عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
سلوكنا وسلوكهم صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 23 أغسطس 2019 15:04

 

سلوكنا وسلوكهم



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشأت فى القاهرة وأنا أرى وأصادق أحيانا أبناء الجاليات الأجنبية من أتراك وأرمن ويونانيين وإيطاليين وفرنسيين .. الخ ، وكانت هذه الجاليات ــ ومازالت ــ تعيش فى مصر آمنة على أرواحها ، مطمئنة على ممتلكاتها ، متمتعة بكل ما تتيحه مصر للجميع من طقس معتدل ، وطيبة متأصلة فى نفوس الشعب المصرى ، و( جدعنة ) أولاد البلد ، الذين كانوا يدخلون أحيانا فى مشاجرات للدفاع عن فتاة يونانية أوإيطالية يحاول بعض الشبان من الأحياء الأخرى معاكستها . وعندما كبرت عاصرت بعض الأحداث السياسية التى كانت تختلف فيها مصر مع دولة أو أخرى حول مسائل محددة ، وعلى الرغم من علو نبرة العداء أحيانا ، إلا أن أحدا لم يفكر أبدا فى إيذاء تلك الجاليات الأجنبية الموجودة على أرض مصر الطيبة ، بل كانوا يعاملون بمنتهى اللطف والإنسانية .
ويمكنك أن ترجع هذه المواقف النبيلة إلى طبيعة الشعب المصرى ، لكنك لا يمكنك أن ترجعها فى معظم الأحوال إلى مستوى الثقافة أو التعليم ، لأن من يفعل ذلك إنما هى فئات الشعب المصرى ، البسيطة جدا ، والتى أؤكد أنها لم تحصل على أى قدر من التعليم .
جرى هذا الشريط ، وفيه الكثير من الأمثلة الرائعة التى أحتفظ بها فى ذاكرتى لسلوك المصريين مع الأجانب فى بلدنا ، وأنا أشاهد وأسمع فى تلك الأيام ــ عما يحدث للمصريين والعرب والمسلمين عموما فى الولايات المتحدة ، وفى كثير من بلدان العالم الغربى ، الذى نصفه بالتحضر والتقدم والمدنية ، ونحترمه لما وصل إليه من فن وعلم وتكنولوجيا . والواقع أن شعوبه قد برهنت أنها بعيدة كل البعد عن كل تلك الأوصاف ، وأنها رسبت فى أول اختبار لمدى قدرتها على الفصل بين الأبرياء وبين من ارتكبوا جرما ، حتى ولو ثبتت إدانته .
ما ذنب المصرى أو العربى أو المسلم الذى يعيش فى الغرب ، لكى تشير إليه أصابع الاتهام ، أو يعتدى عليه من بعض المتهورين والمتعصبين ، أو تمنعه سلطات المطار من السفر ، أو تفتشه الشرطة لمجرد لون شعره أو عينيه ؟ هل هذه هى الحضارة الحديثة التى رفعت شعار حقوق الإنسان ، وأكدت لنا أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته ، وقررت أنه لا اتهام إلا بدليل ، ولا إدانة إلا ببينة مؤكدة أو اعتراف .. 
لقد أدرك السياسيون بعض تلك الحقائق فأسرعوا بإعلان الفصل بين الإسلام والإرهاب . لكن هذا فقط فى وسائل الإعلام ، أما على الأرض فشئ آخر : تحرش وتعصب وكراهية واعتداء على الأفراد والمنشآت ، حتى بلغ الأمر بكثير من العرب والمسلمين أن يلزموا بيوتهم وأن يمنعوا أبناءهم من الخروج إلى الشوارع ، خوفا على أرواحهم .. إلى هذا الحد بلغ الأمن والأمان فى بلاد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy