عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
الغرب الخائف صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 13 سبتمبر 2019 14:32


الغرب الخائف


هل تصدق أن الغرب خائف ؟ كل الدلائل تشير إلى ذلك . والعجيب أنه كلما زاد من قوته العسكرية الرهيبة ، وأقام حول مدنه شبكات الصواريخ النووية ، وملأ ترسانته بآلاف الأطنان من الأسلحة الفتاكة ، فإنه يزداد خوفا ، ويمتلئ قلقا ، ويشعر بأن الأرض ستنفجر من تحته ، والسماء ستقع على رأسه ، وأن الناس الذين يسيرون فى الشوارع يحملون فى جيوبهم قنابل ضده ، وأن الذين يغلقون على أنفسهم أبواب بيوتهم يتربصون به ، وأن جيرانه يتوقعون سقوطه ، كما أن الدول التى تبعد عنه آلاف الكيلومترات تسعى للانقضاض عليه .
من أين يجئ هذا الخوف ؟ من إحساسه بأنه قد ظلم الآخرين ، ومن شعوره العميق بالندم على ما ارتكبه ومازال يرتكبه فى حقهم ، وإنك لتعجب من أن الغرب الذى يتشدق بالحرية والديمقراطية لا يرضيه أبدا أن تطالب المجتمعات النامية بهما . وأن الغرب الذى يدعو إلى تطبيق مبادئ حقوق الإنسان بحذافيرها على مواطنيه هو أول من يتجاهل هذه الحقوق فى البلاد النامية . وأن الغرب الذى يدعو إلى تحسين وسائل معيشة الإنسان ، والحفاظ على كرامته هو الذى يمتص جهد الدول النامية ، فيحصل على ثرواتها الطبيعية بأرخص الأثمان ثم يبيع لها منتجاته الصناعية بأعلى الأسعار . فإذا تفضل وأقرضها لكى تواصل تنميتها أو تحسن من معدل إنتاجيتها ضاعف من فوائد القروض ، وأرهقها فى أسلوب سداد الديون ، وكلما عجزت زاد من ضغطه عليها ، واستغلاله لها .
إذن سياسة الغرب نفسها هى التى تؤدى به إلى الخوف من أولئك الذين ظلمهم ، لأنه يخشى أن يأتى اليوم الذى يدرك فيه هؤلاء ما فعله بهم ، فيثوروا فى وجهه ، ويقولوا له : قف عند هذا الحد ، وحسبك ما فعلته بنا ! وهذا ما يجعله مستمرا فى مراقبتهم بالأقمار الصناعية ، وبالتجسس ، وبالتصنت على أحاديثهم ، وحتى على أفكارهم . وهكذا على الرغم من قوته المكتملة قد أصبح يقضى النهار متحسبا لوقوع كارثة ، ويسهر الليل متوقعا لحدوث صاعقة .
هل من حل ؟ نعم بكل تأكيد . حين يدرك الغرب معنى الإنسانية بمفهومها الحقيقى ، الإنسانية التى توجب على الإنسان مهما تعاظمت قوته ، وتضخمت ثروته أن يتعامل مع أخيه الإنسان بقدر من الاحترام والاعتبار والتعاطف ، بدلا من الاحتقار والإهمال والتباغض . وبالطبع ليس إدراك هذا المعنى أمرا سهلا ، فهو يتطلب الإصغاء لصوت العقل ، والاهتداء بنور الحكمة . وقيام المفكرين وقادة الرأى فى الغرب بإشاعة مفاهيم التعارف بين البشر ، والتعاون بين الشعوب من أجل مستقبل أفضل للجميع ، يستفيد منه الغرب قبل أن تستفيد منه الدول النامية ، حتى ينام وهو قرير العين ، بدلا من هذا القلق الذى يسيطر عليه ، وذلك الخوف الذى يدفعه إلى إقامة حائط نووى حوله ، يتكلف مليارات الدولارات ، تحسبا لطائرة تعبر فى سمائه ، أو صاروخ يمر عليه ، وفى توقعى أنه سيعمل بعد ذلك على أن يقيم ساترا آخر يحرسه من عيون الحاسدين ، وغطاء يحميه من أفكار الآخرين !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy