قبل أن تندلع حرب فى الخليج
للدكتور حامد طاهر
ـــــــــــــــ
أولا : لم تعد الحرب المعاصرة سهلة أو محدودة ، بل إن أسلحتها الفتاكة قد تطورت منذ الحرب العالمية الثانية على نحو غير مسبوق ، كما أن ميدان عملياتها لم يعد مقتصرا على منطقة محددة ، بل أصبح يمتد ويتسع ليشمل مساحات شاسعة ، وبلادا متعددة .
ثانيا : أن المنطقة المقصودة بالاشتعال هذه المرة هى أهم منطقة اقتصادية فى العالم ، باعتبارها مكان إنتاج وتحميل وتوزيع النفط ـــ الذى هو شريان العمل والتصنيع فى كل البلاد التى تحتاج إليه .
ثالثا : أن احتمال استخدام الأطراف المتحاربة لأسلحة نووية أو حتى ربع نووية بالإضافة إلى الصواريخ البلاستية يمكنه أن ينشر التلوث الإشعاعى فى كل مظاهر الحياة حتى لدى من لم يشاركوا فى الحرب لأعوام طويلة قادمة .
رابعا : أن اشتعال حرب فى منطقة الخليج ـــ المتداخلة جغرافيا وديموغرافيا ــ لن يمكنه بأى حال من الأحوال استثناء بلد أو شعب من التداعيات الخطيرة لتلك الحرب.
خامسا : أن الحرب فى هذه المنطقة الحساسة جدا من العالم سوف تحدث بالضرورة اضطرابا واضحا فى سوق النفط ، وسوف يؤدى هذا إلى ارتفاع سعره الذى ينتج عنه ارتفاع أسعار جميع السلع الأخرى ويؤثر بالتالى على القدرة الشرائية للمواطنين فى مختلف بلاد العالم .
وإذن ما الحل ؟
أولا : لا بد من ضبط النفس إلى أقصى درجة ممكنة . وهذ يعنى عدم التسرع فى اتخاذ قرار الحرب إلا بعد التفكير طويلا فى خطورتها وتبعاتها وخسائرها لكل الأطراف وليس لطرف واحد فقط ، مهما بلغت قوته .
ثانيا : القبول بمبدأ التفاوض حول المشكلة أو حتى المشكلات التى أوصلت الأطراف إلى حافة الحرب . والعقلاء يقررون أن ألف يوم من التفاوض أفضل من يوم واحد من الحرب . ومهما كانت صعوبة المشكلات فإنها لن تستحيل على الحل ببعض التسامح والتنازل والاعتذار . 
ثالثا : أن مما يساعد على تسهيل عملية التفاوض توافر وسيط محترم ومحايد يمكنه أن يقرّب وجهات النظر ، ويقدم للأطراف المختلفة ما يساعدهم على التقدم للأمام بدلا من تركهم يتساقطون فى مستنقع الحرب .
رابعا : أن الأمم المتحدة بمنظماتها العديدة والتى تتقاضى رواتبها ومكافآتها من كل بلاد العالم ـــ ما زالت حتى الآن خرساء وكأن الأمر لا يعنيها ، وفى رأيى أنها إن لم تفعل شيئا لإيقاف هذه الحرب المحتملة فالعدم أوْلى بها !

ــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)

الإسم

التعليق

تصغير | تكبير

أضف تعليق