كتبها Administrator
|
الجمعة, 13 سبتمبر 2019 14:40 |
أنا والإنترنت
أعترف بأنها كانت مفاجأة لى ، أثناء حوارى مع شاب عصرى مثقف ، حين وجدته ناقما بشدة على الإنترنت بسبب ما يحتوى عليه أحيانا من مواد ضارة أو شاذة أو منفرة ، وكذلك ما يمكن أن يحدث فيه عمدا من فبركة أو تركيب صور ومقاطع معينة . ** أما بالنسبة لى فقد حاولت أن أقنعه بأن كل ما ذكره صحيح ، لكنه لا يمثل سوى دائرة صغيرة فى مساحة شاسعة ، وأن الإنسان الذكى والواعى يمكنه بسهولة أن يميز بين ما هو حقيقى وما هو زائف ، وبين ما هو مفيد وما هو ضار . ** ولهذا فسوف أركز فى هذا المقال على فوائد الإنترنت عموما ، وبالنسبة لى شخصيا . ولست أنكر أن الأمريْن متداخلان ، ومن الصعب فصل أحدهما عن الآخر ، لكن المسألة تتعلق فقط بمزيد من التوضيح . ** بالنسبة إلى فوائد الإنترنت عموما ، أقول : إنه هو الذى يعرض بصورة حية ألوانا من جمال الطبيعة الساحرة فى البلاد الأخرى . وهو الذى يقدم صورا من النظام والتنظيم فى المدن المتقدمة . وهو الذى ينقل الأحداث ـــ وليس الأخبار فقط ـــ وهى تقع . وهو الذى جعلنا نتأكد أخيرا وبالرؤية المباشرة من أن الأرض كروية . وهو الذى يسجل تفاصيل حياة الحيوانات فى الغابة وما تفعله الوحوش مع الفرائس . وهو الذى يصحبنا فى رحلة بحرية لاصطياد أسماك التونة وما يتلو ذلك من أسلوب بيعها . وهو الذى يسيل لعابنا من مشاهدة قطع اللحوم الطازجة وهى تشوى على الفحم فى الهواء الطلق . وهو الذى يستعرض أجمل جميلات الشعوب وهن يبتسمن ويتمايلن . وهو الذى يستفز خيالنا بمتابعة دقائق التكنولوجيا وتحقيق ما كنا نحسبه مستحيلا وهو الذى يسعفنا بمعرفة تواريخ وفاة كبار الشخصيات ، ونبذة عن حياتهم وإنجازاتهم . وأخيرا هو الذى يتيح لنا التعرف على ما يحدث لأصدقائنا ومعارفنا : من يحتفل بعيد ميلاده ؟ ومن يعانى من وعكة صحية ؟ ومن مات ، وأين يقام العزاء؟ ومن ترقى ؟ ومن مازال يغير صورة غلاف صفحته الشخصية ؟ ! ** أما بالنسبة لفوائد الإنترنت لى شخصيا ، فتتمثل فى الآتى :
أولا : زاد من سعة أفقى ، فأصبحت أرى العالم كله ، وليس البلد الذى أعيش فيه فقط . ثانيا : قوّى لدىّ حس المقارنة ، وما يتبعها من الأسف الشد يد على عدم اللحاق بالمتقدمين فى البلاد الأخرى . ثالثا : وفّر لى مكان مكتبة ورقية فى المنزل ، فقد أصبحت أعتمد على الإنترنت فى الحصول على ما أحتاج إليه من الكتب ، بدلا من تكديسها عندى . رابعا : خلّصنى من ألم الانتظار لدىّ ، فلم أعد مهتما بمن يأتى فى موعده ، ولا بمن يتأخر ! خامسا : شغلنى تماما عن بعض واجباتى الاجتناعية ،ومنها ندرة الالتقاء بالأصدقاء فى جلساتهم الحميمية . ـــــــــــــــــــــــ
|