عداد الزائرين

mod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_countermod_vvisit_counter

إضافات حديثة

   
 
كتاب الأضداد وجواهره صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
كتبها Administrator   
الجمعة, 23 أغسطس 2019 15:02

 

كتاب الأضداد وجواهره

ـــــــــــــــــــ


تلقيت منذ فترة هدية قيمة جدا من الأستاذ الدكتور خالد ، ابن المحقق الكبير المرحوم محمد أبو الفضل ، والذى يتابع إعادة نشر إنتاج والده الغزير . الهدية عبارة عن كتاب
(
الأضداد ) لصاحبه الأنبارى ( المتوفى 327 هجرية ) الذى كان معجزة فى الحفظ ، وفلتة فى الانكباب على طلب العلم وتعليمه .
ماذا يحتوى الكتاب ؟ يضم مجموعة كبيرة تبلغ ( 357 ) لفظا من ألفاظ اللغة العربية التى يشتمل كل منها على معنيين متضادين
مثل كلمة ( اشتريت ) التى تعنى الحصول على الشىء لقاء ثمنه ، وهذا هو المعنى المتداول، لكنها تعنى أيضا البيع كما فى قوله تعالى ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ) أى باعوا الهدى فى مقابل الضلالة ..
ومثل كلمة ( الند ) فمرة نقول فلان ند فلان إذا كان ضده ، ومرة أخرى نقول : نده إذا كان مثله .
ومثل كلمة ( عسعس ) يقال : عسعس الليل أى أقبل ، ولكنها فى قوله تعالى
(
والليل إذا عسعس ) بمعنى أدبر ..
ومثل كلمة ( المولى ) التى تعنى مرة المنعم الذى أعتق عبده ، ومرة أخرى المنعم عليه الذى تم عتقه ..
ومثل الفعل ( قسط ) ، يقال مرة قسط الرجل إذا عدل ، ولكن قد يقال قسط بمعنى ظلم ، ومن ذلك قوله تعالى ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) ..
ومثل كلمة ( القانع ) قد يراد بها كما هو مشهور الشخص الراضى بحاله ، الذى لا يستجدى أحدا ، ولكنها قد يقصد منها السائل أو المستجدى، كما فى قوله تعالى( وأطعموا القانع والمعتر ) أى الذى يستجدى صراحة ، والذى يعرض حاله ولا يستجدى ..
ومن أغرب الألفاظ ، كلمة ( وراء ) يقصد بها عادة الخلف ، يقال انظر وراءك أى خلفك وهذا هو المتداول ، لكنها فى قوله تعالى ( من ورائهم جهنم ) أى من أمامهم . وكذلك ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ) أى كان أمامهم ..
ووصف ( السليم ) يقال مرة على الشخص السالم من المصائب ، كما يطلق على الملدوغ . ومن ذلك جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن فى الحى سليما أى ملدوغا . وفى رأيى أن هذا نوع من إطلاق اللفظ المضاد عليه للتفاؤل بالسلامة . كما نقول فى لهجتنا العامية حاليا " فلان بعافية " ونقصد أنه مريض ، لكننا نطلق عليه ذلك تفاؤلا بالشفاء والعافية .
ومن ذلك كلمة ( اللحن ) اللغوى ، يقال للخطأ لحن وهذا هو المتعارف عليه ، ولكنها تطلق على المعنى المضاد تماما وهو الصواب ، ومن ذلك قوله تعالى عن المنافقين :
(
ولتعرفنهم فى لحن القول ) أى فى صوابه وصحته ..
وهكذا يمضى كتاب الأضداد ، مقدما عشرات الألفاظ سواء كانت أوصافا أو أفعالا أو حروفا ، موضحا المعانى المتضادة لكل منها ، ومؤكدا ذلك بالأمثلة والأدلة من القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، والشعر العربى ، وكلام العرب ، بما لا يدع مجالا للشك فى صحة ما يقدمه للقارئ .
ماذا نستفيد من ذلك ؟ أن اللغة العربية بحر عميق ، لا ينبغى أن يأتى شخص لم يتعمق فيها جيدا لكى يقدم لنا رأيه السريع أو تفسيره الخاص ، مؤكدا أنه الصواب ولا شئ غيره .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات (0)Add Comment

أضف تعليق
تصغير | تكبير

busy