بيننا

لكنه لم يكن يستطيع أن يفعل شيئا

وماذا يفعل ؟

وقد توالت الأحداث الصاعقة :

قراءة الفاتحة ، ثم الشبكة ،

ثم كتب الكتاب ، ثم الفرح ،

فالسفر إلى مدينة أخرى ..

كدت أرسب فى السنة الأولى من الجامعة

لكن دفعة من الحظ

ساعدتنى على النهوض والمثابرة

ومع ذلك ظل خنجر الحب الأول

غائرا فى صدرى

طوال سنوات الجامعة !

ــ 3 ــ

حانت لحظة التخرج

وكانت الوظيفة أفضل بكثير مما تصورت

مركز محترم ، بمرتب معقول

وبدأت التعرف على فتيات أخريات

وكان من المتوقع أن أفتح مع أحداهن

صفحة جديدة

لكن الحزن العميق بداخلى

كان يبعدنى عن ذلك

ولاحظ بعض الأصدقاء المقربين

أن كل فتاة عرفتها

كانت تشبهها فى شئ

وحين استعرضت أحوالهن

وجدت أن ملاحظتهم صحيحة !

**

مرت أعوام .. وأنا شبه ضائع فى محيط الحياة

وكان لدىّ إحساس خفىّ بأننى سألتقى بها ذات يوم

وأنها ستكون قد انفصلت عن زوجها

حينئذ أسارع فأطلب منها الزواج

لنبدأ معا حياتنا من جديد ..

**

لكن الذى حدث كان مختلفا تماما

فقد دعانى أحد اخوتها لأحضر حفل زفاف ابنته

وجدتها فرصة رائعة لرؤيتها فى الحفل

وبالفعل تلاقينا ..

كان حولها ثلاثة أبناء

ولد وبنتان

وعندما تحدثنا قليلا

لم أجدها تعاتبنى على ما حدث فى الماضى

لكنها راحت تشكو

من بعض أمراض الضغط والسكر والروماتيزم ..

ثم جاء الزوج ، فقدمتنى إليه قائلة :

ـــ فلان .. صديق اخوتى من أيام الطفولة !

ـــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy