|
كتبها Administrator
|
|
الجمعة, 04 أكتوبر 2019 13:58 |
|
الجسد والروح
بعيدًا عن الفلسفة ،
أجدنى مضطرًا للتفكير
فى الجسد والروح
عندما أشارك فى تشييع جنازة
أحد معارفى إلى المقابر ..
هناك .. أنظر إلى جسد المتوفى
وهم يوسدونه فى القبر
ثم يهيلون عليه التراب
ويتركونه لكى يصبح جزءًا من هذه الأرض
التى ما تلبث أن تصفّى ما فيه من سوائل
وتأكل ديدانها ما به من لحم
ثم تتركه بعد ذلك كومة من العظام ..
هذا الشخص – رجلا أو امرأة –
كان معنا ملء السمع والبصر
يروح ويجىء ويتحدث ويضحك ،
لكنه مات ..
ومعنى ذلك :
أن روحه غادرت جسده ..
هذا الجسد الذى وضعناه منذ لحظة فى القبر
وأصبحنا نعرف مراحل تحلّله فى الأرض !
أما الروح ..
فلا ندرى عنها شيئا
- أين هى الآن ؟
- هل غاصت فى أعماق الأرض ؟
- أم صعدت إلى عنان السماء ؟
- أم اتجهت شمالاً أو يمينا ؟
الروح هى السر الإلهى
الذى تذكر الأديان
أنه عندما وضعه الله فى جسد آدم الفخارى
دبت فيه الحياة ،
وأصبح أهلاً لكى تسجد له الملائكة
ويُسخّر له كل ما فى السماوات والأرض
الروح هى التى تعطى للإنسان قيمته
وتحدد مكانته بين سائر الكائنات ..
هذه الروح ممتزجة تماما بالجسد
وهى – طوال فترات حياته – تقوده وتحركه
لكنها عند الموت تهجره
وتتركه يتحول إلى جيفة منتنة
بعد أن كان شخصية مرموقة !
حتى الآن ..
لم يرجع إنسان من الموت
لكى يقول لنا : أين ذهبت روحه ؟
لذلك فإننا نظل عاجزين تماما
وفى شلل عقلى كامل
عن معرفة مصير الروح ..
بعد مغادرتها الجسد !
وكل ما تحدث عنه الفلاسفة ،
أو افترضه العلماء
يظل "كلاما" غائما
لا ينفى أو يؤكد شيئا ..
لذلك لا مناص من العودة إلى القرآن
الذى يقول :
(ويسألونك عن الروح ؟
قل : الروح من أمر ربى ،
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
صدق الله العظيم .
 |
