الشعر والنثر

ما أصعب تعريف الشعر !
لكنه فى رأيى : الكلام النابع من المشاعر
والمتجه إليها ..
وهذا بخلاف الفلسفة التى تخاطب العقل ،
وبخلاف العلم الذى يتعامل مع التجربة ..

- ما الذى يميز الشعر عن النثر ؟
كلاهما نظام لغوى
لكن الشعر يختص بموسيقاه ،
وقوافيه المطردة أو المتناثرة
ثم بتلك الحرارة العاطفية
التى تستمد قوتها من الإلهام
وهنا أمر هام
فكثير من كتاب الشعر يحسبون
أنه يشبه مربع الكلمات المتقاطعة
إذا بحثوا عن الغائب منها ، وملؤوها
أصبحوا شعراء !!
أبدا .. فلابد أن يكون الإنسان مزودًا
بلمسة الإلهام التى هى منحة من الله تعالى
يختص بها بعض أفراد قلائل
وعلى كل من يتعاطى الشعر
أن يبحث فى أعماقه عن تلك الجمرة
فإن لم يجدها .. توقف فورًا عن كتابة الشعر
لأنه لن يكون أبدًا من أهله !
وبعضهم يكابر فيظل يكتب شعرًا بدون إلهام
وهذا فى الواقع هو "النظم"
الذى لا يمسّ القلب ، ولا يؤثر فيه ..

أما النثر فهو فن اللغة المبسوط
وهو إما علمى محدد الألفاظ والمصطلحات ،
أو أدبى يقترب من مستوى الشعر .
وفيه أيضا الموهوبون والمتصنعون ..
وما أثقل الكاتب الذى يفتقد الموهبة !
موهبة وضع أفكاره وانطباعاته وتوجيهاته
فى نظام لغوى واضح ، وقريب من نفوس القراء .
وقد كان كل من المنفلوطى والرافعى والزيات
فرساناً فى ميدان النثر
كما كان شوقى وحافظ وإبراهيم ناجى
أبطالا فى ميدان الشعر ..

يقال عادة إن الشعر رقيق
والنثر جاد ..
وهذا ليس صحيحا على إطلاقه
ففى بعض الأحيان يكون الشعر أشد عنفًا من النثر
وقوته تكمن فى سرعة حفظه ،
وانتقاله بين الناس ..
وقد حاول بعض الفارغين
أن يجيبوا عن سؤال تافه :
- أيهما ظهر أولاً : الشعر أم النثر ؟
والواقع أنهما وُجدا مع الإنسان
عندما بدأ يبدع الأدب والفن
ويتبادل متعة تذوقهما ..

إن الشعر والنثر
وجهان للأدب
الذى أودع الإنسان الراقى فيه
كل ما جال بعقله من انطباعات ،
وما تردد فى قلبه من مشاعر وأحاسيس !

التعليقات (0)

الإسم

التعليق

تصغير | تكبير

أضف تعليق