عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
حكاية اليمين المتطرف صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 13 سبتمبر 2019 14:23


حكاية اليمين المتطرف


بدأ الغرب ــ فى مجموع بلاده العريقة فى الديمقراطية ــ يعانى من نشأة ونمو وتمدد تيار سياسى خطير ومتعصب يطلق عليه : اليمين المتطرف .
ولهذا التيار عدة (مبادئ) تجاوزت الآراء السياسية حتى أصبحت عقيدة عرقية يتبناها ويدافع عنها ويخوض الانتخابات من أجل تنفيذها جمهور متزايد العدد وعنيف فى شعاراته . ومن أبرز هذه المبادئ :
أولا : أن البلد الذى يوجدون فيه يعتبر أرضا خالصة لهم وحدهم ، وبالتالى لا يحق أن يشاركهم فيها الوافدون الذين أقاموا فيها منذ زمن ، ولا المهاجرون الذين يطلبون العيش والعمل فيها من جديد .
ثانيا : أن العرق الأبيض هو وحده الأحق بالحياة الرغدة التى تحققت فى الغرب على مدى مئات السنين ، وهكذا فلا مجال لأى عرق آخر (أسود أو أصفر .. ) بأن يقاسمهم خيرات هذه الحياة .
ثالثا : أن التقدم التكنولوجى والإلكترونى الذى حققه الغرب ينبغى أن يظل مقصورا على دوله وشعوبه ، وهكذا ليس من حق الشعوب الأخرى أن تحصل عليه ، بل عليها أن تبقى فى مكانها ومكانتها حتى يسهل استنزاف مواردها .
رابعا : أن زعماء هذا التيار المتطرف يعلنون عداءهم للدين الإسلامى ، رغم تبنيهم للعلمانية التى من المفترض أنها تنظر نظرة تسامح ومساواة لجميع الأديان
**
أما لماذا بدأ هذا التيار العرقى المتطرف فى الظهور ــ حاليا ــ فى العديد من الدول الغربية ؟ فالمسألة فى تصورى ترجع لعدة أسباب
أولا : أن النظام الديمقراطى الذى تبناه الغرب منذ مئات السنين قد وصل إلى شيخوخته ، ولم يستطع فلاسفته ومنظرّوه أن يطوروا أفكاره ولا آلياته . والملاحظ أنه انتهى به الحال عندهم إلى إبراز حزبين سياسيين كبيرين ، أحدهما محافظ يضم الأغنياء ورجال الأعمال ، والآخر يجتذب الفقراء والعمال
ثانيا : أن زعماء هذه الأحزاب العتيقة لم يعودوا يمتلكون (كاريزما) الرواد الأوائل فضعف تأثيرهم فى الجماهير ، فضلا عن أتباع أحزابهم أنفسهم .
ثالثا : أن بقاء الأنظمة السياسية القديمة على وتيرة واحدة مناقض تماما لمبدأ التطور التاريخى الذى يحكم كل الظواهر الإنسانية . وهذا ما لم يدركه السياسيون فى الغرب ، وهو الأمر الذى أدى إلى نوع من الجمود السياسى ، الذى فتح الباب لظهور أحزاب صغيرة متناثرة ، بعضها رافض ومتمرد ، ومن أهمها حزب اليمين المتطرف .
**
وقد تسألنى : وما هو الحل ؟ وأسرع فأجيبك بضرورة أن ننبه الغرب إلى خطورة هذا التيار الذى ينسف تقاليده الراسخة فى الانفتاح والتسامح واستيعاب الوافدين إليه من أجل المشاركة فى استمرار بناء حضارته ، كما حدث من قبل . ثم فى بيان خطورة هذا التيار المتطرف فى نشأة تيارات أخرى مضادة له ، وساعتها يتحول الهدوء إلى تصارع ، والاستقرار إلى فوضى . وأخيرا فى التنبه إلى الشرر الذى قد يتطاير من نزعات هذا التيار على بلادنا . والله المستعان .
ـــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy