عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
من هو الشافعي صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 23 أغسطس 2019 15:09

 

من هو الشافعى ؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمناسبة سرقة إحدى مخطوطاته من دار الكتب منذ عدة سنوات ، كان قد سألنى أحد الأصدقاء عن الإمام الشافعى : من يكون ؟ وما دوره فى الثقافة الإسلامية ؟ 
وقد دفعنى السؤال للعودة إلى بعض المراجع التى تحدثت عنه ، ومنها نعلم أن الشافعى هو أحد أئمة الفقه الإسلامى الأربعة المشهورين : مالك وأبو حنيفة والشافعى وأبن حنبل . وأنه ولد سنة 150 هجرية وتوفى بمصر سنة 204 ، أى أن عمره لم يتجاوز الخامسة والخمسين ، لكنه ملأها بالأعمال العلمية الكبيرة ، واتصل منذ صباه وشبابه بالإمام مالك فى المدينة المنورة ، ثم بمحمد بن الحسن تلميذ أبى حنيفة فى العراق . وهذا يعنى أنه درس الفقه المالكى والفقه الحنفى : الأول يتميز بالاعتماد الأساسى على الأحاديث النبوية ، والثانى يعتمد على القياس العقلى . ومن هذين الاتجاهين استطاع الشافعى أن ينشئ مذهبا ثالثا ، وسطا بين الاثنين ، يجمع بين الأخذ بالأحاديث واللجوء إلى القياس العقلى ، وهذا ما جعل مذهبه يتميز بالأصالة وفى نفس الوقت بالمرونة . والدليل على ذلك أنه عندما عاش فى بغداد كانت له آراء فقهية ، مالبث أن غيرها أو عدلها عندما جاء إلى مصر ، لكى تتوافق مع بيئتها المختلفة .
نسب الشافعى شريف ، فهو يتصل بالرسول ، صلى الله عليه وسلم . وكان يتميز بعقلية مبدعة ، إلى جانب ذاكرة قوية ، لفتت إليه الأنظار منذ كان صبيا . قال عنه الإمام مالك : يا محمد ، اتق الله فسيكون لك شأن . وقال له ابن حنبل الذى جاء بعده : ما رأيت أحدا أفقه فى كتاب الله من هذا الفتى . وعندما سأله ابنه : أى رجل كان الشافعى ؟ قال : يا بنى ، كان الشافعى كالشمس للنهار ، وكالعافية للناس . فانظر هل لهذين خلف ؟ وعنهما عوض ؟ .
تعددت رحلات الشافعى بين مكة والمدينة وبغداد والقاهرة . وفى بغداد ارتفعت منزلته عند هارون الرشيد ، وكذلك لدى عالم الأحناف محمد بن الحسن الذى يقال إنه كان خارجا ذات يوم من داره إلى دار الخلافة ، فلما رأى الشافعى قادما نزل وقال لغلامه : اذهب فاعتذر ( أى إلى الخليفة ) فقال له الشافعى : لنا وقت غير هذا . فقال : لا : وأخذ بيده فدخلا الدار .
كان الشافعى وسطا بين ( أهل الحديث ) الذين يعتمدون عليه اعتمادا كاملا ، وبين ( أهل الرأى والقياس ) الذين يقدمونه على ما سواه . لذلك فقد قام مذهبه على الانتصار للسنة النبوية ، وخاصة عندما تكون صحيحة . وهو صاحب الكلمة المأثورة ( إذا صح الحديث فهو مذهبى ) أى لا تأخذوا برأيى عندما تجدون حديثا نبويا صحيحا . وهذا يعنى أن الرأى لا يظهر إلا عندما لا يوجد مثل هذا الحديث . ومن هنا قال الفقهاء بعد ذلك ( لا اجتهاد مع النص ) أى عندما يكون هناك نص واضح ومحدد ، فلا مجال لاجتهاد أحد ، ولا لرأيه الخاص .. لكن الشافعى تميز بالاعتماد أيضا على القياس حين تظهر أمامه مشكلة لا يوجد فيها نص دينى مباشر . وهكذا استطاع هذا الإمام أن يجمع بين طرفين لابد من الجمع بينهما ، وهما النص والعقل . وهو ما سار عليه السلف الصالح من أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، والتابعين .
أما عبقرية الشافعى فقد تمثلت فى إنشاء علم جديد تماما ، هو ( علم أصول الفقه ) الذى يعتبر بحق هو منطق الشريعة الإسلامية . وبدونه لا يمكن لأى فقيه أن يتصدى للفتوى ، أو يستخرج أحكاما من القرآن الكريم أو السنة النبوية . وهو العلم الذى يحدد مصادر الشريعة فى الأربعة التالية ، وبالترتيب التالى : القرآن الكريم ، فالسنة النبوية ، فالإجماع ، ثم القياس .
للإمام الشافعى كتابان مهمان : أحدهما بعنوان ( الرسالة ) وهو الذى يحتوى على علم أصول الفقه ، والثانى كتاب ضخم طبع فى سبعة أجزاء كبيرة فى فروع الفقه بعنوان (الأم) أى الجامع للفقه الشافعى . 
رحم الله الشافعى ، وجازاه خير الجزاء ، لقاء ما قدّمه للعلم وأهله حتى اليوم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy