عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
المهندس حسن فتحي صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 18 أكتوبر 2019 13:41

 

 

المهندس حسن فتحى



المهندس المصرى الكبير حسن فتحى

 

كانت صدفة لا تتكرر حين التقيت بالمهندس المصرى الكبير حسن فتحى . كنت مع زوجتى فى رحلتى الأولى إلى باريس للدراسة فى جامعة السوربون ، ولم يكن فى الطائرة سوى عدة أفراد قليلة ، حتى أننا رحنا نتنقل بين مقاعد الدرجة السياحية والأولى ، دون أية عوائق . ووجدتنى أجلس بجواره ، فيبادر بسؤالى عن سبب رحلتى ، فقلت له : إننا متزوجان حديثا ، وأنا ذاهب فى بعثة للدراسة فى فرنسا . فسألنى عن نوع الدراسة ، وكان مما أدهشنى أنه على إلمام واسع بالثقافة العربية والإسلامية . وعندما سألته عن اسمه قال بحياء واقتضاب : حسن فتحى . وساعتها حاولت أن أظهر له على سبيل المجاملة أن اسمه غنى عن التعريف.. ثم عاد فسألنى : هل حجزت فى أحد فنادق باريس لأننا كنا مقبلين على احتفالات رأس السنة ، وهى كلها محجوزة من السياح . فأجبت ببراءة وسذاجة : عموما يمكن أن نجلس على مقهى حتى الصباح ، ثم نذهب إلى المكتب الثقافى .. فسكت الرجل !


وعندما نزلنا فى المطار وجدتهم ينادون اسمه بالميكروفون ، ورأيت من يسرع إليه ويحمل حقيبته ،مع المسطرة الهندسية الطويلة التى تبدو كأورج موسيقى ، ثم عندما خرجنا من المطار ، نادانى من سيارته ، لكى يوصلنى إلى وسط باريس . كنا وزوجتى مبهورين من روعة المدينة وهى تتلألأ بأضواء رأس السنة ، وفجأة توقفت السيارة أمام فندق ( بونابرت) وطلب منى د. حسن فتحى أن أنتظره ليسأل لى عن حجرة . ثم عاد مبتسما وقال لى : من حظك أنت وزوجتك ، وجدت لكما غرفة مناسبة .. وفى الصباح ذهبت إلى غرفته بالفندق الفخم لإشكره فوجدته عاكفا على بوصلة ليحدد اتجاه الكعبة من أجل الصلاة .. وقال لى بكل تواضع : لقد دفعت لكما حساب الليلة فى الفندق . شكرته بشدة ، وقررنا أن نبقى فى نعيم هذا الفندق ليلة أخرى على حسابنا المتواضع .


 

وبعد فترة طويلة ، بحثت عن عنوانه فى مصر لأكتب له خطابا أشكره مرة أخرى على ما قدمه لنا ، لكن ردا لم يصل إلى .. ومن يومها وأنا أتابع نشاطه الهندسى الذى اعترف به العالم كله ، أما لمسته الإنسانية فلعلنى من القلائل الذين يعترفون له بها ..

 

كانت صدفة لا تتكرر حين التقيت بالمهندس المصرى الكبير حسن فتحى . كنت مع زوجتى فى رحلتى الأولى إلى باريس للدراسة فى جامعة السوربون ، ولم يكن فى الطائرة سوى عدة أفراد قليلة ، حتى أننا رحنا نتنقل بين مقاعد الدرجة السياحية والأولى ، دون أية عوائق . ووجدتنى أجلس بجواره ، فيبادر بسؤالى عن سبب رحلتى ، فقلت له : إننا متزوجان حديثا ، وأنا ذاهب فى بعثة للدراسة فى فرنسا . فسألنى عن نوع الدراسة ، وكان مما أدهشنى أنه على إلمام واسع بالثقافة العربية والإسلامية . وعندما سألته عن اسمه قال بحياء واقتضاب : حسن فتحى . وساعتها حاولت أن أظهر له على سبيل المجاملة أن اسمه غنى عن التعريف.. ثم عاد فسألنى : هل حجزت فى أحد فنادق باريس لأننا كنا مقبلين على احتفالات رأس السنة ، وهى كلها محجوزة من السياح . فأجبت ببراءة وسذاجة : عموما يمكن أن نجلس على مقهى حتى الصباح ، ثم نذهب إلى المكتب الثقافى .. فسكت الرجل !

وعندما نزلنا فى المطار وجدتهم ينادون اسمه بالميكروفون ، ورأيت من يسرع إليه ويحمل حقيبته ،مع المسطرة الهندسية الطويلة التى تبدو كأورج موسيقى ، ثم عندما خرجنا من المطار ، نادانى من سيارته ، لكى يوصلنى إلى وسط باريس . كنا وزوجتى مبهورين من روعة المدينة وهى تتلألأ بأضواء رأس السنة ، وفجأة توقفت السيارة أمام فندق ( بونابرت) وطلب منى د. حسن فتحى أن أنتظره ليسأل لى عن حجرة . ثم عاد مبتسما وقال لى : من حظك أنت وزوجتك ، وجدت لكما غرفة مناسبة .. وفى الصباح ذهبت إلى غرفته بالفندق الفخم لإشكره فوجدته عاكفا على بوصلة ليحدد اتجاه الكعبة من أجل الصلاة .. وقال لى بكل تواضع : لقد دفعت لكما حساب الليلة فى الفندق . شكرته بشدة ، وقررنا أن نبقى فى نعيم هذا الفندق ليلة أخرى على حسابنا المتواضع .

وبعد فترة طويلة ، بحثت عن عنوانه فى مصر لأكتب له خطابا أشكره مرة أخرى على ما قدمه لنا ، لكن ردا لم يصل إلى .. ومن يومها وأنا أتابع نشاطه الهندسى الذى اعترف به العالم كله ، أما لمسته الإنسانية فلعلنى من القلائل الذين يعترفون له بها ..

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy
آخر تحديث الجمعة, 18 أكتوبر 2019 14:01